سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغم وصف سفيرها لرئيس الوزراء الفلسطيني بأنه "ضعيف ... يهرب من المشكلات". أميركا تضغط على شارون لإطلاق عدد أكبر من الأسرى وإزالة حواجز عسكرية وتفكيك بؤر استيطانية
تحدثت مصادر صحافية اسرائيلية متطابقة عن ضغوط اميركية جدية على رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ليمدّ نظيره الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ب"حبل نجاة" بهدف ترسيخ مكانته على ان يتمثل ذلك ببادرات حسن نية تقوم بها اسرائيل تجاه الفلسطينيين في مسائل الاسرى والاستيطان وحرية التنقل. قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي انه في موازاة الضغوط الاميركية الاوروبية العربية على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "لجهة عدم التشويش على ابو مازن"، طالب الموفد الاميركي الخاص جون وولف اركان الحكومة الاسرائيلية بوجوب ابداء مرونة في مسألة اطلاق الاسرى الفلسطينيين وتعديل المعايير المتشددة التي اقرتها الحكومة بخصوص استئناف ازالة البؤر الاستيطانية العشوائية غير المجازة وإلغاء عدد من الحواجز العسكرية داخل البلدات الفلسطينية. اضافت ان الاميركيين الذين رصدوا عملية اخلاء بعض البؤر ابلغوا الاسرائيليين علمهم بقيام المستوطنين بإنشاء بؤر جديدة وانه بحساب بسيط تم اخلاء بؤرة واحدة فقط. وزادت الاذاعة ان وولف وجه انتقاداً شديداً لاسرائيل على عدد الحواجز العسكرية المنصوبة داخل المناطق الفسلطينية مؤكداً ان بعضها لا يفيد امن اسرائيل انما يعيق حركة تنقل الفلسطينيين بين البلدات المختلفة مقدماً مثالاً على خمسة حواجز رأى وجوب ازالتها على الفور. وتابعت تقول ان الادارة الاميركية التي هرعت للملمة تداعيات استقالة ابو مازن من اللجنة المركزية لحركة "فتح" ترى في شارون "الشخص الوحيد" القادر على دعم مكانة ابو مازن وترسيخها وانها تتوقع منه خطوات في هذا الاتجاه. من جهتها أعفت اسرائيل نفسها من اي مسؤولية عن سخونة الاوضاع على الجبهة الفلسطينية ورفضت الادعاء القائل بأن تعنتها بشأن قضية الاسرى ومسرحية اخلاء بعض المواقع الاستيطانية وممارسات جيشها في المناطق الفلسطينية كانت الدافع الأبرز للانتقادات الفلسطينية لاداء ابو مازن وعادت الى ترتيلتها المكرورة باتهام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالسعي الى افشال ابو مازن والتمهيد ليحلّ رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء محله. وقالت الاذاعة العامة ان شارون سيحمل معه هذه المزاعم في زيارته الوشيكة لكل من بريطانيا والنروج محاولاً اقناع اوروبا بضرورة عزل الرئيس الفلسطيني تماماً عن العملية السلمية. لكن اوساطاً قريبة من شارون شككت في جدية الازمة الفلسطينية الداخلية واوردت احتمال ان يكون ابو مازن افتعلها بهدف تعزيز مكانته اولاً ثم ليضع الولاياتالمتحدة التي لا تخفي رضاها عن ادائه، بوجوب ان تمارس نفوذها على تل ابيب لتليين موقفها من قضية الاسرى. الى ذلك، ابرزت الصحف العبرية كافة تصريحات السفير الاميركي في تل ابيب، دان كيرتز امام 150 من حاخامات وزعماء اليهود الاميركيين في مؤتمر عقد في القدس الاحد الماضي وصف فيها رئيس الوزراء الفلسطيني ب"الرجل الضعيف نسبياً الذي يهرب من المشكلات"، مضيفاً ان "الرحل يتحسّن" لكن ليس من السهل تغيير سلوكه وافكاره "بعد هذه السنين الكثيرة". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن كيرتزر قوله ايضاً ان الدعم الاميركي لعباس ليس هدفاً وانما وسيلة لإضعاف رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات و"هدفنا لم يكن منح الصلاحيات للمدعو ابو مازن. الهدف كان تجريد الصلاحيات من المدعو عرفات"، محذراً من ان ضعف عباس من شأنه ان يعرّض للخطر الجهود المبذولة لاخضاع التنظيمات الارهابية الفلسطينية تحت سلطة وطنية واحدة "وهذا ما يتحتم على السلطة الفلسطينية القيام به خلال الاشهر القليلة المقبلة". وقال ان الهدف النهائي المرجو هو رؤية الحكومة الفلسطينية الجديدة قوية تعتمد على دستور قوي وتعيش طويلاً. وعزا كيرتزر قبول حركة "حماس" بالهدنة الى وقف الدعم المالي لها "بفعل الضغوط التي مارستها الولاياتالمتحدة"، مضيفاً ان بلاده ما زالت تواجه معارضة اوروبية لخفض الدعم المالي المباشر وغير المباشر للتنظيمات الفلسطينية المتطرفة كما انها تمارس ضغوصاً على سورية وايران "المتهمتين بدعم الارهاب وخلق المشاكل الاكثر تعقيداً وإثارتها في المنطقة". وردت السفارة الاميركية على المنسوب للسفير بالإدعاء ان النشر تضمن مغالطات كثيرة وان السفير لم يقل ذات مرة ان ابو مازن زعيم ضعيف لكن السفارة رفضت في الآن ذاته نشر "النص الكامل والصحيح" للخطاب وهي التي تنشر عادة كلمات السفير على الملأ عبر موقع الانترنت التابع لها.