بدأ الفنان القطري أحمد عبدالله يبرز على الساحة الفنية الخليجية. وهو ابن الفنان المسرحي عبدالله أحمد صاحب الأعمال المسرحية العديدة منذ انطلاقة المسرح القطري عام 1972 وحتى الأن. بدأ حياته الفنية على خشبة المسرح صغيراً حيث قدم أعمالاً كثيرة، ولكن عشقه للموسيقى والغناء جعله ينتقل إليها ويصدر ألبومه الأول بعنوان "الندامي" 2000، وإعتمد فيه على الألوان الخليجية الكلاسيكية والعاطفية وبإيقاعات منوعة بين الشرقية والغربية وأغاني الفانتازيا. وخلال جولته العربية للترويج لألبومه الثاني "حبيب العمر" إلتقته "الحياة" وحاورته عن فنه وبداياته. بدأت مقدماً لبرامج الأطفال. ماذا قادك إلى الطرب؟ - بدأت بتقديم برامج الأطفال مع الممثلة الكويتية هدى حسين عام 1993، وبعدها قدمت أكثر من عمل تلفزيوني في تلفزيون قطر إضافة الى مسرحيات غنائية للأطفال، وشاركت مع الممثل القطري غانم السليطي في أكثر من عمل مسرحي كمسرحية "هلا غال" السياسية، ومسرحية للأطفال إسمها "الدكتور طيب في الغابة". ومع ذلك كنت أحس بأنني مقصر في العمل الفني. وفي عام 1996 بدأت أنجذب أكثر وأعود الى عشقي الأول الموسيقى والغناء، فدخلت عضواً للغناء مع كورال فرقة "قطر فيجن" الموسيقية، وسنحت لي الفرصة عندما إعتذر مطرب الفرقة عن الغناء في حفلة عامة لأسباب خاصة به، فاعتليت المسرح وغنيت، وكانت الانطلاقة من خلال الفرقة المحلية في قطر، ثم شاركت في مهرجان المواهب الموسيقية الغنائية في دبي التي إنطلقت منها في شكل رسمي، وعلى ضوئها وصلت من بين أفضل تسعة أصوات من أصل 500 متبار. و بدأت تحضير البومي الأول عام 1998، وكان على شكل جلسة غنائية بعنوان "الندامي" لكنني أصدرته في عام 2000 من إنتاج شركة السعودية، أما ألبومي الثاني "حبيب العمر" 2001، ففضلت أن يكون عبر شركة "روتانا". ما هي هوية هذا العمل؟ - لا يتوقف النشاط عندي بإصدار عمل، بل أستكمله بأعمال منفردة، فبعدما أصدرت ألبومي الجديد الذي يضم 12 أغنية وتعاونت فيه مع عدد من الشعراء وملحني الخليج المعروفين منهم الشاعر هشام الشرقاوي والملحن طارق الجار في أغنية "حبيب العمر" و"صعب تقدر" للشاعر علي الناوي وألحان فايز السعيد و"قلبي معه" كلمات أحمد الرميتي وألحان أحمد عبدالرحيم و"ياخوفي عليك" كلمات فهد العشيوي وألحان محمد الجمالي و"نسيتني" كلمات أحمد المري ومن الحاني و"مني ومنك" كلمات عارف الهاشل وألحان سيروس و"غير الموضوع" كلمات مساعد الشمراني وألحان ابراهيم جمعة و"شنسى منك" كلمات علي مساعد وألحان الجريح و"غرام المصلحة" كلمات عبدالله الزهراني وألحان ناصر الصالح و"من مثلي بعنادي" كلمات صقر الكعبي وألحان محمد العريفي و"على وين" كلمات محمد المرزوقي وألحان طارق المقبل. وكانت لي مشاركة في أوبريت "القدس تناديكم" في البحرين التي قدمت باللغتين العربية والأنكليزية وشارك فيها 16 مطرباًً عربياً بارزاً وصوّرت تلفزيونياً. من ساعدك في بداية دخولك عالم الغناء؟ - ساعدني الشاعر الإماراتي محمد المرزوق منذ بدايتي ولا يزال بيننا تعاون حتى الآن، ففي كل عمل تكون له أغنية وفي عملي الأخير تعاونت معه في أغنية "على وين" من ألحان طارق مدكور، وساعدني أيضاً الشاعر القطري أحمد المثمل. صرحت في احدى المقابلات بإنك متأثر بالفنان القطري علي عبدالستار، هل خطك مشابه لخطه؟ - فعلاً أنا متأثر بالفنان علي عبدالستار كونه كان من أوائل الذين شجعوني في بدايتي، وأثنى على طموحي، وكان له دور في إنطلاقتي الفنية. فقوله إنني أذكره ببدايته كان شهادة تقدير لي أعتز بها. لكنني لا أريد أن أسير بخط مشابه له حتى لا يقال إنني أقلده، أو أقلد غيره، بل أريد أن أن تكون لي شخصيتي المستقلة. ما هي مقومات النجاح الأساسية لجيل الشباب من المطربين؟ - يمتلك جيل الشباب الكثير من وسائل الإنتشار التي تساعده في شهرته والتعريف بنفسه وأغانيه، فوجود الفضائيات وإنتشار الفيديو كليب إضافة الى الإذاعات الخاصة ساهمت في شهرة الكثير منهم، لهذا لا أجد هذا الجيل معذوراً في عدم إختيار الكلمة الجيدة واللحن المتميز، فالكثير من هذه الوسائل تروّج للمطرب وتوجه الإهتمام بالشكل على حساب الكلمة واللحن في الأغنية في الكثير من الأحيان. لهذا أرى أن الإهتمام بالكلمة واللحن والأداء أهم مقومات النجاح والإستمرارية، فالغناء هو صوت أولاً ودونه لا حاجة لوجود المطرب في المستقبل. ما رأيك في موجة الأغاني الشبابية وهل أنت معها؟ - المشكلة هي أن بعض نجوم الأغنية العربية صاروا يغنون هذا النوع من الأغاني، فهل نستطيع أن نسميها الآن "شبابية"؟ وهذا السؤال أطرحه على نفسي دائماً، ولكن المشكلة أن الأغنية صارت مثل الوجبات السريعة، فبعض المحطات التلفزيونية ترفض بث الأغاني المصورة التي تتعدى الخمس دقائق. هل يمكن أن تخفي هذه العوامل الأغنية الطربية؟ - نستطيع أن نقدم الأغنية الطربية بصوت جميل وإحساس رائع مثل المطرب فضل شاكر الذي قدم الأغنية الطربية البسيطة التي تتوافر فيها شروط هذا العصر وفي دقائق قليلة، أما أن نعود الى زمن عمالقة الغناء الأصيل فهذا أمر لا أجده في الأفق، لأن الكبار حملوا على عاتقهم نشر الأغنية الطربية الأصيلة وهؤلاء لا يتكررون في أي زمن برأيي. كيف تختار كلمات اغانيك؟ - أهم ما يحدد إختياري هو الموضوع الذي تتكامل فيه الفكرة مع الكلمة فيجذبني لإنتقاء الأغنية. فعندما أستمتع بالكلمة الجميلة أستطيع ان أوصلها الى الجمهور ليستمتع بها. هل ترى أن الأغنية الخليجية وصلت الى مستوى المنافسة؟ - لقد إكتسحت الأغنية الخليجية الساحة الغنائية العربية وأصبحت تنافس حتى الأغنية اللبنانية والمصرية كونها صارت مطلوبة جداً، والمطربون الخليجيون موجودون بكثرة في الحفلات في بيروت ومصر، وصارت لهم قاعدة جماهيرية كبيرة في كل الدول العربية، لذا أستطيع القول إن الأغنية الخليجية تعيش حالياً عصرها الذهبي. ما هو دور شركات الإنتاج في توجيه المواهب الغنائية الشابة؟ - الموهبة وحدها لا تكفي لأنه يجب أن يرافقها الدعم. ومن هنا يجب أن يسعى الفنان الى البحث عن الدعم المناسب له لا أن ينتظر أن يأتي هو إليه ليتمكن من إبراز ما لديه من مواهب وإمكانات، لهذا فأن شركات الإنتاج تدعم من يقدم لها فناً ويطور نفسه فتعرف قيمته وتزيد من دعمها له.