يقال عادة عن آرسينيه خانجيان الممثلة اللبنانية ذات الجذور الارمنية انها "الممثلة الحصرية" في افلام زوجها السينمائي اتوم ايغويان. إلا انها تنفي هذا الامر، مؤكدة انها على رغم اشتراكها في معظم افلام ايغويان، كان لها ايضاً نصيب في افلام سينمائيين آخرين على قلتهم. آرسينيه تعشق التمثيل ولا تهتم لتراكم الافلام، فالأهم بالنسبة اليها النوعية والبحث في شكل دائم عن دور يعكس الواقع اليومي لاستخلاص "العبر مما تقدمه الحياة لنا". الأمر الذي يفسر محدودية افلامها على رغم موهبتها الكبيرة. منذ صغرها يتملكها هاجس الذاكرة والبحث عن الهوية على عكس زوجها الذي انتقل اليه هذا الهاجس في مرحلة الصبا بعد ان عاش طفولة هادئة. ولعل السبب في ذلك البيئة المختلفة لدى كل واحد منهما. هي ولدت في لبنان وتربت وسط اجواء ارمنية بحتة. وهو ولد في مصر ثم ما لبث أبواه ان سافرا الى كندا وابتعدا عن كل ما هو ارمني. ومع زواجهما التقت هواجسهما فكانت ثمرتها "آرارات" الذي تقول عنه آرسينيه التي جسدت فيه دور "آني" انه عبارة عن جسر يُبنى بين الارمن والأتراك للوصول الى حوار فاعل يزيل آلام الماضي. وعما إذا توفق الفيلم في تأدية هذا الدور تقول آرسينيه: "اعتقد ان ذلك لن يحدث إلا مع سقوط النظام التركي، فهو نظام يدعي الديموقراطية، علماً انه نظام عسكري وبعيد كل البعد عما تمثله الديموقراطية من مفاهيم ومعانٍ، اما اذا تطرقنا الى عدد من الافراد الواعين فالأمر مختلف. اذ يوجد مثلاً عدد من المؤرخين والمثقفين الاتراك الذين لا يخشون القول ان الحديث عن المجزرة الارمنية من التابوات في تركيا. وقد حان الوقت لمواجهة الحقيقة وعدم الخوف من الماضي". ويبقى السؤال الى اي درجة يمكن ان تؤثر اليوم هذه الفئة؟ "إطلاقاً. اذ للأسف ليس لديها إلا النية الحسنة، وكما يقال الافعال ليست بالنيات". وعلى رغم انتماء آرسينيه العميق الى شعبها الارمني لا تتردد في البوح ابداً ان لها اليوم ثلاثة انتماءات: الانتماء الاول بالطبع ارمينيا التي تعود اليها جذورها، الانتماء الثاني لبنان حيث ولدت وربيت، اما الانتماء الثالث فلمكان اقامتها الحالية كندا. وفي النهاية لا تنفي آرسينيه اهمية لبنان في تكوينها، الامر الذي لم تكتشفه إلا لاحقاً حينما سافرت الى كندا، وتختتم: "عندما عدت الى لبنان شعرت بأنني اعود الى الوطن، في حين انني عندما ذهبت الى ارمينيا شعرت بأنني اكتشف الوطن".