رجحت مصادر أردنية مطلعة أمس احتمال وجود علاقة بين الجريمة الثلاثية التي وقعت في عمان الاربعاء الماضي والمذبحة التي ارتكبها مجهولون في عمان في كانون الأول ديسمبر الماضي وراح ضحيتها ثمانية أشخاص بينهم القائم بأعمال السفارة العراقية وزوجته واثنان من رجال الأعمال العراقيين. هما نمير اوجي وسامي جورج توما. ونفذت المذبحة في فيلا استأجرها توما في حي الرابية الراقي في عمان. وقالت هذه المصادر ل "الحياة" ان المحامي الأردني حنا نده الذي وجد مقتولاً مع نجله سهيل والطبيب النفسي عوني السعد في عيادة الطبيب الاربعاء الماضي، ربما كانت له علاقة عمل مع أحد المتمولين العراقيين في لندن. وقالت هذه المصادر ان نده قد يكون توكل في قضايا مالية تخص هذا المتمول. يذكر أن مصادر أردنية موثوق بها أشارت الى أن المذبحة التي تعرض لها العراقيون الخمسة لها علاقة بمحاولة النظام العراقي استرجاع مئات ملايين الدولارات كانت تحت سيطرة حسين كامل حسن المجيد صهر الرئيس صدام حسين الذي لجأ الى الأردن صيف 1995 وقتل إثر عودته الى بغداد في شباط فبراير 1996. وأوضحت هذه المصادر ان حسين كامل كان يدير على مدى سنوات طويلة مبالغ كبيرة للنظام العراقي بصفته المسؤول عن برنامج التسلح العراقي. كما أنه كان يسيطر على أموال ضخمة كونه كان الرجل الثاني في النظام العراقي وكان مسؤولاً عن جزء كبير من التجارة الخارجية العراقية قبل أن يبدأ عدي، نجل الرئيس العراقي تقليص صلاحياته في السنوات الأخيرة. وأوضحت هذه المصادر انه بوفاة حسين كامل وشقيقه صدام "مات سر هذه الأموال". ورجحت وجود نزاعات داخل النظام العراقي وراء المذبحة أواخر العام الماضي، وربما مذبحة الأربعاء الماضي في حال ثبوت وجود علاقات مالية بين نده وأقطاب متنافسة داخل النظام العراقي. ولم تستبعد مصادر أمنية أردنية ان يكون منفذو جريمة القتل الثلاثية جاؤوا من لندن الأحد الماضي على الطائرة نفسها التي أقلت المحامي نده الذي عاد الى عمان بعد زيارة عمل للعاصمة البريطانية. وقالت ان منفذي الجريمة يحملون جنسية احدى الدول العربية وأنهم استخدموا سيارتين تعودان الى ضحايا الجريمة للفرار بعد قتل الثلاثة في عيادة الدكتور السعد الواقعة في منطقة الشميساني. وعثرت الجهات الأمنية قبل ثلاثة أيام على سيارة من نوع "ساب" تعود الى الطبيب هجرها منفذو الجريمة في منطقة شارع الغاردنز غرب العاصمة عمان. واستخدمت في عملية الفرار ايضاً سيارة مرسيدس 200 لا يزال البحث عنها مستمراً.