اتصال الرئيس الاميركي جورج بوش بالنائب الاول لرئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح، مساء الاربعاء، هدّأ خاطر الكويتيين الذين استاؤوا من الغاء المحطة الكويتية في جولة بوش مع الإبقاء على المحطة القطرية. وعبر بعض الصحافة الكويتية عن هذا الاستياء بنبرة قوية، خصوصاً بعدما قيل ان أسباباً أمنية بين دواعي الالغاء. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح ل"الحياة" ان الجانب الاميركي هو الذي طلب الزيارة ووصل فريق لوضع الترتيبات الامنية وكان هناك ترحيب كويتي، واوضح ان الجانب الاميركي هو الذي طلب التأجيل في ما بعد، مؤكداً ان "لا اسباب امنية او سياسية" لذلك. لم يخف الشيخ محمد ان التأجيل "وليس الالغاء" تسبب بخيبة أمل لدى الكويت التي رحّبت بالزيارة "كاستكمال للأجواء الاحتفالية التي تعيشها بعدما تحرر العراق وانزاح الكابوس، فالكويتيون لديهم وفاء لبوش الاب الذي حرّر الكويت من الاحتلال العراقي، ولبوش الابن الذي حرّر العراق من الاحتلال الصدامي. لذلك فإن تأجيل الزيارة انتقص من الصورة الاحتفالية التي تكتمل داخلياً بعرس ديموقراطي يتمثل في الانتخابات" التي تشهدها الكويت في الخامس من تموز يوليو المقبل. وشرح مصدر ديبلوماسي غربي ل"الحياة" ان منظمي جولة بوش اصطدموا ببعض الاشكالات البروتوكولية خصوصاً ان الرئيس الاميركي أراد كما عبّرت كلمته في السيلية امس ان يبدي شكره للدول التي تعاونت مع الولاياتالمتحدة في الحرب فضلاً عن زيارة القوات الاميركية، وبدا ان برنامجه لا يحتمل زيارة جميع هذه الدول ولقاء زعمائها. وبعدما استبعدت محطة بغداد التي كان مرغوباً فيها، كان لا بد من حصر البرنامج فحلّ اشكال البحرينقطر عبر وجود العاهل البحريني في قمة شرم الشيخ بصفته الرئيس الحالي للقمة العربية واستبقيت المحطة القطرية كمكان وحيد للقاء القوات الاميركية. واعتبر الشيخ محمد الصباح ان زيارة بوش لقطر، وهي تترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي "بمثابة زيارة للكويت وكل دول الخليج". ثم ان زيارة الكويت مؤجلة ولم تلغ. وقد خصص بوش للكويت كلمات حارة في خطابه امام الجنود الاميركيين في قاعدة السيلية في قطر. وسألت "الحياة" وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية هل هناك ما يقلق الكويت من الوضع العراقي الراهن؟ فقال: "ما نشهده يدحض ما ذهب اليه منظّرو الجحيم، اذ ظل العراق متماسكاً بكل طوائفه وأطيافه السياسية ومؤمناً بضرورة تقديم الوحدة الوطنية على كل شيء آخر، ونرى ان القرار 1483 يمهد لقيام حكومة عراقية وطنية نتطلّع الى اقامة افضل العلاقات معها على قاعدة الثقة والاحترام المتبادلين، فنحن لنا مصلحة في ان تقوم هذه الحكومة بأسرع وقت، واذا تطلّب الأمر وقتاً فالمهم ان يستمر النهج السلمي في بناء حكومة وطنية". وماذا عن انعكاسات الحدث العراقي على مجلس التعاون الخليجي؟ اجاب الشيخ محمد ان "هناك من يقول ان المجلس نشأ في ظل خطر خارجي الذي جمع اطرافه، ولعل التساؤل عن مصيره يشبه التساؤلات التي طرحت بعد انتهاء الحرب الباردة ومصير حلف الناتو. ووجدنا حلف الاطلسي يجري توسيع صلاحياته ونطاق عمله، ويجب ان يحدث عندنا في مجلس التعاون تغيير في اتجاه التركيز على التنمية الاقتصادية وقيام السوق الخليجية المشتركة. فزوال الخطر الخارجي يُغيّر المهمات والتحديات ويوجب اقامة حوار معمّق مع العراق وايران لبناء تعاون خليجي معهما". وقال الشيخ محمد عن موقف الكويت من تجديد الولاياتالمتحدة دعوتها الى تطبيع العلاقات مع اسرائيل: "رحبنا بخريطة الطريق وكنا من اوائل من دعموا مبادرة الامير عبدالله بن عبدالعزيز، وبالنسبة الى التطبيع كنا ولا نزال نعتبر ان من الافضل ان يكون قراراً عربياً جماعياً، فهذا آمن واوضح واكثر ثباتاً". واضاف انه عندما التقى الرئيس بوش اخيراً وتطرق الحديث الى "خريطة الطريق". "وجدت ان الرجل لديه حلم، وانه من خلاله يريد ان يدخل التاريخ عبر إحلال السلام في الشرق الاوسط. ووجدته صادقاً في ايمانه وواثقاً بقدرته على تحقيق هذا الحلم".