سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أشادت بالتطور السعودي في كل المجالات وأكدت أن العراقيين سيقررون شكل النظام السياسي لبلدهم وشددت على الحاجة إلى الانفتاح مع إيران . وزيرة الدولة البريطانية للشؤون الخارجية : نأمل بمشاركة "حماس" في مساعي السلام
أعربت وزيرة الدولة البريطانية للشؤون الخارجية للشرق الأوسط البارونة سايمونز أوف فرنهام دين عن الأمل في أن تشارك حركة "حماس" في الجهود التي تبذل لوقف العنف وتنفيذ "خريطة الطريق"، لافتة إلى أن الدول العربية التزمت وفق مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز العيش بسلام مع إسرائيل ووجود دولتين متعايشتين للإسرائيليين والفلسطينيين. وقالت الوزيرة البريطانية في أول حديث تدلي به للإعلام بعد توليها منصبها وخصت به "الحياة" أن "السلام في العراق يتعثر، ولكن ليس بالصورة التي يرسمها البعض، فهناك إنجازات تتحقق في أكثر من مجال". واعتبرت أن الحادثين اللذين تعرض لهما الجنود البريطانيون أخيراً ربما كانا "ظرفيين". وأبدت ارتياحها للتعاون بين بريطانيا والسعودية في مكافحة الإرهاب. وشددت على أن هناك "حاجة ماسة اليوم للحوار والانفتاح في العلاقة مع إيران". وفي ما يأتي نص الحديث: ما هي خطتك للتعرف عن كثب على منطقة الشرق الأوسط. هل هناك برنامج لزيارات أو اجتماعات محددة؟ - أمارس مسؤولياتي كوزيرة في حكومات رئيس الوزراء توني بلير منذ عام 1997، وتنقلت بين وزارات التجارة والدفاع والخارجية، ما أعطاني فرصاً عدة لزيارة عدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب كوني الناطقة الرئيسية باسم الحكومة في مجلس اللوردات، حيث يدور نقاش حيوي ومكثف حول قضايا المنطقة، وكل هذا يعني أنه كان عليّ أن أقرأ مجموعة كبيرة من التقارير واستمع إلى ما كان يستعرض في حضوري من معلومات تتناول مجمل الأوضاع في المنطقة. لكن منصبي هذا اليوم يختلف إلى حد ما عن السابق، إذ تتركز مسؤولياتي على الجانب السياسي للمنطقة. والواقع أنني آمل في أن أقضي المزيد من الوقت في الشرق الأوسط للتعرف في شكل موثق أكثر على شعوب المنطقة ومسؤوليها، خصوصاً أنني أومن بأن الاطلاع على التقارير أو الاستماع إلى النصائح لا يعوض إطلاقاً عن الحوار المباشر، وإجراء النقاش مع المسؤولين وسكان المنطقة. والمسؤولون في وزارتي يعملون اليوم على تحديد جدول زيارات للمنطقة خصوصاً للبلدان التي لم أزرها بعد. لا تشير المؤشرات إلى بدايات نجاح ما ل"خريطة الطريق" على رغم كل الجهود الإقليمية والدولية لتطبيقها. وكل فريق من الفريقين الفلسطيني والإسرائيلي يتهم الآخر بمسؤوليات العرقلة، فهل لديكم أي خطط أو أفكار لإخراج هذه الخطة من المأزق والسير في تنفيذها؟ - يمكننا أن نتبنى النظرة التي تقول إن لا شيء سينجح وأن هذه المشكلة قديمة ولا يمكن حلها، أو أن نعتبر أن هناك فرصة جديدة وحقيقية للحل. نحن لا نزال في بدايات أيام تنفيذها الأولى وخبرتنا في تحقيق السلام في مختلف أنحاء العالم تظهر أن المراحل الأولى تكون الأصعب والأدق، وسيكون هناك من لا يريد تحقيق هذا السلام، ورد فعله الأولي هو اللجوء إلى العنف، وهكذا تبدأ جولات العنف والعنف المضاد. علينا أن نفهم أن هناك أعداء حقيقيين لهذه العملية، وما نريده هو تحييد هؤلاء المتورطين في العنف. والواقع أنني أجد أن البداية جيدة، إذا أخذنا في الاعتبار الدعم الذي تلقاه هذه العملية دولياً، علماً أن عدد القتلى من الجهتين مؤسف، والزخم المطلوب يعتمد على التقليل من عمليات العنف. ولكن لا بد هناك استعداد دولي لممارسة الضغوط على آرييل شارون كما تمارس على الفلسطينيين؟ - اعتقد أننا ما كنا لنصل إلى الموقع الذي نحن فيه اليوم بالنسبة إلى السلام لو لم يضغط المجتمع الدولي على شارون. أنت تستعملين كلمة "ضغط"، وأنا أقول إننا نحاول إقناع الطرفين بأن هذه هي الطريق الصحيح نحو السلام. وأريد أن أشير إلى أن الدول العربية التزمت بأن تعيش بسلام مع إسرائيل إذا تحققت بنود "خريطة الطريق" وقامت دولتان متعايشتان جنباً إلى جنب للإسرائيليين والفلسطينيين. وهذا ما ورد في نص مبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي أقرت في مؤتمر بيروت. وأنت محقة عندما تقولين إن العنف يولد العنف المضاد، وعلى الفريقين وقف هذه الأعمال ونحن نعتقد أن "حماس" تستطيع المشاركة في هذه العملية، بل نأمل ذلك. العراق قتل أخيراً جنود بريطانيون وجرح عدد آخر. واليوم تحدث وزير الدفاع جيفري هون عن تغيير في التكتيك العسكري. ألا تعتقدين أن هناك حاجة لتشكيل سلطة عراقية تحكم العراق، وتغادر بعدها قوات الاحتلال، بدلاً من تغيير التكتيك العسكري؟ - الواقع أننا لا نعلم حتى الآن حقيقة ما جرى، والمسألة الملحة هنا هي ضمان سلامة جنودنا الموجودين في العراق، وسننظر إلى نتائج التحقيق في الأيام المقبلة. ومن المفيد هنا الإشارة إلى أن جنودنا في العراق يقومون اليوم بمهمات تتناول جوانب عدة من حياة المواطن العراقي، فهم يساعدون العراقيين في تدبير أمور حياتهم وبناء وطنهم وبكل مودة وتفهّم وبعيداً من التحديات. لكن هذا لا يعني أنه ليس علينا التطلع إلى مستقبل العراق على المدى البعيد، أي أن علينا التأكد من بناء المؤسسات السياسية والعسكرية والقانونية وغيرها لتمكين العراقيين من حكم بلدهم ديموقراطياً وكما يرغبون. لكن هناك اعتقاداً سائداً بأنكم ربحتم الحرب وقد تخسرون السلام، وأنكم لم تحضروا لعراق ما بعد الحرب كما يجب. ألا تعتقدين أنه عليكم الإسراع في تسليم الحكم للعراقيين، من أجل الحد من خسائركم البشرية؟ - أولاً، أنا لا أعتقد بأن السلام يسير متعثراً، وليس في الدرجة التي يصورها البعض، على الأقل. صحيح أن هناك حوادث عدة مؤسفة تجرى داخل العراق ونحاول جاهدين حلها بسرعة. لكن هناك أموراً عدة تسير سيراً حسناً، مثل المياه في البصرة، وإعادة تأهيل وفتح أكثر من 12 مستشفى في بغداد وكذلك مراكز الشرطة والمدارس وحتى الانتخابات المحلية، إذ انتخب أكثر من 18 سلطة محلية في مدن كبرى. وهذا في مجمله يجعلنا نشعر بأن حادثة الأمس التي تعرض لها جنودنا ربما تكون ظرفية وعارضة، ولا تندرج في النطاق النمطي لما يسمى بالمقاومة. ما هو تصوركم ضمن ما يجرى كبريطانيين لمستقبل الحكم في العراق إذاً؟ - نعتقد أنه من أجل تنشيط هذه العملية السياسية وتوسيع دائرتها لتشمل جميع نواحي الحياة السياسية في العراق، ستختار 30 شخصية قيادية تمثل شريحة واسعة من العراقيين تتولى مهمات تقديم النصح والمشورة إلى السلطة الانتقالية نهاية الشهر الجاري، وهذا سيقود إلى مؤتمر عام يشارك فيه 200 عراقي يقررون شكل النظام السياسي المستقبلي للعراق. هل نفهم أنك تعتبرين عملية قتل البريطانيين حادثاً عابراً ولن يتكرر، فيما يبدو وكأنه حادث مخطط له وليس ببعيد من الحوادث التي تتعرض لها القوات الأميركية؟ - لا أستطيع أن أؤكد أنه حادث عابر، ولن يكون هذا دقيقاً أبداً. ولا أستطيع القول ماذا سيحدث في الأيام القليلة المقبلة. لن أدعي شيئاً لا أستطيع توثيقه. لكن في الوقت نفسه ومع فظاعة الحوادث هذه، علينا أن نبقي تركيزنا على التقدم نحو بناء العراق الجديد المزدهر والديموقراطي. هذه العملية دقيقة وملحة ومن هنا لا يمكننا الإسراع فيها بطريقة قد تؤثر في حسن سيرها أو نتائجها. ولا بد من الإشارة إلى أننا ننظر إلى مستقبل العراق السياسي على أنه موضوع يقرره العراقيون جميعاً. ونحن نقدم كل العون للعراقيين ولكن هم يقررون مصيرهم ومستقبلهم. تتحدث معلومات عن توغل إسرائيلي داخل العراق، أي أن هناك من يشتري منازل وأراضي، إلى جانب تصريحات بنيامين نتانياهو التي تتحدث عن أن النفط العراقي سيضخ إلى حيفا، فهل هذا دقيق، وهل تحاول سلطة الاحتلال فرض علاقات طبيعية مع إسرائيل على العراقيين؟ - ما قلناه في الفترة الماضية بعد انتهاء الحرب أن القرارات المهمة يتخذها العراقيون. هناك فريق عراقي يقدم النصح لرئيس السلطة العراقية الانتقالية بول بريمر، وكذلك للديبلوماسي البريطاني جون سورن، ولا بد إنهم يعون جيداً مشاعر العراقيين نحو هذه القضية. وأهم من ذلك أن القرارات المهمة حول مستقبل القرار يتخذها العراقيون. هل يعني ذلك أن النفط العراقي لن يباع لإسرائيل وأنكم لن تفرضوا علاقات مع إسرائيل على العراقيين؟ - كما تقولين هذه المعلومات غير أكيدة. والواقع أن مصادري لا تتحدث عن أمور تجرى كتلك التي تشيرين إليها، وأكرر المهم أن القرار يتخذه العراقيون. فهذه ليست بلدنا، ولا بد أن تكون هذه القرارات المهمة لها طابع عراقي ويتخذها العراقيون. أعلم جيداً اهتمامك بقضايا المرأة، كما أنه معروف جيداً المستوى العالي لثقافة المرأة العراقية ونسبة مشاركتها في الحياة العامة وبناء وطنها، واليوم تبدو هذه المشاركة مهددة أمام بروز تيارات متطرفة داخل العراق، فهل أنت قلقة؟ - نعم، لدينا فكرة واضحة عما يجرى داخل العراق، ولديّ بعض القلق مما يجرى، لكن النقطة المهمة أن للمرأة حقوقاً وما نريد التحقق منه أن تشمل المشاركة في بناء العراق الجميع خصوصاً المرأة. ورأينا المرأة العراقية تشترك ولو في شكل متواضع في مؤتمرات الناصرية وبغداد، واستمعت زميلتي آن كلود ممثلة رئيس الوزراء توني بلير التي زارت العراق أخيراً إلى آراء أكثر من 40 سيدة عراقية، كما تنوي وزيرة المرأة البريطانية باتريسيا هيويت زيارة العراق قريباً للاجتماع بأكبر عدد من النساء والاستماع إلى آرائهن ومشكلاتهن ومن أجل العمل على دفعهن إلى المشاركة في شتى نواحي بناء العراق الجديد. ترددت معلومات أخيراً عن تحضيرات تتم على مستوى الحكومتين البريطانية والسعودية لعقد ندوة مغلقة في لندن تخصص لبحث مسيرة الإصلاح والتطوير في المملكة، فإلى أين وصل هذا البحث؟ - نحن نريد تعميق الحوار مع المملكة العربية السعودية، ونريد بحث الديموقراطية والعلاقات التجارية أيضاً، واعتقد أن من الواضح أن الأمور تتغير وتتطور في المملكة، وفرص الحوار كبيرة جداً ومختلفة عما كانت عليه منذ أربع أو خمس سنوات. وأنا لمست هذا التغيير شخصياً عندما دعيت إلى منتدى للأعمال. والواقع أن التغيير والتطور في السعودية لا يتناول الأعمال والتجارة والمصارف فقط، بل هناك تغيير سياسي، وأعتقد أن دعم ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز لحل مشكلة الشرق الأوسط القائم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية إشارة واضحة إلى دعم المملكة للتقدم بسياسة المنطقة إلى الأمام. هذه كلها أمور قريبة جداً ونريد الاستمرار والتقدم بالحوار مع المملكة في شأنها. ونأمل أن تعقد هذه الندوة على مستوى رفيع في القريب العاجل. وأشير هنا إلى أن هناك حواراً مهماً يدور اليوم في لندن من خلال مؤتمر التطور الحكومي والاقتصادي في السعودية. كيف تصفون التعاون بينكم وبين السعودية في مجال مكافحة الإرهاب؟ - لدينا تعاون جيد في هذا المجال، ونحن من دون أدنى شك قلقون من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها المملكة أخيراً، وحوارنا يدور على المستوى الوزاري والديبلوماسي والمسؤولين المختصين، ونأمل في أن يستمر هذا التعاون والحوار واعتقد بأن هناك تفاهماً حول كيفية التعاطي مع هذه الظاهرة الدولية. لكننا نأمل دوماً في تطور هذا التعاون وهذا التفاهم. إيران يكثر حديث رئيس الوزراء توني بلير عن أسلحة إيران النووية وترسانتها من أسلحة الدمار الشامل، فهل توصلتم إلى معلومات محددة عن موضوع امتلاك إيران القدرة على تصنيع هذه الأسلحة؟ وأين وصلتم في حواركم المفتوح معهم؟ وهل أنتم متأكدون من أن إيران تمتلك هذه الأسلحة؟ - انتهجنا سياسة الحوار مع إيران، وأجرى وزير الخارجية جاك سترو حوارات صريحة ومطولة لا تزال مستمرة مع وزير الخارجية الإيراني والحكومة الإيرانية، والواقع أن لديه علاقة جيدة مع نظيره الإيراني. غير أن مثل هذا الحوار يأخذ وقتاً وجهداً للوصول إلى نتائج مرضية خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ علاقاتنا مع النظام الإيراني الحالي. ونحن نجد اليوم أن علاقاتنا تتحسن مع إيران وكذلك مستوى الحوار الذي يقوم على أساس الصراحة والوضوح المتبادلين، وهذا عنصر إيجابي جداً. لكن من جهة أخرى هناك قضايا تقلقنا بالنسبة إلى ما إذا كانت إيران تطور برنامجها النووي لأغراض عسكرية عدائية. تقولين إن حكومتنا تبدي قلقاً متزايداً بالنسبة إلى هذا الموضوع، لكنني أرى أن المنظمة الدولية للطاقة الذرية هي التي تبدي هذا القلق، وحكومتنا لا تنفرد في موقفها في طلب الحوار مع إيران حول هذا الموضوع، بل كما تعلمين للمجتمع الدولي والمنظمات المختصة طلبات عدة في هذا الشأن ومنها الحوار والانفتاح في الرد على طلبات المنظمة الدولية للطاقة الذرية والسماح بزيارة معامل إنتاج الطاقة الذرية. هناك اليوم حاجة ماسة إلى حوار وانفتاح في العلاقة مع إيران من أجل فهم ما يجرى داخلها بالنسبة إلى برنامجها النووي. والواقع أننا نشجع أصدقاءنا في إيران على انتهاج هذا الطريق. هل يعني هذا أنك تتوقعين الوصول إلى حل سلمي لهذه القضية مع إيران بعيداً من الصراع العسكري؟ - نعم، هذا ما نريده، بل آمل من كل قلبي أن يعي أصدقاؤنا في إيران وأن يستمعوا جيداً إلى مؤشرات حرصنا الجدي على ضمان استمرار حوارنا معهم. وأؤكد حرص الوزير جاك سترو على هذه الاستمرارية، آملين في أن يهتموا بما يسدى إليهم من نصائح.