ينظر كثيرون من الأردنيين إلى عدي وقصي نجلي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، اللذين قتلهما الأميركيون، على أنهما "مقاتلان شهيدان قدما نفسيهما فداء للعروبة والإسلام". أما بالنسبة الى الغالبية فتشكل وجهة النظر هذه حصيلة لعلاقات وصفقات تجارية أبرمها الشقيقان مع مجموعة من الأردنيين، وبينهم تجار ورجال أعمال وسياسيون، وجمهرة من الوسطاء العراقيين المقيمين في الأردن، ممن كانوا يؤسسون الشركات ويفتحون الاعتمادات المالية، ويوقعون العقود التجارية باسم العراق ونيابة عن عدي وقصي. وقيل ان مجالس فاتحة أقيمت في أكثر من مكان في الأردن، بعدما وصل خبر مقتل الشقيقين على أيدي القوات الأميركية في الموصل، وأبرزها مجلس أقامه بعثيون وإسلاميون في "مجمع النقابات الأردني". ترك نجلا الرئيس المخلوع في الأردن، عقارات وحسابات مصرفية سجلت بأسماء اصدقاء لهما أو ذوي صلة. وخلال الأسبوع الماضي وصل الى العاصمة الأردنية شاب وفتاة على علاقة بقصي، يمتلك كل منهما لحساب الأخير أكثر من فيلا فاخرة في عمان. قيل انهما باعا الفيلات وأكملا صفقة البيع سريعاً وطارا بالمال الذي حصلا عليه وبلغ بضعة ملايين من الدولارات، إلى الولاياتالمتحدة. ولم تستطع السلطات الأردنية أن تفعل شيئاً، إذ ان العقارات التي طاولها البيع مسجلة لدى "دائرة عقارات عمان"، باسمي الشاب والفتاة. ولجأ إلى العاصمة الأردنية خلال الأسابيع الأخيرة، عدد من التجار العراقيين الذين كانوا على صلة بالأسرة الحاكمة في بغداد سابقاً، وعملوا سراً لتهريب السلاح إلى نظام صدام وعقد صفقات ضمن برنامج "النفط للغذاء". وقرر كثيرون منهم الإقامة في عمان، بسبب الأوضاع في العراق، واشتروا مجموعة من الفيلات وشققاً فاخرة في منطقة "الغاردنز" الارستقراطية التي تمثل موطن الإقامة الآمن والمريح لرجال الأعمال. يقول تاجر عقارات أردني ان أكثر من 70 فيلا فاخرة بيعت لعراقيين خلال شهر، وان هذه العمليات جعلت أثمان العقارات في عمان تقفز إلى أرقام خيالية، ما انعكس أيضاً على السوق التجارية. وآخر ما تردد بهذا الصدد، وصول ثلاثة من رجال الأعمال الشبان من "بطانة عدي"، للبحث في الأردن عن "حمورابي"، الحصان العربي الأصيل الذي كان يمتلكه عدي وفقد أثناء الفوضى الأمنية وعمليات السلب والنهب التي أعقبت الحرب. ثم قيل ان من استولى عليه نقله إلى عمان للاتجار به، ونقل عن أحد رجال الأعمال الثلاثة قوله: "نبحث عن حمورابي في كل مكان، ومستعدون لشرائه بأي ثمن... إنه يمثل ثروة مادية وتاريخية كبيرة". والذين يعرفون "حمورابي" يشهدون بأنه "جواد عربي أصيل، يمتاز بقدرته على الجري السريع لمسافات بعيدة، ولم يجرؤ أي جواد آخر على منافسته في السباقات التي كان ينظمها عدي". كان نجل صدام يهتم ب"حمورابي" فيما تولى فريق خاص الإشراف على تدريبه وضمان لياقته، وتأمين أغذية خاصة له تستورد من الخارج. رجال الأعمال الثلاثة الذين يبحثون عن "حمورابي" فكروا في نشر إعلان في الصحافة الأردنية، يعدد أوصافه ويطرح مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن مكانه، ويقال انهم أصطحبوا معهم حقيبة ملأى بالدولارات.