حذر عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق، رئيس "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي امس من عواقب تخلف الدول العربية عن مد جسور مع العراق من خلال المجلس الانتقالي. وقال الجلبي ل"الحياة" عقب لقائه في واشنطن مع وزير الخارجية التركي عبد الله غل وسفير ايران لدى الاممالمتحدة في نيويورك جواد ظريف، "إن تركياوايران تتحركان في شكل منظم وفاعل لإقامة علاقات سياسية واقتصادية استراتيجية مع بغداد في الوقت الذي تتذرع دول عربية بعدم شرعية المجلس". واعتبر ان "انتظار العواصم العربية الى ما بعد اقامة حكومة عراقية منتخبة سيكون متأخراً"، لافتاً الى انه "ليست هناك حكومة عربية واحدة منتخبة من الشعب". واعرب الجلبي عن "أسفه لسعي بعض الدول العربية الى التشكيك في تمثيل مجلس الحكم الانتقالي للشعب العراقي، فيما تعمد تلك الدول الى التدخل في الشؤون العراقية الداخلية لدعم تيارات او شخصيات سياسية محسوبة عليها". ورفض الاتهامات الاميركية لأيران بأنها "تتدخل للتأثير في الوضع العراقي". معتبراً ان طهران "لا تتصرف في شكل يهدد استقرار العراق او استقلاله السياسي". وقال إن "المجلس الانتقالي تحرك لاحتواء بعض التجاوزات الايرانية المحدودة"، مشيراً الى ان واشنطن "لديها أجندة خاصة بها" في العراق قد لا تنسجم بالضرورة مع التوجهات الوطنية العراقية في هذه المرحلة. وكشف الجلبي "ان العمل يجري لتأسيس جيش عراقي جديد قوامه 40 الف رجل بعد حل القوات العسكرية التي كان شكلها النظام المخلوع". وزاد أنه سيتم اعلان تشكيل فوج طليعي للجيش العراقي في ايلول سبتمبر المقبل. ورداً على مخاوف عربية بسبب ما وصف بأنه "انهيار تام للمؤسسة السنية في العراق"، قال إن مؤسسات الحكم العراقية التي يجري العمل على تشكيلها "ستعكس الواقع على الارض والتركيبة الاجتماعية في العراق"، مشدداً على انه "لا جدوى من محاولات فرض واقع جديد من خارج العراق". ورداً على سؤال عن مدى موافقة واشنطن والمجلس الانتقالي على فكرة مشاركة قوات عربية لحفظ السلام، قال الجلبي الذي يحظى بدعم من التيار الاقوى داخل الادارة الاميركية "ان الموضوع ما زال قيد البحث"، مشيراً الى ان على القوات العربية التي تنوي المشاركة في حفظ السلام في العراق "ان تكون مستعدة للقيام بمهمات قتالية" في سياق العمل من أجل تصفية ما تبقى من عناصر موالية للنظام السابق.