حققت مذيعة قناة الافلام في "راديو وتلفزيون العرب" ART هبة الاباصيري شهرة كبيرة في مدة قصيرة، وكانت انضمت الى القناة قبل خمس سنوات تقريباً واعتبرت آنذاك اصغر مذيعة في العالم العربي، إذ لم تكن تجاوزت ال17 عاماً من عمرها. واستطاعت خلال هذه الفترة ان تثبت جدارتها وتحقق حضوراً من خلال عدد من البرامج التي قدمتها: "استوديو الهواء" و"استوب اكشن". "الحياة" التقتها: كيف كانت بدايتك في العمل الاعلامي؟ - عملت في المجال الاعلامي بالمصادفة، وذلك عقب حصولي على الثانوية العامة، إذ شاهدتني الإعلامية الفنانة صفاء ابو السعود وعرضت عليّ العمل كمذيعة في قناة الافلام في "راديو وتلفزيون العرب"، وخضعت لاختبارات عدة ونجحت فيها في شكل اثار اعجابها، وبعد شهر تقريباً من التحاقي بالقناة كلفت بالسفر الى فرنسا لتغطية فاعليات مهرجان "كان" السينمائي وكانت محطة مهمة في بداية مشواري الاعلامي اعطتني دافعاً وحافزاً قوياً للاستمرار في هذا المجال واثبات الذات، وفي تلك الفترة التحقت بكلية التجارة في جامعة عين شمس، ونظراً الى ضغوط العمل اضطررت الى الاهتمام بدراستي لحين الانتهاء منها بعد أن تعثرت فيها ورسبت سنوات عدة. ما الذي جذبك في عالم الاعلام؟ - إنه من اكثر المجالات تأثيراً في الرأي العام لأنه يتيح لمن يعمل فيه التواصل المباشر مع المتلقي لتوضيح رأي او طرح وجهة نظر فضلاً عن انه عمل شيق وممتع وجذاب جعلني أعشق الكاميرا منذ وقوفي امامها للمرة الأولى. ما ابرز البرامج التي قدمتها في قناة الافلام؟ - "استوديو الهواء" الذي يبث على الهواء مباشرة ويشاركني في تقديمه بعض الزملاء في المحطة، وخلق هذا البرنامج صداقة وارتباطاً من نوع خاص بيني وبين المشاهدين، وقدمت برنامجاً بعنوان "استوب اكشن" وهو برنامج مسجل، كما شاركت في تغطية الكثير من الاحداث والمهرجانات الفنية في مصر والعالم العربي مثل مهرجان السينما العالمي الذي اقيم للمرة الاولى في ماليزيا العام الماضي ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي. عملت مذيعة في سن مبكرة، أليس في الأمر مغامرة؟ - فعلاً، كانت مغامرةً كبيرة من المحطة واختباراً صعباً لي، ولكنني أثبت جدارتي خلال فترة وجيزة، ويكفي انني كنت اصغر مذيعة على مستوى كل الفضائيات العربية. يتهمك البعض بالمبالغة في الماكياج والاهتمام بالمظهر... - اؤمن دائماً بأنه من الصعب ارضاء كل الاذواق والآراء، لذلك اتعرض للنقد من البعض بسبب ملابسي أو ماكياجي، ولكنني احب التغيير والتنوع دائماً في مظهري وشكلي بما يتناسب مع كل برنامج اقدمه او الموضوع الذي اطرحه. معظم الفضائيات تراهن على الجمال الآن فتقدم عدداً كبيراً من المذيعات الحسناوات اللواتي قد يكن دون المستوى... - هؤلاء قد يستمررن بعض الوقت فقط، الجمال وحده لا يكفي ما لم يرتبط بالحضور والثقافة والذكاء. والاستمرارية دائماً للافضل والاجود والاصلح، ليس فقط في مجال الاعلام ولكن في التمثيل والغناء وغيرهما من المجالات الاخرى. وإذا كان الجمال مهماً للمذيعة فليس المقصود به الجمال الصارخ ولكن يكفي الجمال المقبول والبسيط. ألا يراودك العمل في تلفزيون بلدك بعد هذه التجربة في محطة عربية خاصة؟ - عملي في هذه المحطة حقق لي المتعة والانتشار والشهرة، خصوصاً ان هناك نسبة كبيرة من المشاهدين في مصر والعالم العربي والخارج يتابعون الفضائيات العربية. واعتقد ان ليس هناك فرق كبير بين العمل في محطة عربية او بين التلفزيون المصري لأنني أصل الى الجمهور المصري من خلال تزايد عدد المشتركين في القنوات المشفرة. من المؤكد ان المحطات الفضائية الخاصة تحظى بسقف من الحرية اكبر من المحطات الحكومية، هل استثمرت هذه الحرية في "راديو وتلفزيون العرب" لتحقيق طموحك الاعلامي؟ - على رغم سقف الحرية الذي تتمتع به الفضائيات العربية التجارية والخاصة، فما زالت هناك حدود لا يمكن تجاوزها. ولو تحدثنا عن الحرية المتاحة في قناة الافلام التي اعمل بها فلا ارى أن هناك حساسية كبيرة في طرح المواضيع التي نعرضها إذا قارناها بقناة عامة او اخبارية، وضرورة احترام التقاليد والقيم التي تحكم المجتمعات الشرقية. هل صادفتك مواقف طريفة في مشوارك الاعلامي؟ - خلال تغطيتي لمهرجان ماليزيا السينمائي الذي اقيم تحت شعار "السلام والصداقة"، كان لنا استقبال حافل لم نكن نتوقعه منذ وصولنا الى مطار كوالالمبور وكان في استقبالنا وفد من القائمين على المهرجان واثناء مصافحتهم عرّفت عن نفسي بأنني مذيعة في قناة الافلام في "راديو وتلفزيون العرب" إلا انهم لم يصدقوا ذلك وأصروا على أنني ممثلة ولست مذيعة، وأجرى التلفزيون الماليزي حوارات عدة معي على انني ممثلة.