"تدشن" المرحلة السوبر الخاصة للسرعة مساء اليوم في وسط بيروت انطلاقة مارلبورو رالي لبنان الدولي ال27، الجولة الثانية من بطولة الشرق الأوسط للراليات الذي يجرى على طرقات معبدة وتبلغ مسافته الإجمالية 1035 كلم، منها 283 كلم موزعة على 21 مرحلة خاصة للسرعة. وتخوض غمار المنافسة 48 سيارة بينها أربع من الفئة العالمية WRC بقيادة الأخوين اللبنانيين روجيه وعبدو فغالي، والسعودي عبدالله باخشب، والقطري ناصر العطية متصدر ترتيب البطولة إثر فوزه في الجولة الأولى التي أقيمت في شباط فبراير الماضي على أرضه، والذي يعتبره باخشب من أفضل المتسابقين الحاليين "لكنه لم يجد فرصته سابقاً". وتغيب الطواقم الأجنبية عن مارلبورو رالي لبنان هذا الموسم إضافة إلى حامل لقبه أربع مرات بطل الشرق الأوسط الإماراتي محمد بن سليّم "المعتكف" هذا العام، وحامل لقب نسخته الأخيرة جان بيار نصرالله بسبب نقص في التمويل. وإذا لم تحصل مفاجآت ستنحصر المنافسة بين سيارات الفئة العالمية، وسيكون روجيه فغالي وملاّحه زياد شهاب أول المنطلقين اليوم على متن سوبارو إمبريزا طراز 2002، يليهما باخشب وملاّحه الإيرلندي بوبي ويليس بيجو 206، ثم العطية وملاحه البريطاني ستيف لانكستر سوبارو إمبريزا، وعبدو فغالي متصدر ترتيب البطولة المحلية وبجانبه جوزف مطر على متن تويوتا كورولا. وأكد روجيه حامل لقب السباق عام 2000، أن استعداداته بلغت درجة عالية من الدقة جرياً على عادته "على رغم الابتعاد عن أجواء المنافسات منذ الموسم الماضي، وسأتبع أسلوب الهجوم المدروس والحسابات الدقيقة"، لافتاً إلى أن المسار "اختلف بعض الشيء وأعيدت مراحل لم تدرج في النسخات الأخيرة من الرالي، لكن التنويع جيد عموماً ويحفّز على بذل المجهود المطلوب". وعرض باخشب استعداداته للسباق على متن بيجو طراز 206 موديل عام 2003 بالمواصفات ذاتها التي يقودها بطل العالم الفنلندي ماركوس غرونهولم، مجدداً العزم على استعادة اللقب الذي أحرزه عام 1996... وحلّ ثانياً في العام التالي، وابتعد بعدها عن أجواء بطولة الشرق الأوسط وخاض غمار كأس الفرق ضمن بطولة العالم، لكنه عرّج على مارلبورو رالي لبنان عام 2001 وحلّ ثالثاً ، ثم احترقت سيارته تويوتا كورولا العام الماضي في يومه الثاني، وكان ينافس على الطليعة. وأكد باخشب أمس ل"الحياة" أن الرالي اللبناني يشكل مرحلة مهمة بالنسبة للمنافسة على اللقب الإقليمي "خصوصاً أن جولة وحيدة أقيمت حتى الآن ولم يسعفنا الحظ فيها، وبالتالي علينا أن نكون حذرين ونفكر في النقاط لأننا لا ننافس فقط في سباق واحد بل طموحنا اللقب الإقليمي والبروز في جولاته. من هنا تختلف استراتيجيتنا وخططنا، المهم ألا تتكرر صدمة قطر. ولا أكشف سراً إذا قلت إننا نعمل على تفادي مشكلة الإطارات لأننا نستعمل صنف ميشلان على الدروب اللبنانية المميزة بمساراتها المتعرجة ساحلاً وجبلاً ومنعطفاتها الضيقة