ضرب رئيس نادي ريال مدريد الاسباني فلورنتينو بيريز ضربة المعلم الرابعة في وجه الغريم اللدود لفريقه في البطولة المحلية برشلونة ورئيسه الجديد خوان لابورتا بعد ضم البرتغالي لويس فيغو والفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو في الاعوام الثلاثة السابقة، وذلك بتعاقده مع قائد منتخب انكلترا ونجم مانشستر يونايتد ديفيد بيكهام في مقابل 25 مليون يورو يضاف اليها 10 ملايين مرتبطة بالنتائج. ولم يملك مانشستر يونايتد الكلمة الفصل في انجاز الصفقة في ظل فشل محاولته ابعاد بيكهام عن دوري ابطال اوروبا في الموسم المقبل، عبر بيعه الى برشلونة الذي لن يشارك في منافساتها بنحو 45 مليون يورو بحسب الاتفاق المبدئي مع لابورتا بل النجم الانكليزي نفسه، والذي حرص على تأكيد انه لا يستطيع ان يفوت هذه الفرصة الممتازة في هذا المرحلة من مسيرته كونه سيشعر بالندم طوال حياته. ووصفت الصحف الاسبانية الصفقة بانها انتصار للنادي الاسباني العريق المتخم بالنجوم، وتؤكد "استمرار الحلم المجنون". واعتبرت "الموندو" ان رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز حسم المعركة مع برشلونة في مستهل عامه الرابع في رئاسة ريال مدريد، ورأت ان بيكهام اكثر من وجه جميل "فنحن امام لاعب وسط رائع وافضل مسدد للركلات الثابتة في العالم". اما صحيفة "البريوديكو" فعنونت: "بيريز يربح، في حين يبدو لابورتا سخيفاً". ويمكن القول ان صفقة بيكهام انجزت من دون ضجة اعلامية كبيرة إذ اكتفت وسائل الاعلام بالاشارة قبل نحو شهرين الى احتمال انتقاله الى نادي العاصمة الاسبانية قبل ان ينفي هو نفسه هذا الامر، مفضلاً التريث والعمل سراً وترك المبادرة لبرشلونة كي يطلق العنان لأبواقه الدعائية التي حملت لابورتا الى سدة الرئاسة. وسهّل مهمة ريال مدريد الى جانب رفض بيكهام نفسه الدفاع عن ألوان برشلونة، استعجال المدرب فيرغسون الصفقة من اجل ضم البرازيلي رونالدينيو من باريس سان جرمان الفرنسي، والاسترالي هاري كيويل من ليدز، وهما صاحبا الحظوظ الاكبر حجماً في الدفاع عن ألوان النادي. وتشمل خيارات فيرغسون ايضاً مهاجم برشلونة الهولندي باتريك كلويفرت، ولاعب خط وسط بلاكبيرن روفرز داميان داف، وحارس مرمى ليدز بول روبنسون. وهو باشر على هامش صفقة بيكهام مفاوضات مع ريال مدريد للاستعانة بخدمات لاعب خط وسط الاخير الكاميروني جيريمي في مقابل 5،13 مليون دولار، والأخير شارك في الموسم الماضي على سبيل الاعارة مع ميدلزبره الإنكليزي. ويرغب جيريمي في مواصلة مسيرته في بطولة انكلترا، وهو ابدى ثقته بامتلاكه فرصة جيدة للنجاح في مانشستر. وفي ردود فعل الفريق الانكليزي حول رحيل بيكهام، جزم قائده روي كين بقدرة فريقه على تحقيق النجاحات، وقال: "من المحزن رؤية بيكهام خارج مانشستر، لكنني اعلم ان فيرغسون يدرك جيداً مصلحة الفريق". تحديات وبالعودة الى تحديات بيكهام التالية البارزة في بداية مشواره مع ريال مدريد، فتشمل اولاها "النزاع" مع النجم المحلي الاكثر شعبية في النادي المهاجم راوول غونزاليس حول القميص رقم 7 والتي اصرّ الاخير على الاحتفاظ بها ورفض التنازل عنها للضيف الجديد الذي ترتكز عائدات منتجات عالمية عدة خاصة به بالرقم ذاته، ما يرجح ارتداء بيكهام الفانيلة الرقم 77 حيث يمكن اضافة رقم سبعة آخر بسهولة الى المنتجات المعنية بالتغيير. ويرتبط التحدي الثاني بعدم ضمان فيتشنتي دل بوسكي مدرب ريال مركزاً ثابتاً لبيكهام في التشكيلة الاساسية الزاخرة بالمواهب في خط الوسط من امثال زيدان وفيغو والفرنسي كلود ماكيليلي وسواهم، علماً انه سرت اشاعات اخيراً حول ملازمة فيغو تحديداً مقاعد الاحتياط، لكن دل بوسكي نفاها ورفض التنافس بين اللاعبين لحساب اشراكهما جنباً الى جنب في المباريات. في المقابل، اوضح المدير الرياضي في ريال مدريد، الارجنتيني خورخي فالدانو ان مكان فيغو محفوظ في التشكيلة الاساسية للفريق "في حين يتوجب تحديد المركز الذي سيشغله بيكهام والذي سنضمه في اي حال من الاحوال، كوننا لا نستطيع التفريط بجهود لاعب عظيم من طينته". اما التحدي الثالث، فيجسد في فرض ميزاته في تسديد الركلات الحرة والثابتة في الاداء الجماعي باعتباره لا يمكن ان يشكل الخيار الاول في هذا المجال بوجود اختصاصيين آخرين من امثال زيدان وفيغو والبرازيلي روبرتو كارلوس، والأخير قال: "سأدعه ينفذ بعضها فقط، على رغم انني لا انكر انه سجل اهدافاً جميلة منها". يذكر ان تظاهرات مناهضة لانتقال بيكهام عمت مطار ناريتا الدولي في طوكيو لحظة وصول اللاعب وزوجته امس للقيام بجولة دعائية خاصة بالاثنين معاً.