حاول والد مساعد أحمد عبدالرحمن الخريصي 17 عاماً الذي اعتقلته السلطات السعودية في شقة "مخطط الخالدية" في مكةالمكرمة ان يخفي الحزن في قلبه، وحاول ان يجفف الدموع مرات قبل أن يبدأ الكلام، نافياً علمه بانضمام نجله إلى مجموعة متطرفة، موضحاً انه لم يعهد منه منذ صغره سوى الطيبة والتسامح على رغم صغر سنه، فهو لا يزال يدرس في الصف الثاني الثانوي في مدرسة دار الحديث الثانوية في مكةالمكرمة. وكشف الخريصي ل"الحياة" ان ابنه ترك ليل الاثنين - الثلثاء رسالة كتب فيها: "إلى والدي ووالدتي. انا سأسافر. ارجو ان لا تبكوا. وسأتصل بكم كل شهر للاطمئنان على أحوالكم". وقال ان عيونهما لم تذق طعم النوم حتى صباح اليوم التالي، وأضاف انه عاش ساعات من القلق والاحباط لم يعرف خلالها كيف يتصرف حتى سأل صديقاً بعد يومين، فأشار عليه بضرورة الابلاغ عن "سفر" ابنه، فأرسل برقية إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة يبلغها مغادرة ابنه المنزل سائلاً تعميم اسمه على المنافذ ومنعه من السفر. وأكد الخريصي ان ابنه لم يكن متطرفاً، لكنه كان "يحب حضور المحاضرات الدينية"، كما أنه "يحب الاستماع إلى الاشرطة الدينية". وقال بصوت متهدج: "نستنكر ما قاموا به. ما عملوه لا يقره صاحب عقل ودين". ولمح إلى ان ابنه "غرر به وخدعه أصحاب النزوات العدوانية"، لافتاً إلى أنه "لم يكن يرتبط بعلاقات مع الآخرين، والزيارات كانت شبه متبادلة ومحصورة مع زميله في المدرسة أمين الغامدي" الذي ورد اسمه في قائمة المعتقلين. ومساعد الخريصي من أم مصرية، وترتيبه السابع بين اخوته التسعة، وله اخوان يعملان في وظائف تعليمية، هما الدكتور عبدالرحمن المحاضر في جامعة أم القرى، ومحمد المعلم في المدرسة التي كان مساعد يدرس فيها. ولم يسافر خارج المملكة إلا مرة واحدة مع والدته إلى مصر العام الماضي. وتؤكد المعلومات التي حصلت عليها "الحياة" أن السلطات الأمنية السعودية تمكنت من اعتقال الخريصي، وكان ضمن قائمة الفارين، خلال حملة الدهم، وسرواله ملوث بالدم. وتفيد المعلومات أن مساعد اتهم شخصاً بوضعه في هذا الموقف الذي لا يحسد عليه يدعى أبو عبدالله، من الذين قاتلوا في افغانستان، الذي كان يتصل به منذ عيد الفطر العام الماضي لمقابلته، لكنه كان يتهرب منه ولم يقابله إلا قبل حوالى 10 أيام، عندما اتصل به مرة اخرى. وأوضح انه التقى به في حي العزيزية في مكةالمكرمة، واصطحبه معه إلى الشقة الواقعة في عمارة العطاس في حي الخالدية. وتفيد المعلومات أن مساعد فوجئ عندما دخل الشقة المكونة من أربع غرف بوجود عدد كبير من المسلحين يحملون رشاشات، وانه لم يمكث بينهم طويلاً ليعود إلى الحرم المكي. وبينما كان مساعد يصلي في الدور العلوي في الحرم المكي، جاء أبو عبدالله إليه وبصحبته شخص آخر وتمكنا من اقناعه بالذهاب معهما إلى الشقة نفسها، ليجد أن العدد زاد هذه المرة إلى 30 شخصاً في غضون أيام قليلة، وبقي معه حتى تمت عملية الدهم والاعتقالات مساء السبت.