أكد مسؤولون في واشنطن أن خبراء وكالة استخبارات الدفاع الأميركية استنتجوا من خلال تفحصهم مختبرين نقّالين عراقيين، انهما كانا لانتاج الهيدروجين. وكانت قوات "التحالف" اكتشفت المختبرين في نيسان أبريل وأيار مايو. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الى أن التقرير الذي يحمل موافقة غالبية خبراء وكالة استخبارات الدفاع لا يزال سرّياً، وأنه يناقض تقريراً أولياً أعلنته الوكالة والاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي في 28 أيار مايو الماضي، يؤكد أن هدف المختبرين كان انتاج أسلحة بيولوجية. وكذّب التقرير الأولي المشترك تأكيدات علماء عراقيين أن المختبرين كانا لانتاج الهيدروجين، لملء بالونات تستعمل في تمارين المدفعية. واعتبر التقرير اكتشاف المختبرين "الدليل الأقوى على ان العراق يخفي برامج أسلحة بيوليوجية". وقال مسؤول من وكالة استخبارات الدفاع للصحيفة ان الوكالة قررت بعد الاطلاع على التقرير الجديد لخبرائها "السعي الى معلومات اضافية" للتحقق من معلومات العلماء العراقيين. في المقابل أكد مسؤولون في "سي آي اي" والبنتاغون ل"نيويورك تايمز" تمسكهم بتقرير أيار ما يبرز خلافاً جديداً بين أجهزة الاستخبارات الأميركية على أسلحة الدمار الشامل العراقية. ويكتسب هذا الخلاف أهمية لأن الرئيس جورج بوش استخدم تقرير أيار كواحد من الأدلة الرئيسية على امتلاك العراق أسلحة بيولوجية. وكانت دائرة الاستخبارات التابعة لوزارة الخارجية الأميركية اعترضت على التقرير المشترك في مذكرة تحمل تاريخ الثاني من حزيران يونيو. كما اعترض عليه خلال الشهر ذاته عدد من المحللين البريطانيين والأميركيين الذين اتيح لهم الاطلاع على الأدلة من المختبرين. واتهموا "سي آي اي" ووكالة استخبارات الدفاع باستعجال بت طبيعة المختبرين. وأوضح مسؤول في وكالة استخبارات الدفاع أن خبراءها لم يكونوا أنهوا عملهم المتعلق بالمختبرين لدى صدور التقرير المشترك، لذلك، لم يأخذ التقرير في الاعتبار رأي غالبية خبراء الوكالة. وذكر أن ذلك أثار غضبهم وخلافاً لا يزال مستمراً في أوساط الوكالة والبنتاغون. وكان مسؤولون في ادارة بوش اعتبروا ان المعلومات الأهم في هذه القضية جاءت من عالم عراقي أبلغ خبراء أميركيين قبل أشهر من العثور على المختبرين النقالين، استخدام بغداد هذا النوع من المختبرات لصنع سلاح بيولوجي. لكن الفريق الهندسي لوكالة استخبارات الدفاع توصل الى نتيجة، بعدما فحص المختبرين من منظور تقني بحت، بعيداً عن أي تقارير استخباراتية.