سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زوجة وطبان التكريتي شقيقة "زوجة الرئيس" تتحدث ل"الحياة" عن شجون العائلة . الهام خيرالله طلفاح : وصل عدي مخموراً وأطلق النار على الساهرين وأصاب عمه كان التاسع من نيسان يوماً مرعباً وعرفت بسقوط بغداد من الفضائيات الأخيرة
في حلقة اليوم تواصل السيدة الهام خيرالله طلفاح حديثها ل"الحياة" عن العلاقة التي تربطها بنجلي الرئيس صدام حسين وكذلك عن علاقته بأبنائه وبناته بعدما وصفته بأنه أب مثالي. وكشفت أنها تميل إلى التحاور مع عدي أكثر من قصي "الانطوائي المتكتم"، والذي حلم منذ الصغر بالعمل في الأجهزة الأمنية. واعتبرت أن كثيراً من الأقاويل والأخبار التي تنشر عن عدي صدام حسين غير دقيقة، لكنها اعترفت بأن سلوكه يتسم بالتهور والطيش. وهنا نص الحلقة الثالثة والأخيرة: أكدت السيدة الهام طلفاح زوجة وطبان الحسن، الاخ غير الشقيق لصدام حسين وشقيقة زوجته الأولى ساجدة، أن الجانب الانساني يطغى على الجانب الأمني لدى الرئيس العراقي المخلوع. وقالت انه صارم في الأمور التربوية وملتزم اخلاق العشيرة وعاداتها وتقاليدها، وأضافت: "كان حريصاً على متابعة أمور أولاده أولاد وبنات بشكل دقيق وإن كان اكثر مرونة مع البنات وبخاصة البنت الصغرى حلا المتزوجة من جمال مصطفى التكريتي المحتجز لدى القوات الاميركية، بعدما سلم نفسه قرب الحدود السورية". وأشارت إلى ان متابعة صدام حسين لتربية ابنائه في الصغر لم تتغير عندما كبروا، ولهذا ربما أصبح يوكل المهمات الأمنية والخاصة لابنه الأصغر قصي بعدما عرف، ما عرفه العراقيون، عن التهور والطيش اللذين يمتاز بهما ابنه البكر عدي. عدي وقصي… شخصيتان متناقضتان وبحكم ان السيدة الهام خالة اولاد صدام، وان الفارق العمري بينها وبين عدي وقصي قليل، حاولت ان تصف لنا شخصية كل منهما. قالت إن عدي من النوع المتهور الطائش، فيما يميل قصي الى الانطواء والكتمان والتصرف وحيداً ان لم يكن الأمر يستحق استشارة والده، انه يتصرف بثقة ولا يستشير والده إلا في الأمور المهمة جداً. واعترفت انها تميل الى التحاور مع عدي، الذي أمضى سنوات في منزل والدها خيرالله طلفاح ما خلق ألفة عززها تقارب الأعمار. واضافت: من المؤكد ان التقارير الصحافية التي تنشر عن عدي فيها شيء من المبالغة، فهو ابن لرئيس قوي ومن الطبيعي ان تسلط عليه الاضواء وان يكون محط اهتمام الصحافة العالمية. لكن عدي لم يتصرف كما يليق بمن هو في وضعه، لهذا احرجت تصرفاته الرئيس صدام. وأشارت إلى أن عدي غير متحفظ في سلوكه فهو، كما ذكرت، كثير السهر ويحب البهرجة والتعامل مع الأشياء والأفعال غير المألوفة، في الملبس والمأكل والمركب. أعرف أن والده كان يرفض سلوكه لكنه ربما شب عن الطوق، وربما أصبح يتصرف بهذه الطريقة كي يلفت الانتباه بعدما بدا اهتمام الرئيس منصباً على قصي الذي كسب ثقة والده من دون ان يلفت الانظار الى وجوده في أي من المواقع المهمة في الدولة. قصي، انطوائي وكتوم وشديد الحرص، علاوة على تعلقه بأبيه وملازمته له، كما