مع إعلان الهدنة والاتفاق على اعادة الانتشار الاسرائيلي غداً في بيت لحم ومدينة أخرى في الضفة الغربية بعد استكماله في معظم أنحاء قطاع غزة، يتجه البحث نحو تنفيذ الخطوات المقبلة من "خريطة الطريق"، خصوصاً اطلاق الاسرى الفلسطينيين، وهي مسألة يتوقع ان تتصدر الاجتماع الذي يعقد اليوم بين رئيسي الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والاسرائيلي ارييل شارون في القدسالمحتلة. راجع ص 4 و5 و6 وبدا امس ان "خريطة الطريق" اكتسبت زخماً خاصاً بها لم يؤثر فيه حتى مقتل عامل أجنبي في هجوم في الضفة. وتعليقاً على الهجوم، قال الناطق باسم البيت الابيض انه وفقا للرئيس جورج بوش "فان المهم هو ان تحيل السلطة مرتكبيه على العدالة وان تتخذ اجراءات لمنع تكراره". من جانبه، اعتبر شارون ان الفلسطينيين لا يستطيعون "القضاء على الارهاب في الحال… وحتى لو عملوا بسرعة كبيرة، فمن الصعوبة عقد الأمل على انهم ومنذ هذا الصباح، سيتمكنون من القضاء على الارهاب في الحال". في غضون ذلك، اقترحت مستشارة الأمن القومي للرئيس الاميركي كوندوليزا رايس خطة مارشال لتحسين معيشة الفلسطينيين تكون بديلا عن شبكة الخدمات الانسانية التي تقدمها "حماس"، في حين توالى الترحيب الدولي بالهدنة، حتى من جانب طهران التي اكتفت بالتشكيك بنجاح جهود التهدئة في وجود شارون، معلنة انها "لن تتدخل". ورحب وزير الخارجية الاميركي كولن باول بالهدنة، لكنه تمسك بتفكيك البنى التحتية للارهاب، معتبراً انه "لا يمكن ان تكون هناك ميليشيات مسلحة داخل دولة"، كما استبعد ان تلعب القوات المسلحة الاميركية دوراً في حفظ السلام. اما وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور جان لوي توران، فقال خلال مؤتمر صحافي ان الفاتيكان يرغب في وجود قوة سلام "صديقة" بين اسرائيل والفلسطينيين للمساعدة على تطبيق "خريطة الطريق". وعلى صعيد الانسحابات في اطار "خريطة الطريق"، كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى عقب اجتماع امني عقد في ايريز في قطاع غزة امس ان جيش الاحتلال سينسحب غداً من بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا والخضر في الضفة. وسبق ذلك استكمال اعادة الانتشار العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة حيث انسحب الجيش من بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، وسمح للشرطة الفلسطينية بالعودة الى العمل في معبر العودة في رفح، كما اعاد فتح مفترق الشهداء الواقع على طريق صلاح الدين الرئيسة، وهي انسحابات اثارت ارتياحاً بين الفلسطينيين. ورغم ذلك، واصلت قوات الاحتلال اقامة موقع عسكري جديد عند الجانب الشرقي للمفترق، كما انها لم تنسحب من المناطق العازلة حول المستوطنات، ما يعني ان الجيش لم ينسحب تماماً الى المواقع التي كان عليها قبل اندلاع الانتفاضة. واستعداداً للاجتماع المقرر بين شارون وابو مازن اليوم، بثت الاذاعة العبرية ان شارون طلب من جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي شين بيت وضع لائحة مفصلة بالمعتقلين الفلسطينيين للنظر في احتمال الافراج عن عدد منهم، بمن فيهم الاداريين. لكنه اضاف امام نواب كتلة "ليكود" في الكنيست: "لن نفرج عن اشخاص ارتكبوا اعمال قتل"، كما رفض الافراج عن امين سر حركة "فتح" في الضفة مروان البرغوثي. وجدد دعوة الفلسطينيين الى اتخاذ "خطوات جدية لتفكيك التنظيمات المسلحة"، مؤكداً أنه لا قيود على نشاطات الجيش العسكرية في المناطق الفلسطينية الرازحة تحت الاحتلال. وفي الوقت نفسه، كشف ديبلوماسي غربي لوكالة "رويترز" ان رايس "اثارت بشكل قوي للغاية مسألة الجدار وحضتهم الاسرائيليين على اعادة النظر فيه".