اعلنت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" في بيان مشترك امس "تعليق العمليات العسكرية" ضد اسرائيل لمدة ثلاثة اشهر في مقابل شروط، على ان يسري مفعول هذا التعليق اعتباراً من امس. وفيما أكدت حركة "فتح" انها ستعلن موقفا من الهدنة مساء الاحد، سارعت اسرائيل الى رفض الهدنة، إذ اعلن مسؤول كبير ان اسرائيل لا تعلق "أي أهمية" على الهدنة، مؤكدة ان "محاورها الوحيد هو السلطة الفلسطينية". وأوضحت "حماس" و"الجهاد" ان "هذه الشروط هي الوقف الفوري لاشكال العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني من اجتياح وتدمير واغلاق وحصار على المدن والقرى والمخيمات، بما في ذلك الحصار على الرئيس ياسر عرفات وهدم المنازل وتجريف الاراضي الزراعية والاعتداء على الاراضي والممتلكات والمقدسات الاسلامية والمسيحية وبخاصة المسجد الاقصى". وشدد البيان على ضرورة "الوقف الفوري لكل عمليات الاغتيال الفردي والمجازر الجماعية وكل عمليات الاعتقال والابعاد بحق ابناء شعبنا وقياداته وكوادره المجاهدة". وأوضح ان "اطلاق جميع الاسرى والمعتقلين من الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال من دون قيد أو شرط وعودتهم الى بيوتهم بدءاً من الذين امضوا مدداً طويلة في السجون وذوي الاحكام العالية والنساء والاطفال والمرضى وكبار السن". وأكدت انه "في حال لم يستجب العدو لهذه الشروط والالتزامات او اخل بأي منها فاننا نعتبر انفسنا في حل من هذه المبادرة ونحمل العدو مسؤولية ما سيترتب على ذلك". وكان من المتوقع ان يصدر هذا البيان عن حركة "فتح" ايضاً، إلا أن خلافات داخل الحركة التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات حالت دون ذلك بسبب اصرار بعض قادة هذه الحركة على تضمين البيان اشارة الى "خريطة الطريق". وأوضح مسؤول كبير في "فتح" ان "الحركة ستعلن مبادرتها في شأن الهدنة مساء الاحد امس… بالاشتراك مع بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية". وأكد "وجود خلاف في صيغة البيان المشترك" مع "حماس" و"الجهاد"، الأمر الذي دفع هاتين الحركتين الى اصدار بيان مشترك بمعزل عن الحركة التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات. السلطة ترحب ورحبت السلطة الفلسطينية بالقرار، وقال وزير شؤون مجلس الوزراء الفلسطيني ياسر عبد ربه: "نحن نرحب بقرار حماس والجهاد وهذا يعزز الوحدة الوطنية ويقطع الطريق امام مناورات اسرائيل للتهرب من تنفيذ خريطة الطريق". لكن اسرائيل رفضت الاعلان قائلة ان وقف اطلاق النار هدفه اعطاء الناشطين الفلسطينيين الوقت لإعادة تجميع قواهم استعداداً لمزيد من العنف ضد الاسرائيليين. وقال جدعون مئير نائب المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية: "سأكرر ما قاله وزير الخارجية سيلفان شالوم قبل ساعتين لمستشارة الامن القومي الاميركية كوندوليزا رايس… وقف اطلاق النار هذا قنبلة موقوتة لأنه في الواقع يحافظ على البنية التحتية للارهاب". وقال رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون: "لا نعلق أي أهمية على هذا الاعلان. محاورنا الوحيد للتوصل الى حل هذه المنظمات الارهابية هو السلطة الفلسطينية".