اتهم المفتي الأعلى في روسيا نفيع الله عشيروف الأجهزة الأمنية الروسية بإشعال فتيل فتنة دينية، وتحدث عن حملة منظمة تستهدف المسلمين في روسيا. وقال إن السلطات تتعمد تشويه الإسلام وتصويره باعتباره مرادفاً للتطرف والإرهاب. وفي أول تحرك من نوعه منذ تصاعد الحملة العدائية على الإسلام في روسيا بعد سلسلة عمليات تفجيرية اتهم انتحاريون شيشان بتنفيذها، عقد عشيروف وهو رئيس مجلس الإفتاء في روسيا مؤتمراً صحافياً شارك فيه رئيس اللجنة الإسلامية حيدر جمال ومديرة مكتب مجموعة هيلسينكي لحقوق الإنسان في روسيا لودميلا آليكسيفا. وحمل عشيروف بشدة على رجال الشرطة الذين "يتعاملون مع كل محجبة على أساس أنها إرهابية". وأشار إلى يافطات رفعها عنصريون روس أمام مسجد موسكو التاريخي، كتب عليها: "روسيا كانت وستبقى سلافية أرثوذوكسية". من جهته أشار حيدر جمال إلى "عملية فصل عنصري منهجية" قال إن النخب المسيطرة في روسيا تمارسها. وحذر من أن روسيا تسير نحو تكرار الأوضاع التي شهدتها جنوب أفريقيا. وقال إن السلطات تتعمد "تضخيم الحديث عن الإرهاب" بهدف "ذر الرماد في العيون عن عمليات واسعة تجرى ضد المسلمين". واعتبر أن موسكو تعيد تجربة أحداث 11 أيلول سبتمبر التي قال إن الولاياتالمتحدة وظفتها من أجل فرض سيادتها على العالم وتبرير ما وصفه ب"الحملة الصليبية ضد الإسلام العالمي". وتحدث جمال عن معاناة النساء المحجبات في روسيا وقال إنهن يتعرضن إلى "إساءات يومية" ويتم توقيفهن في وسائل النقل العام. وأورد أمثلة منعت فيها مسلمات محجبات من دخول متاجر بسبب ارتداء الزي الإسلامي. وتحدث عن الحملة الإعلامية ضد الإسلام وقال إن معظم وسائل الإعلام الروسية تحض في شكل علني على مهاجمة أماكن تجمع المسلمين والقيام بعمليات ضد أفراد الجالية المسلمة. في الإطار نفسه، قالت مديرة مكتب مجموعة "هيلسينكي" إن المنظمة الدولية تتابع عشرات القضايا التي تعرض فيها مسلمون للاعتداء والإهانة. وفي حالات عدة، سجلت المنظمة أحاديث لمسؤولين روس يحضون فيها على العنف ضد المسلمين. وأوردت آليكسيف مثالاً حول تصريح مسجل لحاكم موسكو يوري لوجكوف أدلى به بعد تفجيرات انتحارية وقعت في موسكو وتحدث فيه عن ضرورة "شطب الجالية الشيشانية المقيمة في العاصمة". وقالت آليكسيف إن القضاء الروسي رفض اعتبار الشريط التلفزيوني المسجل دليلاً ضد المسؤول الروسي، وأضافت أن "الحرب المبررة على الإرهاب العالمي"، أخذت في روسيا شكلاً "مشوهاً ومناقضاً للدستور". واعتبرت أنها باتت تشكل غطاء لمهاجمة الدين الإسلامي. هجوم في أنغوشيا على صعيد آخر، قتل خمسة جنود روس وأصيب اثنان آخران بجروح خطرة، في هجوم وقع في جمهورية أنغوشيا المجاورة للشيشان. وذكرت التقارير إن عبوة ناسفة فجرت عن بعد لدى مرور شاحنة عسكرية روسية كانت تسير باتجاه قرية غالاشكي في أنغوشيا على الحدود مع الشيشان. ويستخدم الانفصاليون الشيشان عادة هذا النوع من عمليات التفجير في هجماتهم على القوات الروسية.