فاز الروائي والكاتب المسرحي عبدالقادر بنعلي، المتحدّر من أصل مغربي، بجائزة لايبرس للعام 2003 عن روايته الجديدة "الطفل المنتظر" وهي تنافست مع عشرات الروايات الهولندية قبل أن تنتزع هذه الجائزة التي تُعد أرفع جائزة أدبية هولندية تصل قيمتها إلى 50,000 يورو. ونقلت هذه الجائزة اسم عبدالقادر بنعلي إلى مصاف كُتّاب الدرجة الأولى، وأصحاب الكتب الأكثر مبيعاً في هولندا. وقبل هذه الجائزة المهمة كان عبدالقادر بنعلي حاضراً بقوة في المشهد الثقافي الهولندي من خلال روايته الأولى "حفل زفاف على شاطئ البحر" التي صدرت عام 1996 وذاع صيتها وتُرجمت إلى ثماني لغات أوروبية، وفازت بجائزة أفضل عمل روائي أجنبي في فرنسا عام 1999. وأظهرت مسرحية "ياسر" موهبته في كتابة نصوص مسرحية لا تنتمي إلى الأفق السائد. وجاء في قرار لجنة التحكيم التي أسندت الجائزة إلى رواية "الطفل المنتظر": "أنه كتاب لكاتب حقيقي لا يعتمد على الكليشيهات والصور السلبية الجاهزة في التعبير عن واقعه". وُلد عبدالقادر بنعلي في قرية "بني شيكر" الأمازيغية عام 1975، وهي القرية نفسها التي وُلد فيها الروائي المعروف محمد شكري الذي يمحضه بنعلي حباً من نوع خاص، ويعتبر رواياته أنموذجاً للكتابة المتوهجة التي تمنح القارئ متعة كبيرة. وفي عام 1979 هاجرت أسرة بنعلي إلى هولندا، واستقرت في مدينة روتردام حيث تشكلت ملامح موهبته الأدبية. ومنذ سن مبكرة انقطع بنعلي للقراءة والكتابة، ومنح نفسه للأدب فتراكضت إليه الجوائز. واللافت أنه يعتبر الفوز بهذه الجوائز "من قبيل المصادفة والحظ"، والأغرب أن أعماله تُرجمت إلى لغات أوروبية.