قال احد الديبلوماسيين في لندن رافضاً نشر اسمه ان الولاياتالمتحدة ستسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعودة الى العراق للتأكد من التزامه معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. واضاف: "لا شك بأن المفتشين سيعودون في نهاية الامر. انهم حماة معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية". واشار الى ان العراق وقّع المعاهدة لكنه لم يحدد موعداً لعودتهم وقال ان واشنطن ترى للوكالة "دوراً في العراق على المدى البعيد" لمراقبة الانشطة النووية. ولم يترك اللصوص شيئاً في مجمع التويثة النووي العراقيجنوببغداد الذي تعتقد قوات التحالف انه قد يحتوي على مواد مشعة مؤذية جداً للصحة وللبيئة. وتساءل بلال عبدالله 31 عاماً الذي كان يعمل في هذا الموقع قبل الحرب وزاره مفتشو الاممالمتحدة مراراً وتكراراً بحثاً عن اسلحة محظورة "لماذا يسمح الاميركيون بالدخول الى هذا الموقع؟". ولا يزال الموقع منذ سقوط نظام صدام حسين يتعرض للنهب مع انه كان يحتوي على يورانيوم طبيعي. وتتسكع مجموعات من الشبان في ارجاء الموقع بحثا عن بقايا معدنية قد يتمكنون من بيعها. حتى ان راعياً كان يرعى قطيعاً من الخرفان داخل الموقع وهو بالطبع لا يدري ما يمكن ان يكون طمر تحت الأرض من مواد مشعة. وأوقف جندي اميركي سيارته قبالة الراعي وطلب منه المغادرة. ورفض الجندي القول اذا كان الموقع لا يزال يحتوي على مواد مشعة. وقال السائق علي غانم ان ثلاثة اشخاص قتلوا الاسبوع الماضي في هذا الموقع بعد ان أصيبوا بمرض غريب اثر ملامستهم "أغراضاً". واضاف: "لقد تم دفنهم مع الاغراض المشبوهة في قرية الوردية المجاورة". ولم يكن بالإمكان التأكد من هذه المعلومات. الا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق ان حذرت من مخاطر سرقة معدات مشعة. وقال الناطق باسم الوكالة مارك غوزديكي الاثنين "لا نخشى حصول مشكلة انتشار نووي بل مشكلة صحية ومشكلة تلوث للبيئة". وطلبت الوكالة من الولاياتالمتحدة السماح لمفتشيها بالدخول الى الموقع للتأكد من طبيعة المواد التي سُرقت الا ان طلبها رفض. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر "ان قوات التحالف وضعت المنشآت التي تحتوي على مواد مشعة في مكان آمن". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت الاحد ان فريقاً من البنتاغون ارسل الى العراق واعلن ان المواقع النووية تعرضت للنهب وانه بات من المستحيل القول ما اذا كانت مواد خطرة قد سرقت. وقام خبراء البنتاغون حتى الآن بزيارة سبعة مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي العراقي ولم ينج اي منها من النهب وهناك اثنان دمرا تماماً حسب ما نقلت الصحيفة. وقالت مليسا فليمينغ الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان "أطناناً" من اليورانيوم الطبيعي موجودة في موقع التويثة الا ان هذه المواد المشعة لا يمكن ان تستخدم لصنع "قنابل وسخة". وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية دمرت في العراق كميات من اليورانيوم المخصب اضافة الى مواد انشطارية يمكن استخدامها لصناعة قنبلة نووية قبل رحيل المفتشين عام 1998 حسب ما قالت فليمينغ. واضافت ان الوكالة لا تزال قلقة من وجود "أجسام مشعة قد يبلغ عددها نحو الف والقسم الاكبر منها في التويثة". واضافت ان الوكالة الدولية "قدمت الى الولاياتالمتحدة لائحة بهذه المصادر ومكان وجودها".