أعلن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات أن الانتخابات التشريعية في السلطة الفلسطينية ستجرى فور انتهاء الانتخابات المحلية دون أن يحدد موعدا. وقال للصحفيين أمام مقره في رام الله بعد أن سجل اسمه في قوائم الناخبين، إن انتخابات المجالس المحلية ستجري كما تعلمون في ثلاثين مجلسا في أسرع وقت ممكن وسوف تعقبها على الفور الانتخابات التشريعية والرئاسية. وكان عرفات أول ناخب يسجل اسمه بعد فتح مراكز التسجيل التي يزيد عددها على ألف مركز أبوابها امس السبت في مختلف أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة. واعتبر عرفات، فيما يتعلق بترشيحه لمنصب الرئاسة، أنه ليس مخولا بترشيح نفسه وقال أنا لا أقرر ترشيح نفسي، أنا رجل يتبع التقاليد. ويتعين أن تقوم حركة فتح التي يتزعمها عرفات باختيار مرشحيها لمنصب الرئيس وعضوية المجلس التشريعي والمجالس المحلية. وتحث الولاياتالمتحدة وإسرائيل الشعب الفلسطيني في داخل الأرض المحتلة على اختيار زعامة بديلة لعرفات الذي لا يعتبرونه شريكا في عملية السلام. ولكن المراقبين يرون أن عرفات سيفوز بسهولة في الانتخابات نظرا لأن الحكومة تسيطر عليها حركة فتح والنافذون المحسوبون على عرفات. وفي الوقت الذي يسود فيه غضب المواطنين الفلسطينين من الفساد المستشري في السلطة، قال عرفات، أنا لا أحصل على الشرعية سوى من الناخب الفلسطيني الراسخ الصامد. وذكر أن إسرائيل وضعت عراقيل كثيرة أمام الانتخابات الفلسطينية التي كان يعتزم إجراؤها في الاصل في 20 كانون الثاني يناير 2003 وأعرب عن أمله في أن يساعد التدخل الاوروبي والدولي الفلسطينيين على إجراء انتخابات حرة وديموقراطية في أسرع وقت ممكن. لكن ناطق رئاسة الوزراء الاسرائيلية، رعنان غيسين، قال أمس ان اسرائيل لن تتدخل في الانتخابات الفلسطينية اذا ما جرى تنظيمها لأنها قضية داخلية فلسطينية. واعتبر ان مثل هذه الانتخابات قد لا تكون سوى واجهة ديموقراطية تتيح لعرفات الاحتفاظ بسلطته وتفادي اجراء اصلاحات. واضاف غيسين في هذه الحالة لن تكون الانتخابات قد افادت بشيء ، الا انه اشار ايضا الى احتمال ان تتيح هذه الانتخابات ظهور قيادة فلسطينية جديدة لا تكون تحت سلطة عرفات. وقال المدير العام المساعد لوزارة الخارجية جدعون مئير لوكالة فرانس برس نحن كنا دائما من حيث المبدأ مع اجراء انتخابات عامة شرط ان تجري بشكل ديموقراطي وشفاف، إلا أنه لم يكشف عما اذا كانت اسرائيل ستسمح، كما حصل خلال الانتخابات العامة الاخيرة في كانون الثاني يناير 1996، للفلسطينيين في القدسالشرقيةالمحتلة بالمشاركة في الانتخابات. وكانت اللجنة الانتخابية المركزية الفلسطينية فتحت امس السبت الف مكتب لتسجيل الناخبين تمهيدا لانتخابات عامة متوقعة في الربيع المقبل. وكان عرفات حدد موعد اجراء انتخابات عامة جديدة في 20 كانون الثاني يناير 2003 اثر تعرضه لضغوط دولية في هذا الصدد. لكن تم الغاء هذه الانتخابات بعدما اعتبرت اللجنة الانتخابية انه لا يمكن اجراؤها في ظل الاحتلال. وفي تشرين الثاني نوفمبر 2003، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية في حزيران يونيو 2004. ولم يكن بالامكان احترام هذا الجدول الزمني نظرا لوجود كبريات المدن الفلسطينية في الضفة الغربية تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي. وقد انتخب عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية في اول انتخابات عامة تنظم في الاراضي الفلسطينية عام 1996. كما انتخب اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني ايضا في اقتراع قاطعته حركة المقاومة الاسلامية (حماس).