«الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حلاوةُ ولاةِ الأمر    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    جدّة الظاهري    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"نفحة إيمان" مذكرات الملكة نور الحسين عن الأردن في 20 عاماً . كابوس مرض السرطان لم يمنع الحسين من خوض معركة السلام مع اسرائيل 9
نشر في الحياة يوم 07 - 05 - 2003

في هذا الفصل تسرد الملك نور حكاية اكتشاف مرض السرطان الذي أصاب الملك الحسين وتطوراته التي قادته الى عيادة "مايو" في الولايات المتحدة.
وتؤرخ ايضاً تفاصيل اتفاقات السلام والمحادثات السرية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والتي أدت الى فتح الطريق للعاهل الأردني لإعلان اتفاق سلام، تطلب جهداً استثنائياً منه ومن رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك اسحق رابين.
كنت جالسة في يوم من أيام شهر آب أغسطس من العام 1992، في المستشفى برفقة الملكة زين عندما وصل زوجي فجأة ليخضع لمعاينة طبية. كانت الملكة زين مريضة في حينه، إلا أنها كانت تتماثل للشفاء. كانت تبدو على الحسين عوارض مشكلة في المجاري البولية، وكانت التحاليل قد أظهرت بعض الخلايا المشكوك فيها والتي تحتاج الى تحليل. وقد نصحه الأطباء بالسفر حالاً الى الولايات المتحدة للقيام بتشخيص أكثر دقة واقترحوا أن يتم ذلك في عيادة "مايو" في روتشستر في مينيسوتا أو في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور - نظراً لسمعتهما الدولية في مجال امراض المجاري البولية. تتمتع مدينة الحسين الطبية في الأردن بأفضل المستويات، إلا أن الأطباء هناك كانوا يخشون أن يقع الملك ضحية شدة التوتر أو الانفعال اللذين قد يصيبان الفريق الطبي بسبب معالجة مريض عزيز عليهم. ولتجنب هذا الوضع، اقترحوا علينا السفر الى الخارج للإجراءات الطبية المعقدة، مع الاحتفاظ طبعاً بطبيبنا الأردني الذي يرافقنا منذ وقت طويل، سمير فراج، على أنه طبيب الحسين الأول. بعد مناقشات عدة، قررنا أن موقع عيادة "مايو" المنعزل قد يؤمن خصوصية أكبر وقد يسنح الفرصة لإجراء كشف أشمل، تشتهر به تلك العيادة عالمياً. وبعد 24 ساعة، كنا في مينيسوتا.
أكدت التحاليل الأولية في عيادة "مايو" انه من الضروري أن يجري الأطباء عملية بسبب انسداد جزئي في حالب الحسين وان الانسداد قد يكون خبيثاً. وكتبت في يومياتي: "أنا مذهولة. سيدي يبدو هادئ وشجاع، لكنني أعرف انه خائف جداً. فهو يتكلم بطريقة قدرية عن أنه في خضم عملية تنظيم الأمور، وبسبب احساسه الشخصي. لا أريد أن أخسره، كما أنه يستطيع أن يقدم الكثير بعد، ولا زال الكثيرون في حاجة إليه". على أي حال، بدا أن وضعه دقيق للغاية.
بعد ليلة لم يغمض لي جفن خلالها، رافقت الحسين في اليوم التالي لإجراء التحاليل، وقد أمضيت وقتاً طويلاً في ردهة الانتظار في المستشفى في حين كان يخضع لتصوير طبقي وعدد من التحاليل الأخرى. لم أستطع أن أمنع نفسي من استراق السمع الى تعليقات التقنيين واستخلاص أرهب أشكال النتائج منها. وبعد حين زفّ لي الأطباء الخبر الباعث للأمل، ألا وهو ان التصوير والفحص بالصوت الفائق أشارا الى ان المرض كان في موقع محدّد، غيرأن القلق لم يبارحناً. وكانت شقيقتي قد جاءت الى "مايو" لتكون معي، الأمر الذي أراحني كثيراً، إلا أنه كان من الصعب عليّ التحكم بعواطفي.
كان زوجي شديد الانفعال أيضاً قبيل دخوله الجراحة وقد طلب مني قرآنه الذي نحمله دائماً معنا. كما انه طلب احضار صورة سيارة مرسيدس قديمة كان قد أعاد تأهيلها وقدمها لي كهدية مبكرة بمناسبة عيد ميلادي. فوجئت بالهدية وتأثرت بها، كم كان سيدي فخوراً بتلك السيارة، وفوجئت أكثر بأنه تذكر عيد ميلادي في ظل الظروف الراهنة، مع انني لم أتذكره.
بقيت خارج غرفة العمليات أثناء إجراء جراحة الحسين، ثم رافقته الى غرفة الإنعاش. ولما خرج الأطباء، زفوا إلينا الخبر الذي كنا نصلّي لأجل سماعه: لقد تم العثور على خلايا محتملة التسرطن في المجرى البولي، لكن الخلايا لم تتفش. وعلى سبيل الوقاية، قام الأطباء باستئصال الكلية ذات الصلة ولم تكن تشيبها أي شائبة. لم يتم الإشارة الى أي علاج آخر.
