توقعت مصادر أميركية رسمية أمس، أن يقرر الرئيس الأميركي جورج بوش هذا الأسبوع، تعيين دانييل بايبس الباحث في شؤون الشرق الأوسط، عضواً في معهد السلام، ليحسم بذلك جدلاً عنيفاً بين المحافظين الجدد الذين يؤيدون تعيينه، والمنظمات العربية والإسلامية وعدد من أعضاء الحزب الديموقراطي في الكونغرس الذين يعتبرون بايبس عنصرياً معادياً للإسلام. وقالت المصادر إن بوش قرر تعيين بايبس خلال عطلة الكونغرس تفادياً لمواجهة أكيدة بين المعسكرين، ما سيمكن بايبس من أن يمارس عمله في المعهد حتى نهاية العام المقبل، من دون الحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ. وفي وقت يعتبر المحافظون الجدد بايبس "باحثاً جاداً" كان أول من حذر من مخاطر تعرض الولاياتالمتحدة للإرهاب على يد متطرفين إسلاميين، يرى مجلس العلاقات الأميركية -الإسلامية كير أن تعيينه "يوجه صفعة لمن يريد بناء جسور بين اتباع الديانات السماوية". وفي حال عُيّن قبل نهاية الشهر الجاري، يكون الصراع حول من يسيطر على السياسة الأميركية الخارجية حسم لمصلحة المحافظين الجدد في أكبر تجاذب بين المعسكرين حول تعيين للإدارة الجمهورية منذ انتخابها. وكان الكونغرس أسس معهد السلام عام 1984 للإسهام في تسوية النزاعات سلمياً. يذكر أن بايبس هو مؤسس ومدير "منبر الشرق الأوسط" في مدينة فيلادلفيا، وكان درس في جامعتي هارفارد وشيكاغو وفي الأكاديمية العسكرية البحرية. وألف بايبس كتباً عدة عن الإسلام، كما يدير موقعاً على شبكة إنترنت memri.org متخصصاً في ترجمة مقالات من العربية تركز على إظهار نزعة التطرف لدى الكتاب العرب والمسلمين. ويقول مؤيدو بايبس إنه كان حذر من اعتداءات ضد الولاياتالمتحدة من إسلاميين متطرفين على مدى سنوات قبل أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001، وهو يطالب اليوم بفرض رقابة على المساجد واعتماد إجراءات أمنية خاصة في المطارات تقتصر على المسلمين الذين يعتبرهم أكثر فئة مشتبهاً بها في الولاياتالمتحدة. كما يرى أن الانتصار على الإرهاب يتطلب تحقيق هزيمة ساحقة ضد الإرهابيين ومن يدعمهم ويؤيدهم من دون استثناء. ويرفض بايبس الاتهامات بأنه عنصري، مؤكداً أنه ضد الإسلاميين المتطرفين وليس الإسلام المعتدل الذي يرى فيه حلاً لمشكلة التطرف. ويرى أن تسوية سلمية للنزاع في الشرق الأوسط يحتاج إلى نصر عسكري إسرائيلي شامل. ويتزعم الحملة ضد تعيين بايبس كل من أعضاء مجلس الشيوخ إدوارد كينيدي وتوم هاركين وكريستوفر دود وجيم جيفوردز فضلاً عن المنظمات والجمعيات العربية والإسلامية. وفي المقابل حصل ترشيح بايبس على دعم عدد من المؤلفين والباحثين بمن فيهم فؤاد عجمي ووولتر برنز ودونالد كاغان وبول كينيدي وجون كيغن وهارفي مانسفيلد وجيمس ويلسون. ويأتي تعيين بايبس المرتقب في الوقت الذي تراجع فيه نفوذ وزارة الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية سي آي أيه لمصلحة وزارة الدفاع والتيار اليميني المحافظ في البيت الأبيض. ولوحظ هذا التراجع في الملف العراقي الذي بات في يد البنتاغون بالكامل وكذلك ملف التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية الذي تسلمته مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس على حساب دور وزير الخارجية كولن باول.