يبدو أن اللغط الذي ثار خلال الأسبوع المنصرم حول برنامج "سوبر ستار" على شاشة تلفزيون "المستقبل" أثار حشرية السعوديين الذين باتوا يتداولون سؤالاً بديهياً مع من أنت؟ مع رويدا أم مع ديانا. وعلى رغم الاهتمام الواضح هناك كثيرون ممن لا يبدون اكتراثاً بالبرنامج ونجومه ومن سيكون "السوبر ستار" العربي. فالشاب طلال العامري يعتبر نفسه غير معني بما يجري والسبب هو "الغياب السعودي الملحوظ عن البرنامج" بحسب تعبيره. اما المصرفي خالد فقيه فقال إنه كان بدأ يصاب بالملل من متابعة البرنامج الذي امتد لفترة طويلة. وهو يعتقد ان تمديد المسابقة بهذا الشكل تسبب في توتير المتسابقين ومحبيهم على حد سواء ما ترجم الى "الاحتجاجات" التي حصلت إثر خروج ملحم زين. لكنه رأى انه من جهة ثانية إن قضية ملحم شكلت "مادة مثيرة جداً" بالنسبة إليه، وتسببت في مضاعفة اهتمامه بمتابعة البرنامج وتطوراته. وخالد من مؤيدي المشتركة السورية رويدا عطية بينما تؤيد زوجته الأردنية ديانا كرزون، ويبدو ان ذلك سيتسبب في معركة "تصويتية" حامية الوطيس بينهما تستخدم فيها جميع الأسلحة الممكنة من انترنت وهاتف ورسائل الخلوي. "لا مشكلة في ان تصوت زوجتي لديانا... المهم انها لم تكن من المعجبات بملحم" يقول مازحاً. وعلى رغم الفراغ الذي تركه غياب المشتركين السعوديين عن البرنامج لدى المشاهدين هنا، فإن التحضيرات بدأت في معظم المقاهي التي يتجمع فيها الشباب مساء ل"التعسيل" تدخين النارجيلة استعداداً لاستقبال "زبائن" الحلقة الختامية الذين سيتابعون المجريات عبر شاشات رقمية عملاقة تستخدمها هذه المقاهي عادة لنقل الأحداث الموسيقية والرياضية المهمة. ويقول مدير دائرة الإنتاج في تلفزيون "المستقبل" ايهاب حمود الى "الحياة" ان من الأسباب الرئيسة لقلة المشتركين السعوديين ان "اختيارهم تطلّب مجيئهم الى البحرين، وذلك لعدم قدرة فريق التصوير ولجنة التحكيم على لقاء المشتركين داخل السعودية لأسباب لوجستية". لكن حمود اوضح ان عدد من تقدموا بطلب اشتراك للموسم الجديد من السعودية فاق الأربعة آلاف، نصفهم من السعوديين، مضيفاً ان هناك "جهوداً تبذل للقيام بعملية الاختيار داخل السعودية هذه المرة". وإلى ان يحدد موعد المثول امام لجنة الحكم سواء في السعودية ام البحرين تبقى سمر خزعل منتظرة تلك المكالمة الهاتفية التي ستسعدها جداً. فهي قامت بتعبئة طلب اشتراك قبل عشرة ايام وأرسلته عبر الإنترنت. وتقول ان البرنامج أعاد إليها احلاماً كانت قد نسيتها منذ طفولتها، "إنه لأمر رائع ان اعطى فرصة لأكون نجمة وإن لم أوفق في ذلك في النهاية" تضيف مبتسمة. سمر هي من انصار ديانا كرزون ويبدو ان معظم الآنسات هنا كذلك. اما الرجال فعدد كبير منهم مع "رويدا" لأن "اللوك" سيساعدها. ولعل الموقف الأطرف هو موقف احد الشبان الذين كانوا يتابعون حلقة الأسبوع الماضي في مقهى شبابي، فهو اراد التصويت ل"سيلين"، وهي بالطبع ليست احدى المشتركات وإنما مقدمة "سوبر ستار اكسترا" الجميلة، سيلين مانوك، "كنت اتمنى ان تكون مشتركة كي اصوّت لها" أوضح الشاب. وفيما معظم الأردنيين سيقومون بالتصويت بالتأكيد لديانا، سيقاطع الكثير من اللبنانيين في السعودية التصويت لأي من المشتركتين. وذلك احتجاجاً على خروج ملحم زين وما وصفوه بال"زعبرة" مشبهين عملية التصويت بال"تمثيلية" في عبارات تذكرنا بتلك التي نسمعها خلال مواسم الانتخابات النيابية في لبنان. وعلى رغم ذلك نجد ان ظاهرة "سوبر ستار" في السعودية لم تعد تقتصر على مجرد متابعة البرنامج التلفزيوني، ف"سوبر ستار" هو كذلك اسم لصالون تصفيف شعر نسائي افتتح اخيراً وأيضاً ملصق تجده على اسطوانات موسيقية يشاع انها تباع بالسر لأغاني المشتركين، فيما يردد احد الأطفال وهو يتجول مع اهله في مركز تجاري اغنية "شايي شايين" التي تذاع خلال الفواصل الدعائية للحلقات. وأكدت إدارة تلفزيون "المستقبل" انها لم تمنح حق استعمال اسم "سوبر ستار" لأحد، وأنها كذلك لم تصدر اي اسطوانات خاصة بالمشتركين بعد، وستقوم بالتحقق من الموضوع لاتخاذ الترتيبات والإجراءات الخاصة.