خفزت شركة "سبيستل" للهاتف النقال همة الحلبيين لمواصلة سعيهم الحثيث لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعدما نجحت في ادخال اسم سورية للمرة الأولى في الكتاب الشهر الماضي في عقر دار الحلبيين، وقد عجز الحلبيون طوال عام من محاولاتهم المتكررة عن دخول الموسوعة. وتسابق الحلبيون في آب اغسطس الجاري الذي لقب ب"شهر غينيس" من خلال ثلاث محاولات على دخول غينيس وكسر "الحاجز النفسي" الذي عززته التجارب الخمس الفاشلة العام الماضي، ولتجتاح "حمى" غينيس حلب مرة أخرى من دون أمل بالفوز مخلفة الكثير من الاسئلة عن جدوى المشاركة. وقال ابراهيم زمار مدير مطعم "القمة" انه حاول دخول كتاب غينيس للمرة الثالثة من خلال صحنين كبيرين، الأول من "التبولة" وقطره ستة أمتار ويزن طناً واحداً ويتسع لعشرة آلاف باقة يقدونس اضافة الى المكونات الأخرى. والثاني من "الفتوش" مماثل للأول ويزيده بستمئة كيلوغرام. وانتقد زمار هيئة غينيس بصفتها لا تهتم بالطلبات المقدمة عبر موقعها على الانترنت والتي تختص بالمأكولات الشعبية غير الأوروبية "الغرب أهمل دراسة الطعام، ما أورثه الأمراض والعلل في الماضي ويسعى الآن الى تغيير عاداته ووجبات طعامه مقلداً مأكولاتنا وناسجاً أطباقاً مشابهة لأطباقنا لأنها توليفات بين الخضار واللحوم أي بين الألياف والبروتين". ولم يجد منتصر يحيى في موقع غينيس على الانترنت، بعد ان فشلت مساعيه في استدعاء ممثل عن كتاب غينيس، وجبة شعبية تشبه "اليبرق" الذي يعتمد على ورق العنب في تحضيره "حاولت تحضير اكبر وجبة واستلزم ذلك نحو مئة وخمسين كيلوغراماً من خلطة الرز واللحم وورق العنب الذي تجهزه لفّافة من تصميم المنشأة التجارية التي أملكها، وهي عبارة عن براءة اختراع تضاعف سرعة تحضير ربة المنزل أربع مرات". وفسّر يحيى سعي الحلبيين الى تسجيل اسم مدينتهم في موسوعة غينيس بأنه أمر بديهي "لأن حلب تشتهر بطبخها ومأكولاتها في الوطن العربي والشرق في شكل عام". وهذا ما استدعى اهتمام المشاركين بالمأكولات الشعبية من دون مزاحمة الاصناف العالمية التي تصعب مضاهاتها بسبب التكلفة المادية الكبيرة التي تتطلبها، لذلك وضعت الشركة المنفذة لأكبر وجبة معكرونة رقماً قياسياً شرق أوسطياً في المحاولة السابقة ولم تقارن المحاولة الحالية بمثيلاتها في العالم اذ اكتفى إعلانها بعبارة "أكبر وجبة معكرونة". سجل حافل بالمحاولات وكان آب الماضي شهد خمس محاولات لتسجيل اسم حلب في كتاب غينيس، الذي يعتبر من أكثر الكتب انتشاراً في العالم. باكورة المحاولات بدأها مطعم "القمة" الذي اعتبره البعض مسؤولاً عن تسليط الأضواء والأنظار على الموسوعة التي كانت مجهولة قبل ذلك من عامة الحلبيين، من طريق شوائه أطول سيخي كباب ولحم مقطع بطول 12 متراً للواحد وتحضير اضخم قرص كبة صاجية بقطر مترين ووزن عشرة كيلوغرامات. تبعته سلسلة حلويات فرنسية بصنع حافلة من الحلوى طولها خمسة أمتار وعرضها متران وارتفاعها متر ونصف المتر ويتجاوز وزنها الطن لتعتبر بذلك مشابهة للتقليدية من حيث الوزن والحجم، وهذا ما دعا محمود عادل بادنجكي صاحب الانجاز الى اعتباره "رائداً يستحق ان تحتويه دفتا غينيس". وتابع جمهور كبير الفاعليات السابقة قدر عدده بعشرين ألفاً في كل حدث، وشجعت الفضائيات العربية المحاولات بتوجيه عدساتها اليها، في حين غابت مع الجمهور عن رؤية إنجاز محمد ورد الذي يمتهن الخط العربي وقام بكتابة 300 كلمة على نصف حبة عبر أداة يدوية صنعها وطورها بنفسه لتعتبر بذلك أصغر كتابة في العالم ولم يستطع تدوين ذلك في غينيس. يذكر ان شركة "سبيستل" أدخلت اسم سورية في غينيس بتحضيرها قالباً من الحلوى بالفستق الحلبي متجاوزة رقم الهولنديين البالغ طناً وخمسة وثمانين غراماً للقالب، وجرى هذا الانجاز في حضور اربعين الف متفرج في ملعب الحمدانية". وأشار معنيون بالسياسة وبعض اصحاب الفاعليات الفنية الى ان اسم حلب ورد ذكره مرتين في كتاب غينيس "قبل ان يفكر الآخرون في ادخال اسمها"، الأولى عندما غنى مطرب القدود الحلبية صباح فخري عام 1964 لمدة 12 ساعة في كاراكاس العاصمة الفنزويلية امام المغتربين العرب من دون توقف والثانية عام 1972 عندما ذكرت الموسوعة ان حلب تحوي أضخم قلعة تاريخية في العالم.