قال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين رود لوبرز في ختام زيارة للأردن في اطار جولة اقليمية ان الحكومة الاردنية لن ترغم اللاجئين العراقيين في أراضيها على العودة في الظروف الحالية. وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده صباح أمس في عمان قبل ان يستقل الطائرة الى اربيل في شمال العراق ان "الاردن لا يعتبر من الاولويات ممارسة ضغوط على حوالى 200 الف لاجئ عراقي للعودة الى بلادهم". وزاد ان العام 2003 "عام التحضيرات للعودة الى العراق وليس العودة" الى البلاد. واضاف المسؤول في الاممالمتحدة انه تلقى "أجوبة ايجابية" من الحكومة الاردنية لمعالجة وضع اللاجئين من العراق. وأوضح ان الحكومة الاردنية تنظر في قبول "عدد محدود" من اللاجئين الفلسطينيين او العراقيين الذين هربوا من العراق وتربطهم علاقات قربى مع اردنيين. وقال لوبرز: "ان سياسة الحكومة الاردنية تنص على عدم قبول أي لاجئ ولكن اختيار بعض الحالات، خصوصاً من الذين تربطهم علاقات قربى" في الاردن. وكان الاردن اقام خلال الحرب على العراق مخيمين في اراضيه، احدهما للاجئين والآخر للنازحين القادمين من العراق. كما يقيم في المنطقة الفاصلة بين الاردنوالعراق اعداد كبيرة من الايرانيين الاكراد الذين هربوا من مخيم الطاش في العراق لأسباب امنية. ويبلغ عدد اللاجئين في المنطقة الفاصلة 1250 شخصا بينهم 1100 ايراني كردي، بحسب أرقام المفوضية. وفي ما يتعلق بمصير هؤلاء الاكراد الايرانيين، وبعضهم من منظمة مجاهدي خلق المعارضة الايرانية، قال لوبرز ان اعادتهم الى ايران "خطرة جدا في الاوضاع الحالية" مشيراً الى ضرورة "ايجاد حل دائم لهم". وقال ان افراد منظمة "مجاهدي خلق" الموجودين في المنطقة العازلة "لا يريدون الدخول الى الاردن وينتظرون الحصول على لجوء الى دولة ثالثة". واشار الى ان سكان مخيم الطاش في العراق "باتوا متوترين بسبب الوضع الخطير ويحاولون الهرب من العراق غير ان السلطات الاردنية تعتقد بأنه من غير المناسب استقبال هؤلاء على اراضيها". واشار لوبرز الى اوضاع الفلسطينيين اللاجئين في العراق الذين "طرودا من منازلهم بعد سقوط نظام صدام حسين والعديد منهم يحاول الدخول الى الاردن نظراً لوجود علاقات عائلية" تربطهم بأردنيين. واضاف: "الحكومة الاردنية تنظر في ضرورة التعامل بمرونة مع هذه الحالات عبر قبول عدد منها". وقال: "اذا شهد الوضع تحسنا في العراق، يمكن ان نبحث عند ذلك في عودة طوعية" لهؤلاء اللاجئين غير انه شدد على ان الوضع في العراق "لا يزال صعباً جداً ولا مجال لاعادة اللاجئين" الى ديارهم. وبدأ لوبرز الاربعاء من الاردن جولة تستمر ثمانية ايام تقوده ايضا الى اربيل والسليمانية في شمال العراق وبغداد والبصرة جنوب وسيعبر الحدود من هناك الى ايران والكويت. وكان مفوض الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين اعلن خلال اجتماع عقد الاثنين في جنيف انه دعا 18 دولة تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين الى عدم اعادتهم الى بلدهم قبل العام المقبل. وتشدد المفوضية العليا للاجئين منذ اسابيع على تعذر عودة آلاف اللاجئين العراقيين هذه السنة الى بلادهم بسبب تزايد انعدام الأمن في العراق.