أنهت عصر أمس وحدات من الجيش السوري إعادة انتشارها في عدد من المناطق اللبنانية استكمالاً للمرحلة الثالثة من خطة إعادة الانتشار التي حصلت احدى مراحلها في كانون الثاني يناير الماضي. وكانت عملية اعادة الانتشار بدأت فجر أمس وشملت مناطق في عرمون، دوحة عرمون وخلدة جبل لبنان وبعض المناطق في عكار وطرابلس والكورة والبترون وزغرتا وطرابلس شمال لبنان ومناطق في جوار بعلبك البقاع. وشوهدت عشرات الشاحنات والقاطرات تعبر المناطق الحدودية في اتجاه الأراضي السورية. وجاءت العملية في اعقاب اجتماع تنسيقي عقد بين قيادتي الجيشين اللبناني والسوري، وأحيط رئيس الجمهورية اميل لحود علماً بموعد اعادة الانتشار اثناء وجوده في فرنسا في زيارة خاصة يوم الأحد، كذلك رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري. وقالت مصادر رسمية لبنانية، ان إعادة الانتشار تعبّر عن رغبة القيادة السورية في تطبيق اتفاق الطائف والتزامها به لا سيما لجهة البند المتعلق بإعادة تمركز الجيش السوري في لبنان، كما تعكس حجم الجاهزية الأمنية والعسكرية التي بلغتها القوى العسكرية اللبنانية الشرعية جيش وقوى أمن داخلي وتمكنت من خلالها من ضبط الأمن وتثبيت الاستقرار وبسط سلطة الدولة في المناطق اللبنانية كافة. وأكدت ان توقيت الخطوة يحمل رسالة لبنانية - سورية بأن دمشق ملتزمة إتاحة الفرصة أمام الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى للإمساك بزمام الأمن كلما اثبتت قدرتها على ذلك، وأن الوجود العسكري السوري الشرعي موقت أسهم في دعم خطوات الدولة لبسط سيطرتها بواسطة قواها الشرعية التي نجحت أخيراً في توقيف عناصر في شبكات تخطط لضرب مصالح غربية في لبنان وتحديداً أميركية. وذكّرت المصادر نفسها بالتعاون الأمني بين بيروت وواشنطن بعد الهجمات التي استهدفت أميركا في 11 أيلول سبتمبر 2001، مشيرة الى الدعم السوري للبنان في هذا الخصوص. ولفتت المصادر الى ان الخطوة السورية لم تأتِ تحت أي ضغوط بل في سياق السياسة السورية بتعزيز الانفراج في العلاقات بين دمشق وبكركي والحديث عن حوار عبر قنوات مباشرة بين دمشق وأطراف مسيحية متعددة. ميدانياً، أكدت مصادر أمنية رسمية ل"الحياة" انها أخلت صباح أمس بنايتين قيد الانشاء في دوحة عرمون ونحو عشرين شقة سكنية موزّعة بين الدوحة وعرمون كانت تتّخذ منها مقار لها، اضافة الى مواقع عند أطراف عرمون ومواقع أخرى في المنطقة الممتدة ما بين خلدة والشويفات. وأشارت الى ان قيادة الجيش ستشرف على اعادة الشقق والأبنية الى أصحابها. أما في عكار فقد شملت الاخلاءات محيط بلدة القليعات وأماكن قريبة من مطار الشهيد الرئيس رينيه معوض فيها، وكذلك بعض المواقع شرق مدينة طرابلس. وفي الكورة، أخلت قوات مشاة ومدفعية ثقيلة مواقع في منطقة الحلوانية الواقعة بين بلدتي كفرحزير وبشمزين وكذلك في بلدتي بطرام وبتوراتيج. وقدّرت مصادر أمنية عدد العناصر المشمولة بخطة اعادة الانتشار بأكثر من 1000 عسكري.