لو أنه ظله. تزوج قصي، وكان في التاسعة عشرة من العمر، من ابنة الجنرال العراقي المعروف ماهر عبدالرشيد، وانخرط في العمل بالأجهزة الأمنية. مذ كان صغيراً كان يحلم بالعمل بالأجهزة الأمنية، وهو الأمر الذي تحقق له بعدما أصبح المشرف على أكبر الأجهزة الأمنية في العراق وأقواها. كان قصي موضع ثقة والده. وأعتقد انه أهل لتلك الثقة، إذ بقي وفياً أميناً على أسرار الدولة الى ان انتهت في 9 نيسان ابريل 2003. قصي هادئ متماسك، قليل المعارف والأصدقاء، ومعروف بقلة ظهوره في الأماكن العامة أو الحفلات العائلية، وهذا ما جعله دائماً عند حسن ظن والده، على العكس من اخيه عدي ذي الشخصية المناقضة. صدام وبناته منذ خروج صدام حسين على التلفزيون العراقي وهو يضع طفلة صغيرة على كتفيه أصبحت الاغاني تتحدث عن "أبو حلا". وحلا هي الابنة الصغرى لصدام، وهي الطفلة التي حملها أمام كاميرات التلفزيون العراقي وتغنى بها كثير من الشعراء الشعبيين. تقول على رغم حب صدام لبناته والذي يصل حد الهوس، إلا أنه شديد وحازم تجاههن، وكذلك تجاه نساء العائلة، إذ انه يحظر علينا الاختلاط بغالبية ابناء الشعب ويحدد لنا العائلات التي علينا ان نتبادل معها الزيارات، وهي في الغالب في إطار الأقارب والأصدقاء القدامى. إن صرامة صدام تجاه النساء وتقييد حريتهن يعود لتخوفه من زرع الجواسيس داخل دائرته الضيقة، وباستثناء ذلك هو في الجلسات العائلية ودود محب للجميع. وذكرت الهام ان صدام منعها من أداء العمرة من دون ابداء الأسباب، لافتة الى أنها سبق أن زارت برفقة شقيقتها الكبرى ساجدة مكةالمكرمة والمدينة المنورة وتعرفت الى عدد من الأميرات وزرجات المسؤولين السعوديين، وكان ذلك قبل حرب الخليج الثانية. وعن علاقة صدام مع بناته بعد خروجهن مع أزواجهن إلى الأردن، ذكرت الهام "ان الجانب الانساني لدى صدام يطغى على الجانب الأمني في ما يخص أولاده. على رغم مقاطعتي، بناء على أوامر من زوجي، لبنات صدام، إلا انني عرفت انه كان يعاملهن كما في السابق وان اهتمامه بهن أصبح أكثر من ذي قبل". ولفتت إلى ان زوجها وطبان ابراهيم الحسن منعها من الاختلاط أو زيارة بنات صدام حسين رغد ورنا، وقال لها: "من لا تكون وفية لوالدها لا يمكن أن تكون وفيةه لأي انسان". وزادت: "علمت من أشخاص داخل العائلة ان رغد ورنا كانتا حزينتين جداً بعد اعدام زوجيهما، كما علمت ان حسين كامل وشقيقه صدام هددا زوجتيهما كي توافقا على الخروج معهما الى الاردن، فيما تقول الرواية الاخرى انهن لم يكن على علم بمخطط هروب زوجيهما الى ان وصلا الأردن". واعتذرت الهام عن عدم الحديث عن حادثة مقتل حسين كامل وشقيقه وما اذا كان صدام حسين هو الذي اصدر الأمر باعدامهما، وقالت: "أرجو ان تعذرني من الحديث في هذا الجانب، إذ ليس لدي أي معلومات مؤكدة حول هذا الموضوع … إن خروج ابنتي صدام مع زوجيهما سبب احراجاً للعائلة بأكملها، إذ كان صدام حنوناً على بناته، يلبي كل طلباتهن باستثناء السفر خارج العراق ما لم يكن السفر بقصد العمرة". عدي ووطبان وعن اطلاق