أعلن الرئيس السوداني عمر البشير ان الشريعة الاسلامية والعاصمة لن تكونا ثمناً للسلام وجدد دعوة حكومته الى انتخابات مبكرة ووجه انتقادات مبطّنة الى المعارضين في الخارج ووصفهم ب"اللاجئين". واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه سيبعث رسوله الى السلام الى الخرطوم خلال اسبوعين لحض طرفي النزاع على توقيع اتفاق سلام نهائي. وقال البشير امام حشد من الشابات في "قاعة الصداقة" في الخرطوم امس، ان الشريعة والعاصمة "لن تكونا ثمناً للسلام ولن تعود الخرطوم كما كانت قبل العام 1983" موعد تطبيق التشريعات الاسلامية في البلاد. وتابع: "على رغم اننا مع السلام العادل الا اننا لن نفرض انفسنا على الآخرين ولذا دعونا الى انتخابات عامة حتى يعرف كل وزنه من خلال صناديق الاقتراع" بعد توقيع اتفاق السلام. وذكر ان اعظم هدية يقدمها للشباب لمناسبة مرور 14 عاماً على تقلده السلطة هي "وقف نزيف الدم". واضاف البشير: "السودان لا يبنيه اللاجئون في الخارج وانما يبنيه من يقبضون على الجمر في الداخل" في اشارة الى المعارضة الخارجية، موضحاً انه "اذا توقفت الحرب فستتحول القضية الى معركة حضارية بالحوار وليس الصراع، لكننا سنرفض هيمنة الآخرين علينا". الى ذلك، اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه سيرسل مبعوثه الى السلام في السودان السيناتور السابق جون دانفورث الى الخرطوم خلال اسبوعين، لحض طرفي النزاع على توقيع اتفاق سلام لافتاً الى ان "امام الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان خياراً واحداً في طاولة المحادثات هو السلام وانهاء المعاناة الانسانية في البلاد". وقال بوش امام المجلس الافريقي الاميركي لمناسبة جولته الافريقية التي تبدأ في 5 تموز يوليو المقبل: "على الحكومة السودانية والحركة الشعبية تأكيد التزامهما بإقرار سلام حقيقي ونهائي واحترامهما لحقوق الانسان وانهاء معاناة الشعب السوداني". على صعيد آخر اتفقت الحكومتان السودانية والاثيوبية على تشكيل لجنة لحل مشكلات المزارعين السودانيين المتضررين من الحدود المشتركة، اذ يتنازع البلدان على 750 الف فدان في منطقة الفشقة الحدودية ويشتكي المزارعون السودانيون من تغول الاثيوبين عليها منذ سبعة اعوام. وأقرّ الطرفان ان تزور اللجنة غداً المناطق المتنازع عليها. ووقع البلدان في ختام اعمال اللجنة الوزارية التي عقدت في اديس ابابا برئاسة وزيري الخارجية الاثيوبي سيوم مسفين والسوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل على اتفاقات في مجال الاستثمار والنفط والصحة والشباب والثروة الحيوانية والنقل والطرق. ونقل اسماعيل رسالة من الرئيس عمر البشير، الى رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي اكدت حرص الخرطوم على تعزيز علاقاتها مع اديس ابابا واكدت تجاوز البلدين "المحنة العابرة". وقال اسماعيل للصحافيين عقب عودته امس ان اللجنة المشتركة اقرت الغاء تأشيرات الدخول لرجال الاعمال وسيعقبها الغاؤها لمواطني البلدين، كما اتفقا على التنسيق الامني والسياسي بينهما و"التصدي الى محاولات النظام الاريتري التخريبية في المنطقة" وعقد اجتماع لوزراء خارجية السودان واليمن واثيوبيا في الاسبوع الاخير من الشهر المقبل.