تسير بهدوء وثقة نحو الأفضل، ولا تؤمن بالصعود السريع لأنه سيتبع بهبوط سريع ايضاً. من خلال هذا الإطار رسمت امية ملص بعضاً من حلمها بموهبة حصنتها بالثقافة، ما أعطاها ثقة بالنفس وتمرداً. وكانت انهت دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1992 وبدأت التمثيل في العام ذاته في العمل التلفزيوني "الهارب" وبعده العمل المسرحي "ياسمين". وعلى رغم انها شاركت بأعمال درامية سورية متميزة وتألقت من خلالها، ما زالت تنتظر الفرصة التي هي جزء من الحلم الطموح، بمسلسل بقعة ضوء لوحات جديدة التقتها "الحياة". كيف كانت الانطلاقة؟ - بدأت التمثيل عندما تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1992 بعمل اسمه "الهارب" وهو اول عمل اشارك به للتلفزيون، وعملت في المسرح بعرض اسمه "ياسمين" وكان من إخراج محمد قارصلي، وعرض في مهرجان برنو في دولة التشيك وأيضاً في مهرجان قرطاج وبعدهما في معهد العالم العربي في باريس، إذاً كانت البداية متوازية ما بين التلفزيون والمسرح. كيف تختارين الدور، وهل توافقين على تجسيد اي شخصية تعرض عليك؟ - أن أقتنع به قبل كل شيء من دون اي مؤثرات خارجية، وعادة ما أوافق على اي دور وفق هذا المنظار، وربما ارفض ادواراً ضعيفة لا اجد فيها ما يغري طموحي. ليست طموحاتي هل تعتقدين أن حضورك على الشاشة بأعمال مختلفة هو الطريق الصحيح الى النجومية ام ان هناك اعتبارات اخرى؟ - اولاً النجومية ليست طموحي، ولكنني أبحث دائماً من طريق التميز، اي ان أترك أثراً عند الجمهور من خلال دور معين، إذاً طموحي الفرصة المناسبة والصحيحة التي يمكن ان اعمل عليها وتظهر من خلالها إمكاناتي. هل نستطيع القول ان الفرصة التي تتحدثين عنها لم تأتك حتى الآن؟ - لا لم تأتِ، وهذا لا يعني انني غير راضية عما قدمته، فكل دور في الأعمال التي قدمتها احبه، كوني مثلت ادواراً متنوعة وواقعية وموجودة في المجتمع، من البنت التقليدية الطيبة في مسلسل "الوصية" الى الشريرة بدور الكنة في مسلسل "ابناء القهر" وفتاة اخرى متمردة في مسلسل "حنين"، ولكنني أنتظر دوراً يمكنه بالفعل ان يظهر امكاناتي اكثر من الأدوار السابقة وتالياً فرصتي التي اطمح إليها. ماذا بالنسبة الى مشروعك الخاص، هل هو خارج إطار المهنة؟ - طموحي ان أعمل مسرحاً للطفل، إذا ما توافرت الإمكانات والمناخ المساعد. سمعنا انك تحبين القراءة ،فهل هذه المتابعة يمكن ان تكون داعماً للممثل، على رغم وجود عدد لا بأس به من الفنانين "يكتشفون" فجأة ويصعدون فجأة من دون اي ثقافة معرفية حتى في المهنة ذاتها؟ - فارق كبير بين الممثل الذي يتعب على نفسه وبين من يصعد بشكله ومظهره الخارجي، وعلى رغم ان الموهبة ضرورية في هذا الأمر، لكنها كما يقال تمثل واحداً في المئة والعمل عليها وتطويرها تسعاً وتسعين في المئة وبالتالي إذا كان لدى الفنان موهبة فقط ستتراجع حتماً كون الثقافة هي التي ترسم عمقه وملامحه وحضوره وتشكل عنده حالاً من التفرد والتميز، عدا عن انها تعلم الأخلاق وتبين لمن يوجه الفنان رسالته وما هي الغاية منها، إذاً الموهبة يمكن ان تساعد الفنان مرة واحدة. والسؤال مجدداً: هل يستطيع الاستمرار بالموهبة فقط؟ مؤسسة الزواج هناك الى حد ما حال من الجفاء بين الفنان ومؤسسة الزواج إذ نشهد حالات طلاق سريعة وحالات زواج اسرع، لماذا؟ - أعتقد ان هذا الأمر ليس في الوسط الفني فقط، لأن مؤسسة الزواج بحد ذاتها تثير إشارات مهمة في ما يتعلق بكيفية استمرارها، فهي من السهل الممتنع، فأحياناً تستمر العلاقات من دون ان نعرف لماذا، ويتم الانفصال ولا نعرف السبب في احيان اخرى، إذاً لا توجد قوانين ثابتة تحكم هذه المؤسسة، ولكي تستمر العلاقة لا بد من ان تطغى الناحية العقلانية في التعاطي مع الآخر على الناحية العاطفية، وأن يكون الاتفاق على تفاصيل الحياة اليومية، وأن يكون ايضاً لدى الطرفين احساس بالمسؤولية، من هنا يمكن ان تكون تلك الرابطة ناجحة، هذا من جهة، ومن جهة اخرى بالنسبة الى الطلاق يكون القرار فيه اجرأ كون الفنانة جزءاً من النساء العاملات والمستقلات اقتصادياً لذلك نرى حالات كثيرة من مجتمعنا لنساء ورجال غير متوافقين روحياً، ومع ذلك يستمرون بالزواج لصعوبة هذا القرار عند المرأة غير المنتجة. من هي الفنانة التي تعجبين بها محلياً وعربياً؟ - أحترم تجربة الممثلة نادين في سورية وأحب اداء يسرا في مصر. ذكرت انك تحبين المطالعة، ماذا تقرئين الآن؟ - آخر كتاب قرأته اسمه "البروفا حبي" ومعظم متابعتي في شكل عام لكتب لها علاقة بالمهنة، وهذا لا يعني انني لا اتابع كتباً اخرى من اعمال روائية او قصص قصيرة او شعر. آخر أعمالك؟ - أشارك الآن في تصوير حلقات جديدة لمسلسل "بقعة ضوء"، وهي المرة الأولى التي اشارك بها في هذا العمل، وأعتقد انه سيعرض في رمضان، وهو من إخراج ناجي طعمة. وأخيراً انتهينا من تصوير مسلسل "الزمن الصعب" من إخراج سمير حسين.