جددت القوى السياسية العراقية تأكيدها ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الانتقالية، مشددة على ان معالجة مشكلات الأمن والأوضاع المعيشية رهن بقدرة "كل القوى والتيارات والشخصيات الوطنية" على توحيد جهودها. وقال الشيخ أحمد الكبيسي ان "تصرفات قوات التحالف مرفوضة"، وحض على استعجال تشكيل حكومة لوقف "الفوضى والانفلات الأمني"، فيما شدد وزير الخارجية السابق عدنان الباجه جي على ان موضوع اقامة قواعد عسكرية اميركية في العراق لا تبته إلا حكومة منتخبة، مستبعداً موافقتها. اعتبر عزير الياسري منسق التيار العراقي الديموقراطي ان بالإمكان "تشكيل حكومة وطنية محايدة من اختصاصيين عراقيين، قادرة على ادارة الأمور وبسط الأمن والنظام بالتعاون مع قوات التحالف لتسيير عجلة الحياة". وأوضح في اجتماع عقده أنصار التيار الذي يتزعمه ان "حل المشكلات الآنية يبدأ من اصلاح شبكات الكهرباء"، واقترح الاستعانة بدول الجوار لا سيما الكويت وايران، داعياً الى تعويض المواطنين المتضررين من العمليات العسكرية ل"التحالف". ودعت "حركة المستقلين الأحرار" الى "تشكيل حكومة تؤمن بالحرية والديموقراطية"، وقال الأمين العام للحركة فصّال ريكان الكعود في مؤتمر صحافي عقده امس ان حركته "تدرك المعاناة التي يعيشها شعب العراق، وتطالب سلطات التحالف بالعمل لرفعها"، لافتاً الى البطالة. ودعا الى صرف 25 دولاراً شهرياً لكل عراقي، على اساس البطاقة التموينية، تقتطع من الأموال العراقية المجمدة في المصارف الدولية. كما شدد على معالجة الأوضاع المعيشية لأسر الضباط والموظفين الذين من الجيش واجهزة الأمن والاستخبارات. في الوقت ذاته، حضت "الحركة الوطنية العراقية الموحدة" على "تضافر الجهود من أجل استتباب الأمن وحل المشكلات التي يعاني منها المواطنون". وقال زعيم الحركة الشيخ أحمد الكبيسي ان "تصرفات قوات التحالف مرفوضة"، منبهاً الى "ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت، لأن بلداً مثل العراق، مهد الحضارات والثقافة لا يمكن ان يسمح بتفشي الفوضى والنهب والسرقة والانفلات الأمني". في السياق ذاته اجتمع الديبلوماسي البريطاني ديفيد مانينك مع اعضاء الهيئة القيادية للقوى السياسية العراقية، وقالت مصادر الهيئة ان الجانبين ناقشا تطورات العملية السياسية الداخلية وسبل تسريعها، وصولاً الى عقد مؤتمر وطني لاختيار حكومة انتقالية. الباجه جي والقواعد الاميركية ونفى رئيس "تجمع الديموقراطيين المستقلين" وزير الخارجية السابق عدنان الباجه جي، ان يكون منافساً لزعيم "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي، على قيادة العراق. وقال ان "قضية الزعامة والقيادة يجب ان تكون على اساس الانتخاب والاختيار الحر للشعب العراقي". وذكر في تصريحات الى صحيفة "الشاهد" العراقية الاسبوعية: "من يختاره الشعب هو المخول والمكلف إدارة شؤون البلاد". وكان الباجه جي الذي غادر العراق في 1970 عاد الى بغداد في السادس من الشهر الجاري، واعلن انه لن يقبل تسلم أي منصب في حكومة انتقالية، اذا لم يكن منتخباً. وعن امكان اقامة قواعد عسكرية اميركية في العراق، قال الباجه جي ان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد نفى ذلك بشدة. واضاف: "موضوع القواعد لا يمكن ان يبت إلا من حكومة عراقية منتخبة، وليس من حق الحكومة الانتقالية أو أي سلطة اخرى ان تمنح القواعد الاميركية، شخصياً لا اعتقد بأن الحكومة المنتخبة ستقبل بإقامة هذه القواعد". يذكر ان الفصائل التي كانت معارضة لنظام صدام حسين عقدت في شباط فبراير الماضي اجتماعاً في صلاح الدين كردستان العراق، شكلت فيه لجنة قيادية من ستة أعضاء، شملت الباجه جي الذي رفض المشاركة فيها. ووسعت اللجنة لاحقاً لينضم اليها حزب الدعوة، ونصير الجادرجي ممثلاً للعرب السنة. وتضم ايضاً "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"الحزب الديموقراطي الكردستاني" و"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق و"المؤتمر الوطني العراقي" و"حركة الوفاق الوطني".