إدان الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس الهجوم الدامي الذي تعرض له مسجد تابع للطائفة الشيعية في مدينة كويتا جنوب غربي البلاد، ولم يستبعد "ضلوع ايد اجنبية" فيه. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية افتخار احمد ان الشرطة اعتقلت بضعة اشخاص للاشتباه في صلتهم بالهجوم. ورفض ان يدلي بمزيد من التفاصيل. الا ان مصادر امنية قالت ان جماعة "عسكر جنجوي" التي يلقى عليها باللائمة في العنف الطائفي وكذلك في مقتل الصحفي الاميركي دانيال بيرل من بين الجماعات الرئيسية المشتبه فيها. وقال مشرف في مؤتمر صحافي في مطار اسلام اباد العسكري لدى عودته من جولة شملت الولاياتالمتحدة ودولاً أوروبية: "لا يمكننا استبعاد تورط أيد أجنبية. غير أننا نجري تحقيقاً شاملاً قبل التوصل إلى نتيجة". وصرح رداً على سؤال حول ما إذا كان الهجوم رداً على العملية العسكرية التي تستهدف عناصر حركة "طالبان" الافغانية المخلوعة في المنطقة الحدودية: "سنرى... وسيتعين علينا اتخاذ إجراء صارم مهما كان الدافع للهجوم أو الجهة الخارجية المتورطة فيه". وأضاف: "سواء كانوا متطرفين دينيين او متطرفين طائفيين... انهم جهلة وهمجيون ... ولا بد من التعامل بشدة" مع المسؤولين عن الهجوم. وأقر بأن سياسته تلقت صفعة. وأوضح: "اسعى الى ازالة الصورة السيئة لبلدي ... اسافر وادافع عن بلدي ويأتي هذا الحادث الرهيب ليجعلني كمسؤول سياسي في حال يرثى لها". وأسفر الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه عن مقتل 48 شخصاً على الاقل بينهم ثلاثة مهاجمين واصابة 65 بجروح، بعدما وقف المسلحون الثلاثة وسط المصلين أثناء صلاة الجمعة وهاجموا كل من حولهم بقنابل يدوية وبنادق آلية. وتحاول السلطات تحديد هوية المهاجمين الذين تردد أن اثنين منهم قتلا برصاص المصلين داخل المسجد بينما فجر الثالث نفسه. واستمرت حال التأهب وسيطرة الجيش على الامور في مدينة كويتا أمس بعد الاحتجاجات العنيفة التي أعقبت الهجوم. وخففت السلطات حظر التجول لمدة خمس ساعات تسهيلاً على أقارب الضحايا لدفن ذويهم الذين قتلوا أمس في الهجوم، في حين واصل الجيش والشرطة تسيير دوريات في أنحاء المدينة. ووجهت هذه المجزرة الطائفية ضربة قاسية للمساعي الديبلوماسية التي يبذلها مشرف والرامية الى تلميع صورة بلاده. وأكد المحلل السياسي الباكستاني حسن عسكري ان "توقيت الهجوم حاسم ويشكل ضربة للجنرال مشرف وباكستان"، اذ تزامن مع اليوم الأخير من جولة قام بها الرئيس الباكستاني واستغرقت ثلاثة اسابيع قادته الى الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا. وفي كل من محطات جولته، كان مشرف يشيد بنجاح سياسته في مكافحة الارهاب وحاول اقناع المستثمرين الاجانب بالعودة الى باكستان بعد عودة الامن اليها اثر سلسلة من الهجمات المناهضة للمصالح الغربية العام الماضي. واعتبر عسكري ان "رسالة كويتا" لمشرف تؤكد ان "الخطر الارهابي لم ينته بعد" وانه يتغذى من اجواء عداوة تثيرها حملة معارضة برلمانية متواصلة يقوم بها الائتلاف الاسلامي "مجلس الامل الموحد".