سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من أولى الشركات التي أدخلت خدمة الاتصال الفضائي الى السعودية ... وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني . نمو المشتركين في "جلوبلستار" 49 في المئة حتى نهاية أيار
تمثل شركة النجم العالمي السعودية جلوبلستار احدى اهم شركات الاتصال الفضائي في العالم العربي والشرق الاوسط التي تلعب دوراً كبيراً في مجال تقديم خدمات الاتصالات الفضائية ونقل التقنية الحديثة الى المنطقة العربية ما يؤدي بدوره الى دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المنطقة. بدأت "جلوبلستار" رحلتها في السعودية عام 2000 واستطاعت ان تصل بعدد مستخدميها الى اكثر من 15 الفاً في السعودية والى نشر خدماتها في جميع دول الخليج وشرق افريقيا ومعظم دول الشرق الاوسط. فكيف استطاعت "جلوبلستار" تحقيق هذا التقدم الكبير؟ وما هي خططها المستقبلية؟ وما هو الدور الذي تلعبه في دفع عجلة التنمية في المنطقة العربية؟ للاجابة عن هذه الاسئلة كان هذا اللقاء مع المدير العام للشركة زاريه كاجريان ومدير المبيعات والتسويق نزار ابو حسن. كيف تم ادخال الاتصال الفضائي الى السعودية وكيف تم انشاء الشركة ولماذا؟ - نحن من اوائل الشركات التي ادخلت خدمة الاتصال الفضائي الى السعودية وكان ذلك عام 1997 عندما فكر بعض المستثمرين السعوديين ورجال الاعمال في ادخال هذه الخدمة المميزة الى السعودية، فتم انشاء شركة النجم العالمي السعودية جلوبلستار وبلغ حجم تمويل الشركاء 191 مليون ريال. ولم يكن هدف الشركاء تحقيق الربح فقط بل ايضاً ادخال خدمة جديدة الى السعودية تتماشى مع ما وصلت اليه من تقدم كبير في جميع المجالات بما فيها الاتصالات وايضاً ربط جميع المدن والهجر والقرى السعودية ببعضها بعضاً، وكذلك ربطها بجميع انحاء العالم. هل يمكن ان تعطينا فكرة عن نظام "جلوبلستار"؟ - يعد نظام "جلوبلستار" من اهم وسائل الاتصال المستخدمة في العالم لأنه يتيح للجميع فرص الاتصال من والى الاماكن التي لا تغطيها شبكات الهاتف العادية او الجوال. مثلاً يستطيع مستخدم "جلوبلستار" الموجود في الصحراء او الاماكن النائية الاتصال بسهولة تامة بجميع انحاء العالم وكذلك الامر في البحر او الجو، كما يمكن لمستخدم "جلوبلستار" استعمال شرائح الجوال ضمن نطاق التغطية داخل المباني وخارجها كأنه جهاز عادي، وايضاً في حال انقطاع شبكة الجوال خارج المدن والمناطق النائية يمكن استعمالها على شبكة "جلوبلستار" شرط ان تتوافر خاصية التجوال في هذه الشرائح. وتوفر "جلوبلستار" حلولاً هاتفية داخلية، اضافة الى الحلول الهاتفية النقالة، ومن اهمها وحدة الاتصال الداخلي التي توفر اتصالاً عبر الاقمار الاصطناعية داخل المباني حيث يمكن وصلها على اي جهاز تلفون ثابت او مقسم داخلي يتم من خلاله توصيل تحويلات داخلية عدة، الامر الذي يساهم كثيراً في التواصل مع المواقع التي تقع خارج نطاق التغطية الهاتفية العادية الثابتة منها او الجوالة. وتناسب هذه الوحدة استخدام الشركات التي