تسلمت القوات المسلحة الايرانية صاروخ "شهاب3" القادر على بلوغ اسرائيل، في مراسم حضرها المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الذي قال انها "لحظة أساسية" في الدفاع عن القضية الفلسطينية. فيما اعتبرت تل أبيب ان الصاروخ الجديد "يشكل تهديداً لمنطقة الشرق الاوسط بأكملها". ولم تنته قضية وفاة مقتل الصحافية الكندية من أصل ايراني الاصل زهراء كاظمي فصولاً، فاتهم الإصلاحيون الايرانيون علناً، للمرة الأولى، المدعي العام في طهران سعيد مرتضوي بالوقوف وراء هذه الوفاة. قال خامنئي في احتفال ل"الحرس الثوري" بثه التلفزيون الحكومي لمناسبة وضع صاروخ "شهاب 3" في الخدمة: "اليوم اصبح شعبنا وقواتنا المسلحة مستعدين للدفاع عن أهدافنا في أي مكان ... إرادة الله وقفت في وجه التهديدات، واليوم تقف في وجه الأخطار المحدقة بالشعبين الفلسطيني واللبناني". واوضح التلفزيون ان الحرس الذي يمتلك قوات جوية خاصة، زُوّد مروحيات نقل ومروحيات قتالية لم يحدد طرازها إضافة الى عدد غير محدد من مقاتلات "سوخوي 25" الروسية الصنع. واكد قائد الحرس يحيى رحيم صفوي في كلمة خلال الاحتفال ان هذه القوة اصبحت الآن "جاهزة للدفاع عن ايران من أي خطر كان". واعربت اسرائيل عن قلقها لوضع الصارخ في الخدمة. وقال الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية ديفيد سارانغا ان صاروخ "شهاب 3" إضافة الى قدرات ايران النووية المحتملة "تشكل خطراً ليس على اسرائيل فحسب، ولكن على المنطقة برمتها وكذلك على أوروبا". على صعيد آخر، قال النائب محسن أرمين في جلسة للبرلمان نقلتها الإذاعة الإيرانية على الهواء أمس ان الصحافية كاظمي اعتقلت وتعرضت للضرب وأصيبت بنزف دماغي نتيجة كسر في جمجمتها، "وبدلاً من احترام كرامة الصحافيين وسمعة الجمهورية الإسلامية بمعاقبة من ضربوها، أبقيت في السجن بأمر من مرتضوي على رغم تحذيرات أجهزة الاستخبارات". وأضاف: "ان المدعي العام اتهم كاظمي بأنها جاسوسة وحاول التستر على مقتلها". وطالب أرمين ب"عزل المدعي العام وكل من تورط في هذه القضية، اذ لا ينبغي التضحية بهيبة الادارة بأكملها من أجل حماية بعض المسؤولين المتهورين". وأضاف ان "وفاة صحافية أجنبية ليس أمراً بسيطاً. يجب ان يحاسب مرتضوي على اعماله. ومرتضوي لا يصلح لأن يكون قاضياً". وخاطب الرئيس محمد خاتمي بقوله: "ان اجراء تحقيق يذكر سبب الوفاة فقط ليس كافياً". واعتقلت كاظمي في 23 حزيران يونيو الماضي أمام سجن أفين شمال طهران فيما كانت تلتقط صوراً، واتهمت في وقت لاحق بالتجسس. وأصيبت بنزف في المخ أثناء اعتقالها وتوفيت على الأثر. ويعتبر مرتضوي أحد أشد المعارضين لسياسة خاتمي الاصلاحية ويتهمه الاصلاحيون بأنه المسؤول الرئيسي وراء قمع الصحافيين. وقدمت لجنة تابعة لاربع وزارات هي الثقافة والاستخبارات والداخلية والعدل تقريراً نهائيا أمس عن ملابسات وفاة كاظمي إلى خاتمي. وتوقع رئيس البرلمان مهدي كروبي ان يعلن التقرير للرأي العام كما يطالب الاصلاحيون. واتخذت القضية أبعاداً اكثر أهمية مع كشف كروبي ان الأمر أُثير في المجلس الأعلى للأمن القومي واتفق على إحالته على رئيس السلطة القضائية هاشم شاهرودي. ولا تزال وزارة الداخلية التي أعلنت أن جثة كاظمي لا تزال في المشرحة تحاول معرفة ضربت على رأسها أم أنها سقطت. وقال محللون أن نتائج التحقيق تميل إلى احتمال أن الوفاة كانت بسبب "حادث" وليس بسبب التعذيب الجسدي أثناء التحقيق كما تقول عائلتها في كندا.