سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش أهدى رئيس الوزراء الاسرائيلي خريطة قديمة ل"ارض اسرائيل" تشمل دول المنطقة حتى بابل وآشور . ارتياح عميق في اسرائيل لنتائج زيارة شارون إلى واشنطن والرئيس الأميركي أبلغه ضرورة وقف "الخطر النووي" الإيراني
أعربت اوساط سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى عن عميق ارتياحها لنتائج زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى واشنطن التي بددت المخاوف من اندلاع صدام بين الحليفتين على خلفية التباين في الرأي حول مسار الجدار الفاصل. واشارت تحديداً الى توافق الآراء في غالبية المواضيع التي تناولها الرجلان وخصوصاً في الملفين الايراني والسوري. ورأى مصدر كبير يرافق شارون في زيارته انها كانت الانجح من بين الزيارات الثماني التي قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الى البيت الابيض منذ تسلمه دفّة الحكم، واصفاً تصرحات الرئيس بوش في المؤتمر الصحافي المشترك بأنها "خطاب ليكودي". ونقلت مصادر صحافية عن مسؤول اسرائيلي قوله ان الدولة العبرية مستعدة لدرس تفكيك الجدار الفاصل في مقابل قيام الفلسطينيين بتفكيك البنى التحتية العسكرية للفصائل الفلسطينية. اعتبر نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت اجتماع شارون بالرئيس الاميركي "ناجحاً"، مشيراً الى عدم ظهور خلافات غير متوقعة والى عدم مطالبة الرئيس اسرائيل بوقف بناء الجدار الفاصل "على رغم تباين في الرأي بيننا حول مسار الجدار في بعض الامكنة"، وإلى الاتفاق على انشاء آلية للتحاور بهدف تسوية الاشكال. وزاد في حديث للاذاعة العبرية ان "اللفتات الطيبة" التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين لاقت الترحاب والاستحسان والتقدير العظيم في واشنطن "ما ساهم في تعزيز الاجواء الودية التي خيمت على لقاء شارون بوش". من جهته، قال السفير الاسرائيلي في واشنطن داني ايالون ان اجواء حميمة وودية للغاية سادت اجتماع بوش شارون، مضيفاً ان مسألة الجدار الفاصل لم تكن في صلب المحادثات. وأضاف لاذاعة الجيش الاسرائيلي انه على رغم ان الاميركيين لم يتحمسوا ذات يوم لفكرة اقامة "السياج الامني" فان واشنطن تشاطر تل ابيب الرأي حول ضرورة اقامته! وانفردت كبرى الصحف العبرية "يديعوت احرونوت" بنشر ما دار في لقاء القمة واثناء مأدبة الغداء التي اقامها الرئيس الاميركي على شرف ضيفه، ونقلت بداية عن أحد المشاركين الاسرائيليين في الاجتماع تأكيده ان الاجتماع الذي جمع بين الرجلين "كان الافضل والأكثر حميمية". وقال بوش: "ارجو ان يكون اختيار ابو مازن محمود عباس، رئيساً للحكومة الفلسطينية موفقاً"، واضاف: "يتحتم علينا ان ندعمه لينجح وان نمنحه الفرصة. وأعدكم بألا يكون منح الفرصة منوطاً بأي تنازل يتعلق بأمن اسرائيل". ورد شارون على هذه الاقوال بالاشارة الى ان العالم بأسره يتجند من اجل ابو مازن، وقال: "اننا نساعده وسنساعده لكن المساعدة الحقيقية التي ينبغي عليه ان يتطلّع اليها هي مساعدة نفسه من خلال البدء بالعمل ضد التنظيمات الارهابية وقواعدها". واضاف: "لن نكون قادرين على السير وراءه لنجمع الدموع التي يذرفها في دلو. عليه مساعدة نفسه". ويضيف الصحافيان معدا التقرير ناحوم برنياع وشمعون شيفر ان الرئيس بوش تطرق لاحقاً الى الثمن الذي يدفعه القرويون الفلسطينيون جراء اقامة الجدار، مطالباً شارون بفعل شيء لتخفيف معاناتهم، فردّ هذا مقتبساً شعراً لشاعر اميركي جاء في بيته الاخير ان "أسيجة جيدة تصنع جيراناً جيدين". مضيفاً التزاماً بفحص سبل تقليل الاضرار الناجمة عن هذا الجدار التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين. ثم استعرض شارون "التسهيلات" التي اقرها، مدعياً انه ازال تسعة حواجز، اثنان منها هذا الاسبوع واستعداده لازالة المزيد منها اذا استمر الهدوء، مضيفاً ان اسرائيل ستسلم المسؤولية الامنية عن مدينتين اخريين في الضفة الغربية للفلسطينيين وستفكك 12 موقعاً استيطانياً صغيراً "غير مرخص" من مجموع اكثر من مئة وستين موقعاً كهذا لكن من دون ان تتنازل عن مطلبها الاساسي بقيام الحكومة الفلسطينية بتفكيك "قواعد الارهاب". ويشير الكاتبان الى دعم بوش لموقف شارون المتشدد من اطلاق اسرى "ملطخة اياديهم بالدماء" متباهياً بأنه ينتهج النهج ذاته مع "الارهابيين" في اعقاب احداث ايلول سبتمبر 2001. واحتل "الملف الايراني" وقضايا اقليمية اخرى صدارة المواضيع التي تم تداولها اثناء مأدبة الغداء، وطغت على "الملف الفلسطيني". ووفقاً للتقرير فان الرئيس الاميركي بادر الى الاستفسار من ضيفه عن التقديرات الاسرائيلية بشأن "التسلح النووي الايراني" ليطلب الاخير من سكرتيره العسكري استعراض "الملف السري جداً" الذي اعدته الاستخبارات الاسرائيلية عن ايران وقام هذا بتسليم الرئيس صوراً جوية للمفاعلات النووية في ايران "التي تثبت انها معدة لاهداف عسكرية وليس لتوليد الطاقة كما يدعي الايرانيون". وتابع التقرير ان الرئيس بوش قال بعدما اطلع على الصور، ان المعلومات الاستخباراتية الاسرائيلية تتطابق مع المعلومات الموجودة في حوزة الاستخبارات الاميركية "ما يحتم علينا وقف هذا الخطر". ويختتم الكاتبان تقريرهما بالاشارة الى اشادة شارون بقرار الرئيس الاميركي شن الحرب على العراق وب"البعد التاريخي للانتصار الاميركي الذي غيّر قواعد اللعبة الدولية وحدد من هو السيئ ومن هو الطيب". وهنّأ شارون مضيفه بالقضاء على نجلي الرئيس العراقي المخلوع عدي وقصي، معرباً عن ثقته بأن يتم قريباً القاء القبض على صدام حسين. وشكر شارون الرئيس الاميركي على الهدية التي فأجأه به وهي خريطة قديمة ل"ارض اسرائيل" اعدت عام 1678، وتشمل دول المنطقة "حتى بابل وآشور" وهي خريطة قال ان حكومته "ستقرها من دون مشاكل" في اشارة، ولو تهكمية، الى النظرة التوسيعة لليمين الاسرائيلي. الى ذلك، اضافت صحيفة "هآرتس" ان شارون تناول "ضلوع سورية في دعم الارهاب الفلسطيني" ودعمها "حزب الله" ورفضها اغلاق مقار الفصائل الفلسطينية في أراضيها، وقالت ان الرئيس بوش ابدى قلقه من "استفحال هذه القضية"، مؤكداً وجوب معالجتها جذرياً، مضيفاً ان ايران باتت اخطر دولة في العالم. ولخص المعلّق السياسي في "معاريف" حيمي شاليف الزيارة بالقول انها لم تحقق أياختراق كما انها لم تثر اي خلافات عميقة فقد اتفق الرجلان على كل شيء تقريباً. اما القليل مثار الخلاف فقد اتفقا على ان لا يتفقا بشأنه، وقال: "كان لقاء كلاسيكياً أهميته في عقده وفي رأيي بوش وشارون فإن المستقبل كله مرهون الآن بأبو مازن وخطواته". وكتب بارنياع في "يديعوت احرونوت" ان لقاء بوش شارون اعاد العلاقات بينهما الى سابق انسجامها، وأنه أكد انه على رغم اهمية الاستثمار في ابو مازن وحكومته فان ثمة قضايا اهم، بنظر الادارة الاميركية، تندرج في الحملة التي يقودها بوش على الارهاب "وفي هذه الحملة، فإن اسرائيل تصنّف مع الأخيار بينما الفلسطينيين أخيار مع وقف التنفيد… هناك اخطار تقلق اسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء وفي مقدمها التهديد النووي الايراني والنشاط الارهابي في ايران وسورية". شعث: بعض تصريحات بوش خيّب آمالنا ورأى وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث وجوب عدم اصدار الحكم على الموقف الاميركي اعتماداً على تصريحات الرئيس جورج بوش وقال للاذاعة الاسرائيلية الناطقة بالعربية ان الفلسطينيين ينتظرون عودة شارون الى تل ابيب ليستمعوا منه الى ما في جعبته من خطوات واقتراحات و"سنرى هل سيكون اكثر استعداداً للمضي قدماً في تطبيق خريطة الطريق بما في ذلك تجميد الاستيطان وبناء السور وانسحاب الجيش من المدن والقرى الفلسطينية والافراج عن الاسرى وانهاء الحصار عن الرئيس ياسر عرفات". واضاف ان بعض التصريحات "خصوصاً ما يتعلق بمسألة السور" كان مخيّباً لآمال الفلسطينيين "وهو الذي سبق وأكد لنا انه يعتبر السور الذي يتلوى كالثعبان في الأراضي الفلسطينية سيئاً ويهدم رؤيته دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة". وتوقع شعث وصول مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الى المنطقة بعد عشرة ايام تمهيداً لزيارة اخرى ستقوم بها مستشارة الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس "على ان يقوم وزيرا الخزانة والتجارة الاميركيان بزيارتين في ايلول المقبل". ولم يستبعد الوزير الفلسطيني زيارة لوزير الخارجية الاميركي كولن باول الى المنطقة في ايلول المقبل أيضاً. وزاد ان اجتماعاً قريباً سيجمع بين رئيسي الوزراء الفلسطيني الإسرائيلي بعد عودتهما "ونريد هذا اللقاء وبسرعة على أمل ان يأتي بنتائج ايجابية على الارض".