تحرص على استمرارية الاتصال مع مواقع اعمالها ومكاتبها الكائنة في المناطق النائية، اضافة الى امكان استفادة الافراد القاطنين في القرى النائية او المدن الصغيرة او الضواحي حيث يمكن استخدام هذه الوحدة في منازلهم او مزارعهم للاغراض الشخصية للبقاء دوماً على اتصال دائم مع اقربائهم وأصدقائهم. وتتميز وحدة الاتصال الداخلي بمزايا عدة من اهمها انها سهلة التركيب مع امكان توصيلها مباشرة على مقسم سنترال او هاتف منزلي عادي، وامكان تأسيس ثلاث نقاط للخط نفسه ثلاثة تحويلات الى جانب وضوح عال في الصوت والارسال والاستقبال من طريق القمر الاصطناعي. هذه فكرة عامة. لكن كيف يستفيد السعوديون من هذه الخدمة؟ - في البداية استفادت من هذه الخدمة القطاعات الكبيرة التي تعمل في الصحراء والاماكن النائية مثل شركات النفط او المقاولات، وكذلك الشركات البحرية حتى تأكد لنا امكان تقديم هذه الخدمة في شكل تجاري، فأتحناها للجميع من شركات وافراد حتى بلغ عدد المستخدمين لدينا اكثر من 15 ألف مستخدم استفادوا مما نقدمه من خدمات اتصال فضائية متميزة بتقنيتها العالية وبساطة استخدامها وبتغطية هاتفية 100 في المئة لكل ارجاء المملكة ودول الخليج والدول العربية المجاورة. ولكن أليس هذا رقماً صغيراً قياساً بعدد سكان السعودية واتساع مساحتها؟ - ليس رقماً صغيراً اذا وضعنا في الحسبان ان خدمة الاتصال الفضائي لا تقاس بعدد المستخدمين ولكن بعدد الدقائق المستهلكة، ونحن نحقق معدلات نمو عالية اذ حققنا عام 2001 نسبة نمو بلغت 811 في المئة مقارنة بعام 2000 لأن الخدمة كانت جديدة، ووصل المعدل الى 106 في المئة عام 2002 و18 في المئة عام 2003، كما اننا نحقق نسبة نمو جيدة في مجال المشتركين بدأت بنحو 371 في المئة عام 2001 و67 العام 2002، علماً بأن نسبة النمو للمشتركين السنة الجارية 2003 حتى أيار مايو فقط بلغت 49 في المئة عن عام 2002، اذاً كل هذه المؤشرات تؤكد اننا نسير بخطى جيدة ومع تقديم الخدمات الجديدة التي ننتظر الترخيص لها نتوقع ان نحقق معدلات نمو اكبر. اي خدمة جديدة تقصد؟ - هي خدمات عدة وليست خدمة واحدة اولها ادخال خاصية التجوال التي تتيح لمستخدمي الشريحة السعودية الاتصال بجميع انحاء العالم بعد الاتفاقات التي عقدناها مع الدول الاخرى التي تستخدم النظام نفسه، وأيضاً خدمة الهاتف المدفوع التي ننتظر الترخيص لها من هيئة الاتصالات، وهذه الخدمة تحديداً نعول عليها الكثير في زيادة عدد المستخدمين اذ انها تتيح لنا انشاء مئات من الهواتف العامة التي تستخدم الكروت في جميع الاماكن التي لا تصل اليها شبكة الهاتف الثابت او الهاتف الجوال، خصوصاً في المدن النائية. هل سيؤثر فتح قطاع الاتصالات امام المستثمر الاجنبي عليكم؟ - نحن نرحب بهذه الخطوة التي ستتم العام المقبل لأن فتح هذا القطاع امام الاستثمار الاجنبي يعني جذب رؤوس الاموال الاجنبية الى السعودية ما يؤدي الى دفع عجلة التنمية في السعودية، الى جانب المساهمة في نقل التقنية الحديثة، وتوفير آلاف الوظائف امام الشباب السعودي. ولكن ألا تخافون من المنافسة؟ - ابداً فنحن الآن نواجه بمنافسة شديدة في السعودية والعراق والخليج من شركات اخرى ومع ذلك نافسنا بقوة، بل المنافسة تساعدنا على تقديم خدمات افضل وبأسعار منافسة وأيضاً تساعد في كسر الاحتكار. ولكن ماذا ستفعلون امام الشركات الاجنبية؟ - نحن فعلاً نعمل مع شركة اجنبية وجميع الشركات الاخرى التي تقدم خدمة الاتصال الفضائي تتعامل مع شركات اجنبية ولا نخشى من اي منافسة. تعرضت "جلوبلستار" الاميركية لأزمة يخشى السعوديون ان تنعكس على "جلوبلستار" السعودية. ما رأيكم في ذلك؟ - نستطيع ان نقول ان ما تعرضت له الشركة الأم مجرد هزة لكنها لم تؤد الى افلاسها كما اشيع، ودليل ذلك ان كريغ مكاو اهم مستثمر في مجال الاتصالات في العالم وهو رئيس مجلس ادارة "ايكو انمارسات" أعلن دخوله كمستثمر رئيسي في شركة "جلوبلستار" العالمية وضخ 55 مليون دولار لاخراج "جلوبلستار" من اشهارها ضد الافلاس واعادة هيكلتها، حيث ستتم تغطية الديون بنحو 20 مليون دولار وستستثمر 35 مليون دولار في اعادة هيكلة الشركة. وبهذه الاتفاقية التمويل تصبح لها حق الغالبية في شركة "جلوبلستار". واود ان اشير الى ان خدمات "جلوبلستار" تصل في الوقت الحالي الى اكثر من 100 بلد تخدم فيها اكثر من 108 آلاف عميل، وسيتم البدء مباشرة بعد هذا الاستثمار الجديد بتنفيذ مجموعة من الخطط التسويقية والانتاجية التي ستتضمن تأكيد وجودها وتقدمها التقني والتسويقي، وتنمية نشاطات الشركة وصياغة عقود جديدة مع مزودي الخدمة، وتوسيع نطاق تغطية خدماتها حول العالم وتنشيط برامج تطوير المنتجات لطرح منتجات جديدة في الاشهر القريبة المقبلة، اضافة الى طرحها للجيل الثاني لمنتجات الاتصال الفضائي التي تخدم القطاعات البحرية والجوية وقطاعات متخصصة اخرى والتي ستعتمد على قوة تقنية "جلوبلستار" ذات القنوات المتعددة ونظام الاشارات الرقمي CDMA العالي الجودة. ولا شك في ان كل هذا سينعكس على "جلوبلستار" السعودية احد مزودي خدمة "جلوبلستار" والتي تعتبر الشركة الرائدة في تزويد خدمات الاتصال الفضائي في المنطقة ويجعلها تستمر في تقديم ليس فقط الخدمة بل المزيد من الخدمات والمنتجات الجديدة التي تخدم المشتركين. هل سينعكس هذا على مستوى اسعار الخدمات التي تقدمونها؟ - نحن فعلاً نقدم خدماتنا بأسعار تنافسية في مقابل ما نقدمه من خدمات جيدة، وساعدنا على ذلك تقنية الCDMA التي تستخدم حصرياً من قبل "جلوبلستار" وقرب اقمارها الاصطناعية التي تدور في مدار منخفض على بعد 1414 كلم فقط عن سطح الارض ما يساعد في تفادي التأخير في ايصال الصوت علاوة على تفادي المشاكل الاخرى التي يتصف بها نظام المدارات المرتفعة. كل هذا نقدمه بأفضل الاسعار الى المستهلك حيث وصل سعر جهاز "تيليت سات 550" في السعودية الذي يعمل على الشبكتين الجوال، جلوبلستار الى 1900 ريال فقط وجهاز "تيليت سات 550" مع شريحة ب2150 ريالاً فقط، وتبلغ كلفة الاتصال من المملكة الى هاتف "جلوبلستار" الفضائي داخل نطاق المملكة ودول الخليج ودول الشرق الاوسط 1.5 ريال فقط، وتعتبر هذه الاسعار الاقل في المنطقة مقارنة بأسعار الاجهزة الفضائية الاخرى التي يقترب سعرها من 3000 ريال. يلعب قطاع الاتصالات دوراً كبيراً في دفع عجلة التنمية في السعودية. فما تقويمكم لما يقوم به هذا القطاع؟ - يلعب قطاع الاتصالات دوراً كبيراً في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فهو كقطاع في حد ذاته يساعد في اجتذاب رؤوس الاموال المحلية والاجنبية ويساعد على نقل التقنية الحديثة ويوفر آلاف الوظائف للشباب السعودي. ومن جهة اخرى يعتبر قطاع الاتصالات المحرك الرئيس الذي يؤثر في جميع القطاعات الأخرى الصناعية والزراعية والتجارية، ولا يمكن لهذه القطاعات ان تواصل عطاءها او نموها في الشكل المطلوب من دون وسائل اتصال فعالة تتناسب مع متطلباته الحالية والمستقبلية، اذاً فقطاع الاتصالات بمثابة عصب القطاعات الاخرى. وأود ان اشير الى ان توصيل المياه والكهرباء الى الاماكن النائية يساعد في توطين الناس فيها. لكن توصيل وسائل الاتصالات الحديثة اليها يحولها الى مناطق تجارية وصناعية وزراعية. ومن هنا تأتي اهمية قطاع الاتصالات. وظهر ذلك جلياً في خطة التنمية السادسة في السعودية في التركيز على قطاع الاتصالات وفسح المجال للقطاع الخاص للاسهام في تنمية هذا القطاع. تلعب التشريعات والقوانين دوراً في تشجيع الاستثمار في قطاع الاتصالات. فما اهميتها لكم؟ - مما لا شك فيه ان التشريعات والقوانين المناطة بهدف التنظيم والتطوير لأي قطاع ستساهم في توجيهه وتؤكد على تأسيسه وتطويره ليواكب التقدم المستمر القائم حوله. وان ما لمسناه من كفاءة لدى فريق هيئة الاتصالات السعودية في فهم المعوقات والمشاكل السابقة التي تواجه قطاع الاتصالات ووضعهم لحلول متماشية مع السياسات العالمية في مجال الاتصالات سيساهم ويدعم كثيراً قطاع الاتصالات في السعودية في مجالات عدة مثل تنظيم المنافسة، وتشجيع القطاع الخاص على الدخول في هذا القطاع المهم، وخلق مرونة للتوسع الداخلي والاقليمي، وحرية العمل ضمن مناخ تنافسي وتجنب الآثار السلبية للاحتكار، ومسايرة ومطابقة هذه القوانين والتشريعات في شكل دولي وتطبيق المواصفات محلياً ودولياً الامر الذي سيساهم كثيراً في فتح آفاق عدة وجديدة للتعاون والتطوير. ذكرتم انكم موجودون في السوق العراقية في حين ان الكثير لا يعرف عن حجم هذا الوجود في هذه السوق الكبيرة الواعدة؟ - هذا يعود الى عدم اعلاننا عن ذلك ولكننا موجودون بقوة في العراق ونستطيع ان نقول اننا الاكثر وجوداً واستخداماً. هناك العديد من الشركات الاجنبية والخليجية الموجودة في المنطقة والقائمة على مشاريع اعمار العراق أو القائمة على المشاريع التجارية فيه تستخدم "جلوبلستار"، اضافة الى الاستخدام الهائل للأفراد بسبب عدم توافر وسائل الاتصال الرئيسية في الوقت الحالي. وهذا يؤكد وجودنا بقوة في هذه السوق، وستشهد الفترة المقبلة وجوداً اكبر في العراق، خصوصاً بعد انتهاء العمليات واعادة اعمار العراق. كما ستشهد وجوداً مميزاً في السوق الخليجية والشرق الاوسط عموماً.