أبدى رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن استغرابه اعلان الكويت تأجيل زيارته، قائلاً: "تلقينا دعوة ثم فوجئنا بالتأجيل". لكنه أكد في مؤتمر صحافي عقده في جدة في ختام زيارة للسعودية استمرت ثلاثة أيام، ان هناك اتصالات لتحديد موعد لاحق لزيارته الكويت، مشدداً على حرصه على إعادة العلاقات الفلسطينية مع هذا البلد. وكانت الحكومة الكويتية اشترطت لاستقبال "أبو مازن" ان تقدم القيادة الفلسطينية اعتذاراً رسمياً عن موقفها المؤيد للغزو العراقي للكويت عام 1990. وساند مجلس الأمة البرلمان الكويتي موقف الحكومة المتحفظ عن استقبال "أبو مازن" إذا لم يعلن ادانة واضحة للغزو. راجع ص 7. وقال ناطق باسم البرلمان ان الشعب الكويتي "يرفض في شكل قاطع زيارة أي مسؤول من القيادة الفلسطينية إذا لم تعتذر عن موقفها الداعم للنظام العراقي البائد". وكانت صحيفة "السياسة" نقلت عن رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الصباح انه "كان مفترضاً ان يصدر بيان مشترك عقب انتهاء زيارة عباس للكويت، يتضمن ادانة صريحة واضحة من السلطة الفلسطينية لجريمة الغزو، لكنهم ترددوا في الموافقة". أما وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث فذكر ان الجانب الفلسطيني لا يعرف شيئاً عن اسباب الغاء الزيارة، وأضاف: "رّحب بنا ثم اعتذر عن عدم استقبالنا بعد 24 ساعة على وصول الدعوة، وابلغوا الكويتيون سفارتهم في الأردن اعتذارهم لاسباب خاصة". الى ذلك، اشاد "أبو مازن" في مؤتمره الصحافي في جدة بالتزام الفصائل الفلسطينية اتفاق الهدنة، محملاً اسرائيل مسؤولية ما حدث من خروق للهدنة، وآخرها الهجوم على نابلس اول من امس، مشيراً الى ان الهدف الاسرائيلي معروف. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن خلافه مع الرئيس ياسر عرفات، أقر بوجود بعض الخلافات، لكنه اشار الى التوصل الى تفاهم، واعتبر ان الخلاف مع الرئيس لا يفسد للود قضية. ونفى ما يتردد عن مساعدات تقدمها السعودية الى المنظمات الفلسطينية، واكد ان هذا الموضوع لم يكن محور بحث مع القيادة السعودية، لأنه بلا أساس. وكشف معونات اقتصادية واجتماعية ستقدمها السعودية للشعب الفلسطيني من أجل مساعدته في مواجهة ظروفه الحالية، ومنها بناء 600 وحدة سكنية في قطاع غزة لتعويض اصحاب المباني التي هدمتها قوات الاحتلال الاسرائيلي، كما نوه بالدعم الذي قدمته وتقدمه المملكة لطلاب الجامعات الفلسطينية. ووصف زيارته للسعودية بأنها كانت "من أنجح الزيارات"، مشيراً الى انها تناولت كل جوانب القضية الفلسطينية ومنها المحادثات مع الجانب الاسرائيلي ونتائج زيارته واشنطن ومحادثاته مع الرئيس جورج بوش.