اكدت المحامية الاسرائيلية تاليا ساسون، ان ما تضمنه خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الاخير من تعهد بعدم مصادرة أراض فلسطينية او اقامة مستعمرات جديدة، لا يعني شيئا، ولن يجد طريقه الى التنفيذ ابدا. وقالت ساسون صاحبة ومعدة تقرير "البؤر الاستيطانية" بتكليف من رئيس الحكومة الاسبق ارئيل شارون، في المقال الافتتاحي لصحيفة "يديعوت" :" منذ العام 1979 قضت حكومة اسرائيل في قراراتها بان الاستيطان في اراضي (يهودا والسامرة)-تقصد الضفة الغربيةالمحتلة- سيتم فقط على ما يسمى "اراضي الدولة (ليست بملكية فلسطينية حسب المفهوم الاسرائيلي) واضافت: عمليا، اقيمت في العشرين سنة الأخيرة عشرات المستوطنات الجديدة في المناطق والتي تسمى "بؤرا استيطانية"، بل واقيمت احياء جديدة محاذية لمستوطنات قديمة. وانظروا العجب هنا، بعضها تقام على ارض خاصة للفلسطينيين. وتابعت: الاستنتاج الطبيعي هو انه رغم أن الفعل محظور، الا انه لا يعني انه لن يتم عمليا. التعهد، إذن، ليس ضمانة لعدم الفعل". وفيما يتعلق بتعهد نتنياهو عدم اقامة مستوطنات جديدة، قالت ساسون انه لا يوجد اساس لذلك ايضا. ففي العشرين سنة الاخيرة لم تقرر الحكومة اقامة مستوطنة جديدة. اما عمليا، فقامت عشرات المستوطنات. واوضحت: الطريقة كشف النقاب عنها في تقرير البؤر الاستيطانية الذي رفع الى الحكومة منذ اذار 2005: يقيمون مستوطنة جديدة، بعيدة عن مستوطنة قديمة مئات الامتار فأكثر، يسمونها "حيا" جديدا للمستوطنة القديمة. وها هي تقام لنا مستوطنة جديدة متخفية في زي حي "قانوني" لتتفادى الحاجة الى قرار حكومي لاقامة مستوطنة جديدة. واضافت: لاعتبارات سياسية، وسعت في العام 1996 بعشرات الاضعاف الحدود البلدية للمستوطنات الاسرائيلية في الضفة، واي "حي" جديد يقام في هذا النطاق سيكون عمليا مستوطنة جديدة. وعليه فان التعهد بالا تقام مستوطنات جديدة ليس له أي صلة بوقف البناء عمليا واقامة مستوطنات جديدة بفعل الأمر الواقع. وعن احتياجات المستوطنين التي لا ينبغي تجاهلها، قالت ساسون: الامر قابل للتفسير، ولكن الساعين الى تجميد البناء من شأنهم ان يقترحوا تطبيق قرار حكومة رابين بشأن تجميد البناء – قرار 360 للعام 1992. واوضحت: عند اتخاذ قرار 360 لم تكن الحدود البلدية للمستوطنات قد وسعت في صيغتها اليوم، ولم يتم بعد تطوير طريقة اقامة البؤر الاستيطانية (طريقة "الاحياء")، ولهذا فان نسخ قرار 360 الى الوضع السائد اليوم معناه منح إذن موسع للبناء في يهودا والسامرة. وخلصت ساسون الى القول: اقوال نتنياهو بالنسبة لاستمرار البناء الاسرائيلي في المناطق، معناها استمرار البناء مثلما يجري اليوم، وربما بقوة اشد. وبالمناسبة، كلمة "البؤر" لم تذكر على الاطلاق في خطابه، وليس صدفة. وبالفعل، فان بعضا من اليمين بقي صامتا بعد الخطاب، وبعضه الاخر لم يخفِ فرحته. والحق معهم. فقد فهموا بالضبط ما قاله لهم رئيس الوزراء.