ما ان انتهت حرب الإطاحة بنظام صدام حسين حتى بدأت حرب اخرى بين مختلف انواع المشروبات الغازية خصوصاً الاميركية منها في العراق وسط حرارة تقارب الخمسين درجة مئوية. ويفاوض صاحب شركة "البيبسي العراقية"، التي كان النظام العراقي المخلوع يملك 25 في المئة من اسهمها، مع الشركة الام في الولاياتالمتحدة لاستعادة رخصته. كانت "بيبسي كولا" المشروب الغازي الوحيد في العراق منذ منتصف الستينات بعد اغلاق منافستها "كوكا كولا" مصنعها في العراق اثر قرار الجامعة العربية مقاطعة عملاق المشروبات الغازية الاميركي بسبب افتتاحه مصنعاً في اسرائيل. غير ان البيبسي العراقية، التي تباع علبتها ب16 سنتاً، تتعرض لمنافسة شديدة في الشوارع والمحلات من البيبسي والكوكا كولا القادمة من دول اخرى وخصوصاً من ايران والاردن والسعودية وسورية. وقالت سوسن رسول، وهي أم عمرها 38 سنة، التي كانت تشتري حاجاتها من "بقالة الوردة" في بغداد: "في عهد صدام لم يكن لدينا خيار غير البيبسي العراقية. كنا مجبرين على شرائها بحكم انها المشروب الوحيد المتوافر". وأضافت: "اما الآن فإني اشتري مشروبات غازية اجنبية. والمفضلة لدي هي البيبسي السعودية". وشهدت واردات هذه المشروبات الى العراق نمواً كبيراً اثر قرار مجلس الامن الدولي الشهر الماضي الغاء العقوبات الدولية المفروضة على العراق منذ 13 عاماً وقرار التحالف الاميركي البريطاني تعليق الرسوم الجمركية كافة حتى نهاية السنة بهدف انعاش الاقتصاد العراقي. وقال احمد محمد، وهو موظف سابق عمره 54 سنة وعاطل عن العمل حالياً، انه يفضل "دايت بيبسي" اللبنانية والكويتية، مضيفاً انه وزوجته لا يحبذان العراقية منها. وأضاف: "سمعت ان مواد مركزة فاسدة كانت تستخدم في صنع البيبسي العراقية خلال فترة العقوبات الاقتصادية". ونفى حامد جاسم المدير العام لشركة "بغداد سوفت درينك" التي تنتج بيبسي كولا وميرندا وسفن اب هذه المزاعم. وقال: "حتى في زمن العقوبات وعلى رغم الصعوبات استطعنا الحفاظ على نوعية" مشروباتنا. وأضاف: "العراقيون يثقون بمنتجاتنا". وكانت الشركة التي بدأت انشطتها في الخمسينات، تجدد سنوياً رخصتها وتورد المادة المركزة من الولاياتالمتحدة، غير انه بعد حرب الخليج الثانية سنة 1991 فقدت الشركة ترخيصها وحقها في توريد هذه المادة. وكان المصنع خلال فترة العقوبات الاقتصادية يستورد المادة المركزة من اوروبا، غير انه أوقف انتاج العلب بسبب عطب أصاب آلة وتعذر استقدام قطع غيارها من المانيا. ولاحظ العراقيون على الفور تغيراً في مذاق المشروب. وقال عادل محمد 40 سنة: "في الثمانينات كانت نوعية البيبسي العراقية جيدة جداً. غير ان المذاق اصبح بعد العقوبات خفيفاً جداً وليس جيداً. أصبح المشروب اشبه بماء ملون غير منعش". واضاف: "كامل أسرتي تفضل البيبسي السعودية ولم تعد تشرب المحلية". اما جارته ماجدة صبور 25 سنة، وهي بائعة في محل يؤجر اثواب العرائس، فقالت انها "تحبذ الكولا السورية". وفي الجانب الآخر من الشارع يبيع حسين حسن 16 سنة عشرة انواع من المشروبات الغازية ويؤكد ان الاكثر مبيعاً هو البيبسي السعودية. وقال: "البيبسي العراقية ينقصها الحامض الكربوني". وأكد عامر دنكة 30 سنة، الذي يدير "بقالة الوردة"، انه يريد إيقاف بيع البيبسي العراقية حتى تشكيل حكومة عراقية متوقعة في غضون سنتين. واضاف "ان الحكومة تملك ادارة لمراقبة الجودة تتبع وزارة الصحة غير انه بالنظر الى عدم وجودها الحكومة فإني لا أثق بالمنتجات العراقية".