في الكلمة التي ألقاها مايك اميتاي، مدير المعهد الكردي بواشنطن، في ندوة انعقدت خلال شهر نيسان ابريل عام 2003 حول العراق، ادعى قائلاً: "ان الذين يظنون أن حدود العراق ستبقى كما هي عليه الآن، سيصابون بخيبة أمل في النهاية". ولم يكتف بهذا القدر، بل أضاف أن أكراد العراق يطالبون بدولة فيديرالية لا مركزية. فوضع بذلك أمام الأنظار معارضته لوحدة العراق، ومساندته لدولة كردية مستقلة. لماذا أردت التذكير بهذه الكلمة؟ إن سبب اعادتي لهذا الكلام هو كشف النقاب عن بعض المعاهد الموجودة في الولاياتالمتحدة الأميركية، أو الغرب - المسماة بThink Tank - وعن ارتباطاتها، والأهداف التي توجه خدماتها. ولدى النظر الى التصريحات الرسمية للأحزاب الكردية، نجد، بكل وضوح، انها تستلهم الأفكار من مثل هذه المؤسسات، وتخدم آمال البلدان التي ترتبط بها هذه المؤسسات. وفي الحقيقة ان السبب الأساسي للوضع الراهن في العراق، هو ان جميع الفئات العراقية، عرباً وأكراداً وتركماناً وآشوريين وكلدان، وغيرهم من الأقليات، في كل أدوار العراق منذ تأسيسه الى اليوم، لم يتمكنوا من الاتحاد على قاسم مشترك واحد. لقد بذلت القوى الامبريالية كل ما في وسعها من أجل حماية مصالحها وتحقيق مطامعها. وجزأت الشعب العراقي الى مجموعات مختلفة عرقية ودينية ومذهبية، وجهدت من أجل توجيهها بحسب رغباتها. ان على الشعب العراقي أن يكون يقظاً، وان يدرك أنه ليس هناك من يفكر في مصلحة الشعب العراقي أكثر منه، وألا يثق بمثل هذه المؤسسات المحرضة. ومع زوال النظام الديكتاتوري، على الشعب العراقي ان يتماسك، ويشرع في اعادة اعمار العراق من دون أي تمييز. ومحاولات بعض البؤر تنفيذ الحلول الرامية الى اظهار المجموعات الكردية، وغض النظر عن القوى العراقية المحلية، ستحرض الصراعات العرقية في البلاد، وتعمل على تصاعد الأزمة. والشعب وان رضخ للضغوط لفترة قصيرة، سيواصل اتحاده في كافة عناصره. ولذا فإن على قوات التحالف ان تضمن أمن الشعب العراقي، فتشعر عناصره كلها انها في أمان وسلام. والرأي العام العالمي يترقب تأسيس هيكل ديموقراطي سياسي في العراق، تشارك فيه المجموعات الاثنية على قدم المساواة، ليحظى الشعب العراقي بالسلام في مدة قصيرة، ويحتل مكانته بين الدول المتحضرة. انقرة - زياد كوبرولو [email protected]