النار على زوجها وطبان الحسن من قبل عدي، ذكرت الهام ان الحادثة لم تكن بالصورة التي نقلتها وسائل الإعلام، مشيرة الى أن الحادثة وقعت يوم المولد النبوي في مزرعة أحد العراقيين. بدأت المسألة عندما دعي وطبان، وكان وقتها وزيراً للداخلية، الى حفلة عشاء عن طريق أحد أقاربه، وكانت الدعوة عامة، واثناء العشاء خرج قريب لوطبان وقتل مرافقاً لأحد المدعوين. حاول وطبان في البداية تسوية الموضوع، لكنه لم يتمكن. ذهب رفيق القتيل فجراً إلى عدي صدام حسين، وطلب منه ان يرتب له موعداً للقاء الرئيس صدام ليشكو اليه ما حدث، لكن عدي قال له إن الأمر لا يستحق ان يصل الى الرئيس سأتولى تسويته بنفسي الآن، وذكرت ان عدي كان وقتها مخموراً، توجه إلى المزرعة واطلق النار من رشاشه على الموجودين فاصيب وطبان. وحول موقف صدام حسين من الحادثة، ذكرت الهام انه زار زوجها في المستشفى أكثر من مرة اثناء تلقيه العلاج، وقالت انه، وفي كل مرة يزورنا، يذكر ان عدي أحرجه كثيراً، وأنه اصبح يدعو عليه بعد كل صلاة. والحقيقة أن عدي لم يطلق النار على وطبان متعمداً، بل اطلق النار على الموجودين فجاءت بوطبان. سقوط بغداد ذكرت الهام طلفاح أنها كانت في منزلها في حي الجامعة في مدينة بغداد وانتقلت من منزلها الأساسي الى منزلها في حي الجامعة خوفاً من القصف الجوي لقرب منزلها من المجمع الرئاسي في بغداد. وأوضحت أنها لا تعلم اين كانت تقيم عائلة الرئيس اثناء سقوط بغداد، لافتة الى ان يوم التاسع من نيسان كان يوماً مرعباً بالنسبة لعائلتها، التي أحست بالخوف والحسرة. وقالت إنها علمت بسقوط بغداد من الفضائيات، ولم يكن خوفها وحسرتها في بادئ الأمر من الانتقام العشوائي، بل من الدخول السهل للقوات الاميركية التي وصفتها بأنها قوات "الكفر". ولفتت إلى ان آخر لقاء لها مع اختها ساجدة كان في الأسبوع الأول من الحرب أثناء عزاء عمتها. بعد ذلك أصبحت تحركات عائلة الرئيس محاطة بالسرية، بحيث يصعب معرفة المكان الذي تقيم فيه. لكنها ذكرت انها وبعد الخروج من بغداد التقت جميع شقيقاتها وأقاربها واطمأنت على البعض الآخر من خلال الهاتف. وحول ما إذا كانت العائلات المقربة من الرئيس صدام حسين تعرضت للأذى والمضايقات بعد سقوط النظام لفتت إلى أن الأذى النفسي الذي تعرضت له العائلات أقوى وأقسى من أي أذى آخر. وقالت: "من الصعب ان ترى قريباً لك يقتل من قبل الاميركيين أمام أطفاله"، واستشهدت بمقتل محافظ صلاح الدين غازي الخطاب قريب للرئيس صدام الذي قتل أمام منزله وبين أطفاله لمجرد انه خرج للاستفسار بعد دخول القوات الاميركية مدينة تكريت. وزادت: "هناك عدد كبير من ابناء العشيرة عشيرة البيجات اقتيدوا من بيوتهم ولم يعرف لهم اثر حتى اللحظة". وقالت الهام إن السيدات لم يتعرضن للأذى، ففي العراق عشائر وعائلات تلتزم اخلاقها القبلية، ولهذا وجدت تلك العائلات التي لا حول لها ولا قوة، ملاذاً آمناً بين العراقيين. وزادت: "من الصعب على أي منا العيش في العراق إلا بعد ان تهدأ الامور ويتسلم العراقيون زمام أنفسهم بأنفسهم".