انتقد اعضاء اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط امس في الشونة الاردن اسرائيل لتسببها في مقتل مدنيين فلسطينيين خلال عمليات ضد قادة مجموعات تشن هجمات على الاسرائيليين، داعين الى وقف دورة العنف. وقال بيان تلاه الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان اللجنة الرباعية "تعبر عن قلقها العميق من العمليات العسكرية الاسرائيلية التي أدت الى مقتل فلسطينيين ابرياء وغيرهم من المدنيين". واضاف ان "مثل هذه الاعمال لا تعزز الامن وتضر بالثقة وبآفاق التعاون". وأكد ان اللجنة الرباعية "تعترف بحق اسرائيل في الدفاع عن النفس في مواجهة هجمات ارهابية على مواطنيها" لكنها "تدعو الحكومة الاسرائيلية الى احترام القانون الانساني الدولي وتبذل اقصى جهودها لتجنب التسبب باضرار للمدنيين". ودعا انان الجانبين الى وقف "دوامة العنف والعنف المضاد والانتقام". وكان الامين العام للأمم المتحدة يتحدث في ختام محادثات مع ممثلي الاعضاء الآخرين في اللجنة الرباعية أي الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وقال انان: "اعتقد اننا متفقون على ان التقدم على طريق خريطة الطريق يتطلب تصميماً وقرارات شجاعة من الجانبين". ودعا السلطة الفلسطينية الى "بذل كل الجهود الممكنة لتوقف فورا نشاطات الافراد والمجموعات التي تخطط وترتكب هجمات ارهابية ضد الاسرائيليين"، لكنه رأى ان "من الواضح ان الفلسطينيين لا يستطيعون مكافحة الارهاب وانهاء العنف من دون تعاون اسرائيلي فعال"، مؤكدا ضرورة ان "تبذل اسرائيل كل جهد ممكن لدعم الحكومة الفلسطينية واتخاذ اجراءات فوراً لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني". وبعدما أنهى انان قراءة البيان، قال: "علينا ان نعالج القضايا الامنية والانسانية والسياسية في وقت واحد. انني ادعو الاسرائيليين الى الامتناع عن استخدام القوة بشكل غير متوازن في المناطق المدنية وعن عمليات هدم المنازل او القتل خارج اطار القضاء". وحذر انان من انه "اذا لم يشعر الفلسطينيون بتغيير ايجابي في حياتهم اليومية بما في ذلك ما يتعلق بحرية تحركهم وتجميد النشطات الاستيطانية واستئناف النشاط الاقتصادي، فإنني اخشى ان لا يكون هناك تأييد عام كاف لدعم سلام دائم". واضاف: "في الوقت نفسه، يجب الا توفر السلطة الفلسطينية جهداً لانهاء كل اعمال الارهاب ضد الاسرائيليين في كل مكان. الارهاب ليس سيئا على الصعيد الاخلاقي فقط، بل هو غير مثمر لهدفنا المشترك وهو انهاء الاحتلال الذي بدأ في 1967 واقامة دولة فلسطينية والاعتراف الشامل بدولة اسرائيل ودولة فلسطين تعيشان جنباً إلى جنب". اميركا قلقة لاغتيال القواسمي وصرح وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس في الشونة بأن الولاياتالمتحدة قلقة بعد قيام اسرائيل بقتل ناشط فلسطيني لكنها لا تريد ان يؤثر الحادث على الجهود التي تبذل لتحقيق تقدم في "خريطة الطريق". وقال باول رداً على سؤال للصحافيين عن اغتيال المسؤول المحلي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في الخليل السبت: "اشعر بالأسف لوقوع حادث جديد يمكن ان يعرقل التقدم". وأكد باول الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مع ممثلي الأطراف الآخرين الاعضاء في اللجنة الرباعية، مجددا موقف واشنطن التي ترى ان عملاً من هذا النوع مبرر اذا كانت اسرائيل تملك معلومات تفيد ان الناشط كان يخطط لعمليات وشيكة. واضاف: "يمكننا ان نفهم الوضع عندما يكون هناك خطر مباشر يجب معالجته … لكن أي شيء خارج هذا التعريف يجب ان ينظر اليه في ضوء انعكاساته على قدرتنا على التقدم". وقال باول: "يؤسفني ان ذلك حدث. يؤسفني ان نجد انفسنا ثانية محاصرين بين ذاك العمل وذاك العمل المضاد… بين الاستفزاز والرد على الاستفزاز". وتابع انه "أمر يثير القلق"، مضيفاً بسرعة انه يجب الا يسمح للقتل بتعقيد خطة السلام التي ما زالت هشة. وأكد باول ان "من المهم لنا ان نبقى ملتزمين السير قدماً وتذكير الأطراف بالتزاماتها في العقبة" في اشارة الى القمة التي عقدت في الرابع من حزيران يونيو وأعلن فيها رئيسا الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والفلسطيني محمود عباس عزمهما على مواصلة المراحل التي تنص عليها الخطة. وزاد: "لا يمكن ان نسمح لانفسنا بالتوقف او ان نسمح لهذه العملية بالتوقف بسبب هذه الحوادث"، مؤكداً أن "علينا مواصلة التحرك الى الامام". اسرائيل ترفض الانتقادات ورفضت اسرائيل امس الانتقادات التي وجهتها لها اللجنة الرباعية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الشونة، والتي انصبت على مقتل مدنيين فلسطينيين في عمليات الاغتيال التي تنفذها اسرائيل ضد قادة فصائل فلسطينية مسلحة. وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه: "اننا نرفض هذه الانتقادات لأن على اعضاء اللجنة الرباعية لا سيما الاوروبيين ان يعلموا ان الارهاب يؤدي ايضاً إلى وقوع ضحايا ابرياء في الجانب الاسرائيلي، والاحرى بهم ان يضغطوا على السلطة الفلسطينية لتتخذ قرارا بشأن مكافحة الارهاب". واضاف المسؤول: "طالما لم تشن الحكومة الفلسطينية الحرب على الارهاب، فإننا سنكون مضطرين للقيام بذلك للدفاع عن حياة الاسرائيليين". ورفض المسؤول الاسرائيلي ايضاً الانتقادات التي وجهت اسرائيل بسبب مقتل عبدالله القواسمي أحد قادة الجناح العسكري ل"حماس" في الضفة الغربية السبت على يد وحدة عسكرية اسرائيلية. وقال المسؤول: "انه قاتل جماعي مسؤول عن عمليات اودت بحياة 35 اسرائيلياً". ابو ردينة: اسرائيل تتهرب ودعت السلطة الفلسطينية امس اللجنة الرباعية الى ارغام اسرائيل على تنفيذ "خريطة الطريق"، معتبرة ان رفض اسرائيل لانتقادات اللجنة لها بقتل مدنيين فلسطينيين يدل على "تهربها" من تنفيذ الخطة. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان السلطة الفلسطينية "تطالب اللجنة الرباعية بدور حقيقي وفاعل للاشراف على تنفيذ خريطة الطريق لأن اسرائيل تحاول التهرب منها". وشدد على ضرورة اتخاذ اللجنة الرباعية موقفاً جماعياً "لاجبار الحكومة الاسرائيلية على تنفيذ خريطة الطريق بوجود مراقبين دوليين". واعتبر ابو ردينة الرفض الاسرائيلي لانتقادات اللجنة الرباعية بشأن قتل مدنيين فلسطينيين في عملياتها "دليل جديد على ان اسرائيل لا تريد تنفيذ خريطة الطريق".