أعلن مسؤولون باكستانيون امس، ان قوى الامن اطلقت حملة مطاردة واسعة النطاق، لاعتقال ثلاثة على الاقل يشتبه في انتمائهم الى مجموعة تابعة لتنظيم "القاعدة". وجاء ذلك بعدما نجح هؤلاء في الفرار اثر محاصرة رجال الامن ليل اول من امس، منزلاً تحصنوا داخله في ضاحية حياة آباد في بيشاور. ودارت اشتباكات بين الجانبين اسفرت عن مقتل صاحب المنزل وهو ليبي يدعى عبدالرحمن، واعتقال زوجته الباكستانية البالغة من العمر 61 عاماً، بعد اصابتها بجروح. وأفاد مسؤولون أمنيون ان من بين الفارين مصري يدعى سليمان، عرض مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي مكافأة قدرها مئة الف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه. وأقامت قوى الامن نقاط تفتيش على الطريق المؤدية الى الحدود مع افغانستان، بحثاً عن الفارين الذين يعتقد انهم فروا الى منطقة القبائل القريبة من بيشاور. وأفيد ان القتيل الليبي تولى تغطية فرار الباقين، مطلقاً النار من رشاش كلاشنيكوف، قبل ان يفجر قنبلة يدوية كان يحملها. وأفاد سكان في الحي، ان عبدالرحمن تزوج الباكستانية قبل ثلاثة اشهر واقام معها في المنزل الذي كان يتردد عليه مقاتلون اصوليون. محاكمة المزودي أعلن رئيس هيئة المحكمة العليا في هامبورغ القاضي كلاوس روله امس، ان المحكمة تريد الاستماع الى الإسلامي اليمني رمزي بن الشيبة المعتقل لدى الولاياتالمتحدة كشاهد في محاكمة الإسلامي المغربي عبدالغني المزودي المتهم بالمشاركة مع مجموعة الطيار الانتحاري محمد عطا في هجمات 11 ايلول سبتمبر. وقال رئيس المحكمة بعد افتتاحه اليوم الثاني من الجلسات وقبل الاستماع الى اقوال الخطيبة السابقة للطيار الانتحاري اللبناني زياد الجراح كشاهدة، ان طلب تقديم المساعدة القضائية من السلطات القضائية الأميركية ارسل قبل اسابيع عدة الى وزارة العدل الأميركية، إلا ان جواباً منها لم يصل بعد. وكان محاميا المزودي شددا في الجلسة الأولى على ضرورة الاستماع الى بن الشيبة كشاهد، مؤكدين ان شهادته ستؤكد براءة موكلهما من التهم الموجهة إليه، وبينها الانتساب الى تنظيم إجرامي والمشاركة في قتل 3066 شخصاً في نيويورك. ويعتبر بن الشيبة احد الأعضاء المهمين في "خلية هامبورغ" ومن المخططين الأساسيين للاعتداءات التي وقعت في الولاياتالمتحدة عام 2001 وله صلات مباشرة بزعيم "القاعدة" اسامة بن لادن. وتم اعتقاله في باكستان في خريف العام الماضي، وسلم الى السلطات الأمنية الأميركية التي ذكرت بعد ذلك انه قدم اعترافات مفصلة عن عمليات التحضير لاعتداءات 11 ايلول وعن مجموعة عطا. وكانت السلطات الأميركية رفضت العام الماضي، السماح لهيئة محكمة هامبورغ الاستماع الى شهادة بن الشيبة في محاكمة الإسلامي منير المتصدق الذي واجه التهم نفسها وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عاماً، ما دفع محاميه الى استئناف الحكم الصادر في حقه امام المحكمة الدستورية العليا التي لم تنظر في الأمر بعد. صديقة اللبناني الجراح: كان ودوداً ثم ابتعد عني وكما جرى في محاكمة المتصدق، عرضت الشاهدة التركية الأصل آيسل سينجون وهي طبيبة في الثلاثين من العمر، امام المحكمة امس، ما تعرفه عن صديقها السابق زياد الجراح ورفاقه. فقالت ان زياد لم يشأ ابداً ان تتعرف شخصياً الى احد من رفاقه في خلية هامبورغ، وأنها لا تعرف سوى اصوات عدد منهم الذين كانوا يتصلون هاتفياً. وأضافت: "كنت لا أعرف اي وجوه للأسماء والعناوين وأرقام الهواتف". وبعدما اشارت الى ان زياد بدأ يحاول اكثر فأكثر تحديد تصرفاتها، بما في ذلك لبسها، قالت رداً على سؤال عما اذا كان هناك احد يعرف الجراح افضل منها: "بعد كل هذه الفترة استطيع القول انني لم أكن بدوري اعرفه جيداً". واضافت ان زياد "كان رجلاً ودوداً ولطيفاً بحق ومنطوياً للغاية. لم يصبح متديناً فعلاً سوى في النهاية". واضافت انها قابلته آخر مرة في تموز يوليو 2001 عندما عاد الى المانيا لفترة قصيرة، ووصفته بأنه "اختلف كثيراً. وصار لا مبالياً. كنت مريضة ولم يتعاطف معي، كان بعيداً جداً".