اشتعلت النار أمس في انبوب شمال العراق ينقل النفط الى تركيا اثر تعرضه للتفجير بعبوات ناسفة في منطقة مكحول على بعد نحو 200 كلم شمال بغداد. وشوهد حريقان منفصلان في الانبوب على بعد 15 كلم من مصفاة بيجي قرب الطريق السريع بين بغداد والموصل. وحلقت مروحيات اميركية في أجواء المنطقة بعد الحادث. وقال وزير الخارجية التركي عبدالله غل: "للأسف وقع تخريب هناك. الآن يجري تحقيق وتقويم ولكن ليس لدينا تقرير عن حجم وأبعاد هذا العمل". وكان متحدث باسم سلاح الهندسة الاميركي ومهندسون عراقيون أعلنوا ان خط الانابيب الرئيسي لتصدير النفط عبر تركيا شب فيه حريق بسبب تسرب غاز ولم يعرف انعكاساته. واكد ناطق باسم قوات "التحالف" وقوع "انفجارين" في منطقة مكحول، لكنه اوضح ان معلوماته الاولية لا تشير الى عمل تخريبي. واضاف ان "مهندسين من الجيش الاميركي وآخرين عراقيين توجهوا الى المكان الانفجار لتقويم الخسائر، لكنهم لا يعتقدون بأن هناك نشاطات معادية في المنطقة". وتابع ان انفجارات عدة وقعت في الماضي في انابيب للنفط بسبب عدم صيانتها، لكن مسؤولين في مصفاة بيجي نفوا ذلك. وقال نائب مدير المصفاة "للمرة الاولى على حد علمي يحدث فيها انفجار من هذا النوع في الانبوب الرئيسي" الذي ينقل النفط الى الحدود التركية. واكد المصدر نفسه انه لا يعرف السبب. وتبلغ طاقة هذا الخط الذي يمتد لمسافة 965 كيلومترا 1،1 مليون برميل يوميا ولكنه لم يبدأ استئناف عمله الا بعد الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة. وتحتفظ تركيا بقوة عسكرية في شمال العراق لقمع المتمردين الاكراد المتمركزين هناك ومراقبة الادارة الكردية المحلية، وعلى رغم ضغوط الولاياتالمتحدة والاكراد لسحبها. وتقع مدينة بيجي على بعد 225 كلم شمال بغداد وفيها مصفاة لمعالجة النفط الخام الوارد من كركوك. والكهرباء التي تولدها مصفاة بيجي ليست حيوية لشمال العراق ووسطه فحسب، بل لبغداد ايضاً، حيث يحاول "التحالف" اصلاح الاعطال في التيار. وأوضح عراقيون في المنطقة ان الاعتداء على الانبوب حصل مساء بعبوات ناسفة. وقال ابو علاء صاحب مقهى قريب من مكان الحادث "سمعنا دوي انفجارين وشاهدنا ألسنة النار ترتفع من مكانين فوق انبوب النفط، ووصلت بعدها مروحيتان الى المكان". ورأى سكان في المنطقة ان الامر ناجم عن عمل تخريبي متعمد. وقال كاظم ابراهيم المقيم في المنطقة ان "بعض العراقيين حضروا وفجروا الانبوب". ورأى خضر عزيز ان "الهدف من التفجير منع الاميركيين من تصدير النفط العراقي الى تركيا". وجاءت هذه التفجيرات غداة توقيع العراق على اول عقود تصدير للنفط مع شركات اجنبية منذ انتهاء الحرب، لبيع 5،5 مليون برميل. وأعلنت شركة النفط التركية "بوتاس" ان التفجير لن يؤثر مباشرة في صادرات النفط العراقي من مرفأ جيهان لان ضخ النفط متوقف منذ منتصف نيسان ابريل والمخزون الموجود في المرفأ كبير اصلا. وقال المصدر نفسه ان اي ناقلة نفط لم تصل الى المرفأ التركي منذ الحرب في العراق، لكن ينتظر وصول سفينة في 17 حزيران يونيو الجاري. وتابع ان "الحاويات ال12 التي يمكن ان تتسع كل منها ل135 الف طن من النفط مليئة". وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير نشر أمس ان استئناف تصدير النفط العراقي بشكل طبيعي يحتاج الى مدة تراوح بين شهر وثلاثة اشهر. ولا يخفي عراقيون في المنطقة عداءهم للاميركيين. وقال حسين ابو علي ان "العراقيين لن يتغيروا. حتى لو اختفى صدام سيكون هناك 20 غيره سيظهرون كل يوم".