قرأت مقالة الأستاذ شاكر الأنباري "الحياة" في 15 حزيران/ يونيو تحت عنوان: "بين العراقيين والعرب: مماحكات ثقافية لها بعد سياسي". وقد عجبت أشد العجب لأن الكاتب أورد اسمي مرتين: أولى بمناسبة الحديث عن شدة عداء المثقف العراقي لرديفه العربي، وأخرى في معرض تناول الكتّاب القوميين الذين "يعتبرون أي تأييد لحقوق الشعب الكردي في الفيديرالية، خصوصاً، تهديداً لوحدة العراق وتقسيماً له". أما سبب العجب فيرجع الى انني لم أكتب في حياتي كلها كلمة تأييد واحدة لنظام العراق السابق، ولم أهادنه في كبيرة أو صغيرة، تشهد على ذلك بيانات كتبتها للجان إحياء المجتمع المدني في سورية قبل الحرب بأسابيع، حمّلته مسؤولية ما سيقع للعراق نتيجة الحرب الأميركية ضده، وتشهد نقاشات وأسئلة أحدثت ضجة كبيرة في أوساط عراقيي الشام، طرحت على طارق عزير خلال مؤتمر عقد في دمشق للتضامن مع العراق، دارت حول ضرورة استقالة صدام حسين، وانهاء حكم الحزب الواحد في العراق، وحول الديموقراطية والمهجرين من وطنهم بالقوة والقمع... الخ. وأخيراً نشرت مقالات ثلاث، قبل الحرب بأيام، قلت في آخرها انه لن يقع قتال في الجنوب، وان الحزبيين لن يقاتلوا بدورهم، وأن العراقيين يخشون الفوضى التي قد يتسبب بها المجرمون الذين أطلقهم النظام من السجون، وان الحرب لن تكون جدية إذا لم تقاتل بغداد. كما لم أكتب يوماً حرفاً واحداً ضد الفيديرالية أو معها، علماً أنني أؤيد حقوق الأكراد الديموقراطية والثقافية في كل مكان من أرض العرب، وخصوصاً في بلدي سورية. ولم أتحدث عن العراق إلا ككاتب يجتهد، فليس لرأيه القدرة على تحديد مصيره كوطن ونظام دولة. من حقي على الأستاذ الأنباري أن يعتذر إلي، إذا لم يبرز البينات التي تبرر ايراد اسمي كمثقف عربي لمثقفي العراق الحق في لومه وادانته. إذا أردتم، أستاذ أنباري، افتعال مشكلة بين العراق والعرب، فابحثوا عن أدلة أشد اقناعاً من تهمة تأييد أو عدم تأييد الفيديرالية، لأن تأييدها ليس من الديموقراطية بالضرورة، والاعتراض عليها ليس دليل قومية في جميع الأحوال. دمشق - ميشيل كيلو