من دون الدخول في تحاليل "فلسفية" أو توقعات ينفذون من خلالها الى خبايا فريق فيراري وأسراره، يؤكد خبراء سباقات فورمولا واحد ان فوز البرازيلي روبنز باريكيللو في جائزة بريطانيا الكبرى الاحد الماضي على حلبة سيلفرستون، خلط أوراق المفاوضات التي كان يديرها "رؤوس" الفريق الايطالي بشأن من يقود "السيارة المظفرة" الى جانب الألماني ميكايل شوماخر بدءاً من 2005. وكان عقد كل من "شومي الكبير" ومدير الفريق الفرنسي جون تود، جدد حتى نهاية موسم 2006، في حين ان الخطوات المقبلة في شأن "البرازيلي العاطفي" لم تحسم، لا سيما ان المسؤولين فضلوا التريث طالما ان عقده ينتهي في ختام الموسم المقبل، والأنظار كانت مصوبة نحو المفاضلة بين جيانكارلو فيسيكلا وفيلبي ماسا للفترة اللاحقة. وجاءت النتائج الميدانية في الجوائز الأخيرة هذا الموسم لتكبّل أفق آمال باريكيللو بسبب التعثر والحظ السيئ في أحيان كثيرة، وتعرّضت سيارته للاصطدام وهشّم أحد "جناحيها" في المحاولات الاختبارية في سيلفرستون، ما حدا الخبثاء الى التعليق "أراد أن يبرهن انه أسرع من زميله الألماني، فنال جزاءه!!". غير ان مهندس الفريق روس براون اعتبر الحادث عادياً، لافتاً الى ان الجميع "يقارن دائماً بين روبنز وميكايل... وهذا خطأ كبير. لأن شوماخر شخصية استثنائية وباريكيللو متسابق قدير ومجتهد ونحن نقدر اداءه ونتائجه، وإذا توافرت سيارة أفضل بإمكانه تحقيق أوقات أسرع من دون شك". ووصفت قيادة باريكيللو على حلبة سيلفرستون خلال السباق المثير بالجنونية، لا سيما انه نجح من خلالها في تعويض كبوة خسارة صدارة ترتيب الانطلاق، فأحرز المركز الأول ورفع رصيده الى 49 نقطة ما وضعه في الموقع الخامس في الترتيب العام للسائقين. وكان اللافت ان فرصة انتزاع صدارة سباق سيلفرستون سنحت له لدى دخوله الثاني الى مرأب الصيانة. لكن سائق ماكلارين الفنلندي كيمي رايكونن كان أسرع منه. فاشتعلت المنافسة بينهما في ظل ضغط البرازيلي الى ان حقق مراده في تخطيه ببراعة، تمهيداً لانتزاع الصدارة والاحتفاظ بها حتى النهاية. ولفت باريكيللو الى ان هذا التصرف يثبت انه ليس من طينة المتسابقين الذين يكتفون بنتيجة متواضعة "وتصدري ترتيب الانطلاق كان نصف الطريق الى الفوز غير اني جاهدت لأعوض الانتكاسة، أمر دائماً بلحظات صعبة، لكن المهم ان استخلص منها العبر المناسبة". وأضاف "في احدى المرات سألني أحد البرازيليين ما هو ردك على الانتقادات التي توجّه دائماً إليك؟ فأجبته لست مطالباً بذلك، المهم ان فريقي يؤمن بموهبتي وأن ثقتي كبيرة في نفسي. والبراهين كثيرة حول هذا الموضوع، وعندما تسنح الفرصة أمامي عليّ أن أقبض عليها جيداً وهذا ما حصل في سيلفرستون". من جهته، أثنى "شومي الكبير" على اداء زميله "وهو يستحق المركز الاول، فقد شق طريقه حول الحلبة في شكل جيد". واذا كان باريكيللو في نظر البعض دحض مقولة انه "فائز المفاجأة"، فقد اشار محللون واحصائيون الى انه فاز ايضاً في سباق جائزة عام 2000 الذي شهد ايضاً تدخلاً من احد المتطفلين، وهو علق ساخراً "هذه اذاً المرة الثانية التي أفوز ويدخل فيها احد المتطفلين الى ارض الحلبة، سيقول الناس انه برازيلي حتماً". ويبدو ان باريكيللو هو المتسابق الوحيد الذي لم يرَ المتطفل الذي اقتحم الحلبة وسار في مواجهة السيارات، خلال قيادته نحو تحقيق انتصاره السادس والاول له هذا الموسم، وقال: "فقط رأيت شخصاً يصيح سيارة السلامة، وهذا دليل على مدى تركيزي".