بات الإعلان جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية فهو يدفع المرء الى شراء سلعة ما دون سواها. وهو في تلك العملية يعتمد على العنصر البشري فيختار المرأة للسلع المتعلقة بها والرجل للإعلانات المتعلقة بالسيارات والأعمال. إلا اننا نلاحظ ان المرأة تطغى على عالم الإعلان بشكل عام، فما سبب ذلك وما رأي الشباب بهذه الظاهرة؟ تقول سميرة سعدو 24 عاماً مستغربة موقف الناس السلبي من فتيات الإعلان: "احب ان اصبح فتاة إعلان فتلك مهنة جميلة وظريفة وغير متعبة اطلاقاً، كما تتناسب ومتطلبات العصر الحالي، فأنا مثلاً استخدم شامبو معيناً بعدما شاهدت إعلاناً على شاشة التلفزيون. فالفتاة في الإعلان كانت جميلة جداً وشعرها صحي، لامع يتطاير في الهواء، وأشجعها على متابعة عملها من دون الاهتمام برأي الناس، فالمرأة تستطيع ترويج سلعة ما بذكائها وجمالها". وتعبّر ندى محمود وهي خريجة هندسة 27 عاماً عن خجلها لكونها امرأة بسبب بعض الإعلانات تقول: "إقحام المرأة في الإعلانات التجارية حتى وإن كانت مخصصة للرجال لا يعني الا استهلاكها والاستخفاف بقدراتها، وتفضل شركات الإعلان استخدام المرأة اكثر من الرجل، بسبب شكلها وملابسها وأنوثتها، فهي تجذب الرجال وحتى النساء وليس هذا غريباً إذ غالباً ما تقلَّد من النساء. وأدى الأمر الى ان تصبح اداة تجارية بحتة". ويحتج محمد الناصر 25 عاماً بصوت عال مطالباً بإعطاء المرأة حريتها "لم لا نتركها تفعل ما تشاء فالمرأة جميلة وهي اجمل بكثير من الرجل، وهي اكثر مرحاً منه. لم لا؟ فالمرأة تشارك في المسلسلات، ولكن عندما تقوم بتمثيل دعاية يعتبرون ان هذا يحط من قيمتها. انا ضد هذا، فالمرأة تشجعنا على شراء السلعة بغض النظر عن نوعها على رغم ان السلعة غالباً ما تكون سيئة النوعية لكن هذا ليس ذنبها طبعاً، بل ذنب المنتج الذي لا يهمه إلا الربح السريع". ويبدو على فارس لصلص 30 سنة وهو متزوج ولديه طفل الانزعاج مما تعرضه فتاة الإعلان: "انهن فتيات لا يتمتعن بالحياء، ولا ينفعن ربات بيوت، لأنهن اولاً يبعن كرامتهن من اجل النقود، فيلبسن المظاهر بطريقة لا تليق بصورتهن فيرقصن من دون خجل، اعجز عن وصفهن، أمن المعقول انهن لا يدركن مدى الأخطار التي يسببنها لشبابنا الصغار؟". ويُظهر علي خليل 18 سنة - بكالوريا إعجابه بالمرأة التي تحترف الإعلان، فيقول: "انا اشجعها على ذلك ولا أعارضها ابداً، لأنها تؤدي عملها بشكل مخلص مثل اي عمل آخر سواء في المكتب ام في غيره. وهي بهذا العمل تربح الكثير من النقود بطريقة سهلة وغير مجهدة، وتؤدي واجباتها في الوقت عينه، وأرى في هذا الأمر تحدياً للمجتمع وأفكاره وتقاليده". وتقول تينا غاسيل 24 عاماً المهتمة بعلوم الشرق الأوسط: "ذات يوم وبينما كنت اقلب صفحات الإنترنت وجدت مجلة برازيلية تظهر وجه امرأة مسلمة، تلبس حجاباً اسود ولا نرى منها غير عيونها، كانت دعاية من اجل احمر شفاه، وقد كتبت تحتها عبارة "يمكنك ان ترى هذا، ولكن عليك الإفادة منه"... وحتى الآن لا أعرف ماذا تعني بالضبط هذه العبارة... فكل منا له الحق بأن يفسرها كما يشاء، إلا انني اعرض مثالي هذا من اجل ان اقول انه يوجد تنوع بين النساء في الإعلان، فكل امرأة تلبس بحسب دورها، فهناك من يلبس لبساً محتشماً - اي بحسب الدور - وهناك من يلبس لبساً مغرياً. والإعلانات لا تقتصر على المرأة، بل تشمل ايضاً الرجل كذلك، فلا نجد رجلاً مثلاً في إعلان لأدوات التنظيف، ولكنني اعتقد ان الرجل اذا قدم إعلاناً لمنظفات فسيكون اكثر إقناعاً في هذا النوع من الإعلانات. كما ان لفتيات الإعلان اثر سلبي في النساء، فبعض النساء إذ يحاولن تقليد فتيات الإعلان بالشكل او غيره، يرتكبن الحماقات كالإضراب عن الطعام".