قال مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين رود لوبرز إن دفعة أولى من اللاجئين العراقيين ستعود من مخيم رفحا السعودي إلى العراق في 29 الشهر الجاري، وسط تردد الإدارة المدنية الأميركية في بغداد في قبولهم بسبب صعوبة الأوضاع، في حين بدأت المفوضية بالاهتمام بمصير 80 ألف فلسطيني و20 ألف إيراني في العراق سيعاملون معاملة اللاجئين. وأوضح لوبرز في مؤتمر صحافي في الكويت مساء أول من أمس أن المفوضية تتعامل مع مصير ملايين من الأشخاص الذين تعرضوا للتمييز والاضطهاد والتهجير خلال حكم صدام حسين، ومن هؤلاء 800 ألف عراقي لاجئين في دول الجوار ومئات الآلاف المهجرين داخلياً مثل عرب الأهوار وبعض الأكراد والتركمان. وقال إن المفوضية تحتاج إلى 10 ملايين دولار شهرياً لتسيير أعمالها وأنها لا تتوقع حل أقل من 10 في المئة من مشكلة اللاجئين العراقيين خلال العام الجاري، لكنها تأمل بأن تنجز هذه المهمة بحلول السنة 2005. وكان لوبرز قام بجولة شملت العراقوإيران والأردن ودولاً أخرى. وهو أجرى في الكويت محادثات أول من أمس مع رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد. وقال إن الكويت قدمت بضعة ملايين دولار مساعدة، كما أنها تقدم خدمة لوجستية مهمة للمفوضية، إذ أن أراضيها ومرافقها هي الممر للأفراد والمعدات والمؤن التي تشحنها المفوضية إلى العراق، لكنه تمنى أن توقع الكويت على ميثاق المفوضية المعلن العام 1951، وهو لم يحدث حتى الآن. وأشار إلى أن جهات كويتية مثل "بيت الزكاة" قد تسهم في عمليات مساعدة اللاجئين. وقال إن المفوضية التي استعدت للشأن العراقي قبل نشوب الحرب التي أطاحت النظام في آذار مارس الماضي وكانت تتوقع عملية لجوء اضافية لأكثر من 600 ألف شخص ووضعت الاستعدادات لذلك. وأوضح أن هناك 3 محاور لعمل المفوضية الآن وهي: إعادة 800 ألف لاجئ عراقي، أكثرهم في إيران والأردن إلى العراق، ومعالجة وضع غير العراقيين الذين يقيمون في العراق مثل 80 ألف فلسطيني جرى طردهم من منازلهم في بغداد وكذلك 20 ألف إيراني، ثم معالجة المهجرين داخل العراق مثل عرب الأهوار الذين هجروا بمئات الآلاف إلى مناطق أخرى في العراق، وستتم إعادة بناء قراهم ومزارعهم، وكذلك أكراد وتركمان دمر النظام السابق قراهم. وأقر لوبرز بأن الوضع الأمني في العراق واستمرار اقتناص وقتل الجنود الأميركيين يشكل صعوبة مهمة أمام عمل المفوضية. وقال: "عندما اتصلت برئيس الإدارة الأميركية في بغداد بول بريمر، وهو صديق قديم لي، قال لي: لا اريد أن أرى لاجئاً واحداً الآن. فالوضع صعب، لكنني أقنعته بأن لاجئي رفحا في السعودية هم في الأساس جنود عراقيون استجابوا لطلب الأميركيين خلال حرب 1991 بأن يلقوا سلاحهم، فلا ينبغي أن يرفضهم الأميركيون الآن، فاستجاب بريمر. وسنشهد عودة دفعة أولى من هؤلاء الأسبوع المقبل، واتفقنا معه على أن قضية اللاجئين عموماً يمكن حلها".