اعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان الادارة الاميركية "إنقلبت على السلام بانحيازها الى جانب المشروع الشاروني في المنطقة واعتبارها المقاومة الفلسطينية عدواً للسلام". وقال بري تعليقاً على الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية الاميركي كولن باول ضد سورية وموضوع خريطة الطريق، خلال استقباله وفوداً شعبيه في دارته في المصيلح: "بعد الذي سمعناه على اثر زيارة كولن باول للمنطقة من الواضح ان الولاياتالمتحدة دفنت او في طريق الدفن ل"خريطة الطريق". واضاف: "بدلاً من شمول سورية ولبنان في "خريطة الطريق"، أطلقت التهديدات الاميركية ضد سورية وايران والتي أتت هذه المرة من ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون لتؤكد بما لا يقبل الشك ان السياسات الاميركية في الشرق الاوسط ترسم وتطبخ لمصلحة تل أبيب وليس واشنطن"، مستغرباً "اشاعة الولاياتالمتحدة لأجواء التوتر على مساحة العالم والتلويح باستخدام القوة ضد مساعي الشعوب باستخدام مفاعلاتها النووية لأغراض سلمية في حين تغضّ الطرف عن امتلاك اسرائيل لأكبر ترسانة نووية في المنطقة"، ومعتبراً ان "طي هذا الملف المتعلق بجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل هو بتبني الاقتراح الذي تقدمت به سورية اخيراً". من جهته، رأى وزير الاقتصاد مروان حمادة ان تهديدات باول "لن تغيّر شيئاً لا بالموقف الاميركي المعهود والداعم دائماً لاسرائيل ولا بمواقف الحكومة الاسرائىلية التي تعمل على احباط كل محاولات احلال السلام الشامل والعادل، ولا على مواقفنا الصامدة والرافضة اي حلول استسلامية". وأكد ان "الضغط على سورية ولبنان مستمر ولم يتوقف يوماً". وقال رداً على سؤال حول المشاركة في الندوة الاقتصادية التي ستعقد في الأردن: "معلوماتي تفيد بأن هناك بعض الشخصيات الاقتصادية في القطاع الخاص تشارك في الندوة وهذا لا تعليق لنا عليه سوى انه من غير الوارد ان تقوم الدولة اللبنانية خصوصاً وزارة الاقتصاد والوزارات المعنية، بالمشاركة في مثل هذه النشاطات التي يمكن ان يكون فيها تسلل اسرائيلي"، واضاف: "نحن لدينا مناعة سياسية واستطراداً اقتصادية كافية، برزت اثناء التحرير وما بعده، عبر موقفنا الصامد بالتعاون مع الاخوة السوريين"، داعياً الى "عدم الخوف وعدم ترك مجال لأحد ان يفتح ثغرة فيه". واعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حزب الله ان "المطلوب من شارون حالياً ان يذبح الشعب الفلسطيني بأسلوب يضمن غطاء دولياً عبر مشروع خريطة الطريق الذي يتضمن ثلاث مراحل مطلوب من الفلسطيني الالتزام بها: أولها نزع سلاح المقاومة وتعطيل العمليات بما فيها الاستشهادية، واعتبار كل ضربة حجر ضد الصهاينة هو عمل عنف وإرهاب مقابل التزام اسرائيلي بسيط بإزالة المستوطنات العشوائية المشيدة من دون قرار من حكومة العدو، وثانيها البحث في الوعد بالدولة الفلسطينية الموقتة لا تُعرف حدودها ولا سياستها الخارجية ولا الدفاعية، والثالثة حدود الدولة الفلسطينية وحق عودة اللاجئين وموضوع القدس وبالتالي المطلوب اسقاط كل ما لدى الشعب الفلسطيني من أوراق القوة". الى ذلك يصل الى بيروت قبل ظهر غد الاثنين رئيس الحكومة الرومانية ادريان ناستازي على رأس وفد كبير في زيارة رسمية للبنان تستمر ساعات معدودة يقابل خلالها رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية جان عبيد. ويستقبل الحريري نظيره الروماني عند العاشرة في مطار بيروت الدولي ثم يتوجهان مباشرة الى السرايا الكبيرة حيث يعقد لقاء ثنائي بينهما يتبعه اجتماع رسمي موسع بين الجانبين ويليه مؤتمر صحافي مشترك. وفي الثانية عشرة والنصف ظهراً يزور رئيس الوزراء الروماني رئيس الجمهورية في قصر بعبدا وبعد الظهر يقيم له الرئيس الحريري مأدبة غداء رسمية على شرفه في السرايا يحضرها الوفد المرافق وشخصيات رسمية ورجال اعمال وإعلاميون. وعند الثالثة يستقبل الرئيس بري الضيف الروماني الذي يستقبل بدوره الوزير عبيد في مقر اقامته في فندق فينيسيا. ومن جهته، يصل وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر الرابعة والربع من بعد ظهر اليوم الى مطار بيروت، ويعقد عند الثامنة مساء اجتماعاً مع الوزير عبيد في قصر بسترس. وعند التاسعة مساء يعقد لقاء مع الرئيس الحريري يتبعه عشاء. ويزور فيشر العاشرة من صباح غد الرئيس لحود في بعبدا وعند الحادية عشرة الرئيس بري في المجلس النيابي، ويغادر بيروت الأولى والنصف من بعد الظهر.