اجتمع عدد من الشخصيات السياسية العراقية في مقر البرلمان الكردي في اربيل في الذكرى 11 لتأسيسه، بحضور ممثلين للولايات المتحدة وبريطانيا. وتعهد بول بريمر الحاكم الاميركي للعراق بانعاش الاقتصاد، فيما يستعد للاجتماع مع "مجلس السبعة" قريباً، وتظاهر عراقيون في البصرة أمس ضد تشغيل آسيويين في قطاع النفط. كما تظاهر آلاف الجنود الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بعدما حل بريمر الجيش، مطالبين بتسوية أوضاعهم. وحضر اجتماع اربيل رئيس الحزب "الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني ورئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني ورئيس تجمع "العراقيين الديموقراطيين المستقلين" عدنان الباجه جي، اضافة الى ممثلين عن مجموعات عراقية اخرى مثل حزب "الدعوة" و"الوفاق الوطني". ويتوقع ان يلتقي هؤلاء القادة "للبحث في الوضع وتشكيل حكومة واجراء الاتصالات مع الولاياتالمتحدة". وأوضح الناطق باسم "الديموقراطي الكردستاني" عارف طيفور ان معظم ممثلي "مجلس السبعة" يشاركون في هذه الاجتماعات باستثناء "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية". كما ان عدداً من الشخصيات التي دعاها الاميركيون لتوسيع التمثيل في الادارة المقبلة يمكن ان يشاركوا في الاجتماع. وأعلن ان بريمر سيجتمع مع "مجلس السبعة" في كردستان قريباً. الى ذلك، تعهد بريمر مساء أول من أمس في الحلة وسط اعادة انعاش الاقتصاد ليستطيع العراقيون قطف ثمار "التحرير". وأعلن في مؤتمر في الحلة 80 كلم جنوببغداد ان "اولويتنا تتمحور الآن حول الاقتصاد"، في وقت "نحرز تقدماً" على الصعيد السياسي لاقامة سلطة انتقالية. واضاف: "نهتم كثيراً بأن يشعر العراقيون بالانجازات الحقيقية للتحرير. ومن واجبنا اعادة وضع الاقتصاد على الطريق الصحيح". وتحدث عن المقبرة الجماعية المكتشفة في الحلة وتضم حوالى 15 الف جثة، فقال ان هذه المقبرة "تذكرنا بنوع النظام الذي كان قائماً في العراق وبأننا سعداء بسقوطه". وزار بريمر جامعة في الحلة كانت في الاصل مسجداً، والتقى عميدها الشيخ فرقاد القزويني ورجال دين آخرين. ويعتبر الاميركيون الشيخ القزويني الاكثر اعتدالاً بين رجال الدين الشيعة في العراق. وتضم جامعته مسيحياً يدرس مادة الرياضيات، وطالباً يهودياً مسجلاً لكنه لا يحضر الدروس، كما ذكر مسؤولون عراقيون. وأعلن الشيخ القزويني ان الجامعة "ستثبت للعالم ان العراق يمكنه انشاء جامعات اسلامية قائمة على السلام والعدل". الى ذلك، أعرب زيدان خلف رئيس مصلحة التسجيل العقاري في العراق عن خشيته من ان فقدان خمسة سجلات الملكية في البلاد يعوق الانتعاش الاقتصادي والاستثمار في سوق العقارات الذي شهد نمواً قبل الغزو الاميركي. وأوضح ان "عشرين في المئة من السجلات اختفت"، اذ أحرقت مكاتب التسجيل الرئيسية للعقارات في وسط بغداد بعد سقوط العاصمة قبل شهرين، وأحرقت او سرقت وثائق مسجلة على ورق أو على أجهزة كومبيوتر أو ميكروفيلم. ولفت الى ان استعادة قاعدة البيانات تحتاج ثلاثة أشهر شريط ان يقدم عدد كاف من اصحاب الأرض وثائق الملكية الخاصة بهم فيما توفر قوات الاحتلال التي تشرف على وزارة العدل الاموال اللازمة لادارته. وتظاهر عراقيون أمس في البصرة احتجاجاً على تشغيل اجانب آسيويين في قطاع النفط العراقي. وتجمع المتظاهرون الذي بلغ عددهم حوالى 500 شخص امام مقر التحالف الاميركي - البريطاني ورفعوا لافتة كتب عليها "نحن ضد اللجوء الى العمالة الاجنبية على حساب مصالح عمالنا"، وهتفوا: "لا للعمال الأجانب. هذا بلدنا ونحن الذين نعمره". وذكر سكان ان العمال الآسيويين، خصوصاً الهنود، بدأوا في الظهور في جنوبالعراق حيث يعملون لحساب شركة الخرافي الكويتية التي تنجز عقداً لإعادة تأهيل انبوب بطلب من شركة "كيلوغ براون اند روت" الاميركية.