وزفتها الزلق، للمرة الأولى... سنحاول التأقلم وتجاوز الضغط النفسي لنكون مرتاحين في اليوم الثالث الحاسم من الرالي". وفي إطار ما يحكى عن تحضيرات وتوجهات الاتحاد الدولي لمنع مشاركة سيارات الفئة العالمية في جولات الشرق الأوسط وتفعيل دور سيارات الإنتاج التجاري "المجموعة ن"، لفت باخشب إلى أنه لن يعود إلى الوراء "أشك في إمكان تنفيذ ذلك، فإن إقراره يعني ابتعادي عن جولات المنطقة، واللافت أن شركة معينة تحبّذ هذا الخيار لأن انتاجها رائج في المجموعة "ن"، والخطأ الأساسي هو كيفية محافظة الفرق على الرعاة والممولين والإدارة الجيدة طيلة الموسم، لاحظوا ما حلّ بالفريق القطري المميز". وأشار إلى أن ابتعاد بن سليم غير مبرر "لا أجد سبباً لغيابه، والبطولة خسرته... نحتاج إلى الأسماء كلها، وأنا ضد من كان يطالبه بالاعتزال، نريد تفعيل البطولة وكثرة المشاركة من خلال طواقم قوية ليرتقي المستوى". وعن اتجاه مسار مارلبورو رالي لبنان ليتحول إلى الطرقات الترابية، اعتبر باخشب أن ذلك بمثابة حلم "سيصبح على مثال رالي أكروبوليس اليوناني الصعب والذي أحبه كثيراً وحللت فيه سادساً قبل موسمين، وصنفت بين السائقين العالميين من خلال النقطة التي كسبتها. يبقى أن يرفد هذا الخيار التمويل المناسب ليتمكن متسابقو لبنان المهرة من خوض جولات خارجية على الأقل في الشرق الأوسط". تجربة رائدة وكان باخشب تحدث في مؤتمر صحافي حاشد عن تجربته في تطوير رياضة السيارات في الشرق الأوسط عموماً والسعودية خصوصاً، والتي استهلها بمحاضرات وندوات في المهرجانات والجامعات، فضلاً عن إقامة كأس تويوتا للتحدي على غرار المسابقة التي تلي بطولة العالم، وتجمع في جزر الكناري نخبة المتسابقين الدوليين، فنظم في جدة السباقات بمشاركة أبطال من 10 بلدان، وحمل ألقابها الشقيقان فغالي في الموسمين الماضيين. وأطلق كأس تويوتا ضمن جولات بطولة الشرق الأوسط بعد الحصول على الإذن الرسمي من الاتحاد الدولي والشركة اليابانية، وبعد مدارس إعداد على غرار مثيلاتها في أوروبا واختبارات خضع لها المئات، وتميّز فيها كل من أمجد الغامدي بطل العام الماضي وملاّحه عامر الرفاعي وحامد سلطان وملاّحه محمد الخاشقجي وعمر شاص حارس مرمى الاتحاد السابق وعلي السياري، وانضم إليهم راشد الهاجري نجل البطل القطري سعيد وابن عمه عبدالرحمن، وسيشارك هؤلاء في الرالي اللبناني. وطموح باخشب أن ينضم إليهم فريق لبنان، فضلاً عن طموحه إلى إقامة أول جولة راليات في السعودية بعد عامين، وبعدما مهّدت الأرضية وحضّرت البنية التحتية. ويخطط أيضاً لإقامة بطولة "أوتو كروس" في آب أغسطس المقبل، على أن تصبح إقليمية قريباً أيضاً. وأكد أن التوجه الرسمي الحالي في المملكة سيدعم من الحركة التي بدأها من أجل إنشاء ناد خاص للسيارات يكون نواة لاتحاد سعودي لرياضة السيارات، يسعى إلى تنظيم إحدى جولات بطولة الشرق الأوسط قريباً.