قتل ستة جنود بريطانيين في هجومين شنتهما المقاومة العراقية على طائرة هليكوبتر وقافلة عسكرية في مدينة العمارة 200 كلم عن البصرة، واستهدفت المقاومة أيضاً القوات الأميركية في مدينة الرمادي والفلوجة وبغداد، حيث قتل أربعة عراقيين وأصيب جنديان أميركيان. وفيما أعلن مسؤول أميركي زيادة حرس أنابيب النفط والغاز، قرر السفير الدنماركي المنسق الاقليمي لمحافظة البصرة عدم تمديد مهمته، احتجاجاً على عدم تلبية الإدارة الأميركية للعراق طلبه المساعدة الأمنية. أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن ستة جنود بريطانيين قتلوا أمس في هجومين شنتهما المقاومة العراقية على طائرة هليكوبتر وقافلة عسكرية في مدينة العمارة، شمال البصرة. وجاء في بيان أصدرته الوزارة: "تعرضت قواتنا لاطلاق نار، وقتل ستة جنود". وقتل أربعة عراقيين واصيب آخران إضافة الى اصابة جنديين اميركيين في هجومين استهدفا أمس القوات الاميركية في منطقة الرمادي غرب بغداد. وقال السارجنت كيث اونيل ان الهجومين استهدفا حواجز على طرقات المدينة، وانهما نفذا عند منتصف ليل الاثنين والساعة الرابعة والنصف فجر الثلثاء. وأضاف ان سيارة اقتحمت في الهجوم الأول دورية رافضة التوقف فأطلق الجنود النار عليها وأسفر الحادث عن مقتل شخص واصابة آخر. أما "في الهجوم الثاني، فاستخدمت سيارتان دهمت احداها الحاجز، فأطلق ركابها النار، ورد الجنود وقتلوا السائق"، و"عندها اتجهت سيارة مسرعة صوب الجنود بالتوازي مع اطلاق نار من المباني المجاورة". وأوضح ان "ثلاثة عراقيين قتلوا واصيب جنديان اميركيان في هذا الهجوم". وفتش الجنود الاميركيون المباني المجاورة بحثاً عن قناصة، غير انهم لم يعثروا على أي من المهاجمين، حسبما قال اونيل، الذي رفض الادلاء بمزيد من التفاصيل عن الهجومين، مشيراً إلى فتح تحقيق. وأفاد شهود أن مسلحين بقاذفات "ار بي جي" هاجموا خلال الليل القوات الاميركية قرب محطة كهرباء في الفلوجة. وإثر الهجوم شنت هذه القوات حملة تفتيش قتل خلالها عراقي بقذيفة دبابة وفق المصدر ذاته. وروى الشهود ان الهجوم وقع فجر الثلثاء، واطلق المهاجمون، الذين لم يعرف عددهم، قذائف صاروخية على الجنود الاميركيين الذين يحرسون المحطة التي لم تلحق بها اضرار. والعراقي الذي قتل في عمليات البحث التي شنتها القوات الاميركية، هو فراس فوزي الصعب 30 سنة. وأكد شهود انه كان أمام منزله عندما اصيب بالقذيفة، واحتفظت القوات الاميركية بجثته رافضة ان ينقله السكان لدفنه. وهاجم مسلحون قافلة أميركية في حي الزوراء في بغداد مساء الاثنين، ولم يتضح ما إذا كان أحد أصيب. ولم يرد تعليق فوري من الجيش الأميركي على الهجمات. وقتل جندي أميركي واصيب آخر في هجوم على قافلة عسكرية جنوببغداد الأحد ليصل عدد القتلى الأميركيين إلى 19 منذ أعلن الرئيس بوش انتهاء العمليات القتالية الأساسية في الأول من أيار مايو الماضي. إلى ذلك، أعلن مسؤول أميركي ان وزارة النفط العراقية قررت مضاعفة عدد الحراس حول خطوط أنابيب النفط، ليصل إلى ستة آلاف عنصر إثر هجمات استهدفت هذه المنشآت. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، ان هذا القرار سيصبح نافذاً "قريباً جداً". وأوضح أن الحراس سيكونون من العشائر المقيمة قرب خطوط الأنابيب وسيكون دورهم تعزيز "شرطة النفط". وانتقد السفير الدنماركي اولي فوليرس اولسن المنسق الاقليمي لمحافظة البصرة، الادارة الأميركية للعراق، مشدداً على انه لا يتلقى مساعدة أمنية كبيرة من القوات الاميركية. وأوضح لوكالة الانباء الدنماركية "ريتسو" أنه لا ينوي تمديد مهمته التي تنتهي في تشرين الاول اكتوبر المقبل. وأكد اولسن، وهو السفير الدنماركي الوحيد الذي يدين بالإسلام: "لطالما قلت انني سأبقى في العراق ستة اشهر وسأغادر قبل بداية شهر رمضان قرابة 26 تشرين الاول". وشدد اولسن، الذي عينته الولاياتالمتحدة رسمياً في هذا المنصب في أيار على ان عمله لا يسير تماماً كما كان يتوقع. وأوضح: "كانت الأمور أكثر تعقيداً، وكنت أتوقع المزيد من المساعدة من المقر العام في بغداد". وأشار الى انه كان من الصعب اقناع الاميركيين بتوفير مساعدة في المجال الأمني، مؤكداً عدم وجود حراس شخصيين لديه عندما يتنقل في جنوبالبصرة مثلاً. وأضاف: "أحاول التكيف لكن الموظفين الذين يعملون معي ليس لديهم حراس أيضاً وهذا يقلقني، لأن هؤلاء الاشخاص هم من مسؤوليتي وأنا على ثقة ان نظرائي الاميركيين في مناطق الشمال العراق يحظون بالحراسة في تنقلاتهم". تركيا وقوات حفظ السلام ووافقت تركيا على وضع مرافئها ومطاراتها بتصرف الدول الراغبة بإرسال جنود الى العراق، في إطار مهمة "حفظ السلام". وقال وزير الخارجية عبدالله غل: "إذا ارسلت دولة ما، في اطار عملية إعادة إعمار العراق، قوة لحفظ السلام في هذا البلد لإحلال الامن فيه، فبإمكانها استخدام مرافئنا ومطاراتنا". وأشار إلى أن بإمكان الدول الراغبة بإرسال مساعدات انسانية الى العراق أن تستخدم الأراضي التركية أيضاً. وقال: "يمكن للدول الراغبة في ارسال مساعدات انسانية الى العراق عملاً بقرار مجلس الامن 1483، ان تستفيد من مرافئنا ومطاراتنا وحدودنا". والقرار 1483، الذي تبناه مجلس الامن في أيار، يقضي برفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على العراق منذ 13 سنة تقريباً، ويمنح قوات الاحتلال الوصاية الاقتصادية والسياسية.