استفاق زوجي في غرفة الإنعاش على طريقته الخاصة جداً. كان ما زال تحت تأثير البنج عندما راح يشكر كل من اعتنى به في غرفة العمليات، قائلاً بأنه يشعر بالامتنان والامتياز لأنه تحت عنايتهم، وهي طريقة خاصة به يستعملها دائماً للتخفيف عن الآخرين والإشادة بهم حتى في تلك الأوقات الشخصية الصعبة.
الأيام التي تلت كانت مفترق طريق في حياته. لم أتركه لحظة خلال العشرة أيام تقريباً التي قضيناها في "مايو" بعد الجراحة. في الأيام الأولى، كان ما زال تحت تأثير البنج، فكان يغفو فجأة ونحن نتكلم، ثم يصحو ويتابع حديثه. لم أكن قد رأيته قط بذلك الوهن وتلك الهشاشة، فبالنسبة الى رجل قوي مثله كان دائماً في سدة المسؤولية، يصعب التكيف مع فقدانه القدرة على التحكم بوعيه. فأصبحت روابط الثقة بيننا وثيقة أكثر. كان كل منا منشغلاً جداً بعمله خلال الأعوام الصعبة المنصرمة، ولكن هنا، في المستشفى، كان متأكداً انه هو وحده يحتل أولى أولوياتي. أعاد الخوف من السرطان الحسين الى عادته فأصبح مرة أخرى ذلك الشخص المتحمس والملتزم كما كان قبل حرب الخليج.
انتشرت الأخبار حول جراحة الحسين في العالم كله، فانهمر علينا وابل من الأزهار والرسائل بما فيها رسالة مؤثرة جداً من قبل صبي أردني يتبرع بكليته لملكه الحبيب الذي يعتبره كأب له على غرار الكثير من الأردنيين. في الوقت عينه، كانت الاشاعات تتزايد، وفي تقرير، أعلنت الصحافة الإسرائيلية أنه يعاني من ورم في الرأس وأنه قد يموت في غضون ستة أشهر. كان يترتب علي التعامل مع الخبر، وكان علينا أن نكون صادقين في ما يتعلق بما أعلناه من دون إثارة التخوف. تأثر الملك بتدفق الاهتمام والعطف من انحاء العالم كله، بما في ذلك الفاتيكان ودول الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة. وقد حضر الأمير بندر، وهو سفيرالمملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، الى عيادة "مايو" لينقل رسائل الدعم وباقات الازهار السخية من قبل الملك فهد وولي العهد الأمير عبدالله وعدد من أفراد العائلة المالكة السعودية. وقد اسعد ذلك الحسين.
شرح لنا الأطباء، بعد الجراحة مباشرة، أن من الممكن أن يكون للتدخين علاقة بسرطان المجاري البولية. وفي اليوم الذي تلى الجراحة، فتحت باب غرفة الحسين فرأيته جالساً يدخن سيجارة بالقرب من شباك مفتوح جزئياً. انفطر قلبي وخرجت مسرعة الى غرفة الجلوس وانفجرت بالبكاء على غير عادة.
كان الملك لا يزال ضعيفاً جداً عندما غادرنا المستشفى لقضاء فترة النقاهة في ريفير هاوس، منزلنا الذي يقع خارج واشنطن دي سي وكان الحسين قد اشتراه في 1980 عندما كان بلير هاوس، منزل الضيوف الرسمي، لا يزال قيد الانشاء. وقد اعتقدنا اننا بحاجة الى موقع أكثر هدوءاً من الفندق عند زيارة الولايات المتحدة. فذات مساء، بعد سنوات عدة، ذكر لي أن صديقاً قديماً يقطن في واشنطن نصحه بشراء منزل سعره مغر جداً. فأجبت انني لست متأكدة من اننا بحاجة الى تحمل عبء منزل آخر، ولكن اذا كان جاداً فمن الضروري استخدام مهندس ليقيم حالة المنزل. حينها اعترف لي الحسين أنه اشترى هذا المنزل. فقلت: "لا بد أنك تمزح".
كان ريفير هاوس بحاجة الى الكثير من الترميم، بما في ذلك إزالة كميات هائلة من الأسبيستوس. غير انه كان بالنسبة إلينا المنزل الآمن والهادئ الذي يتمتع بمنظر خلاب مطل على نهر بوتوماك. لقد وجدته المكان المثالي لأستجمع أفكاري، وبخاصة انني كنت أعدّ لاجتماعات وخطابات صعبة خلال الأزمة الخليجية. والآن، انه المكان المثالي ليقضي فيه زوجي فترة النقاهة. بعد الجراحة، جهزنا غرفة الحسين في الطابق الأرضي بما أنه كان يصعب عليه صعود السلم.
لقد خصصت وقتي كاملاً للاعتناء به. في البدء، كنت قلقة جداً لتحمل هذه المسؤولية، إلا أنني وجدت أنه شيء يأتي بالفطرة وببساطة. على رغم وجود طبيب وممرضة بالقرب منه، إلا انني حاولت الاهتمام بحاجات سيدي الشخصية، فساعدته في الاستحمام وارتداء ملابسه. فاكتشفت في غضون ذلك جانباً كنت أجهله تماماً عن نفسي، ألا وهو انني قادرة أكثر بكثير مما تخيلت على خدمة من أحب، وان لم أكن بارعة جداً. كان يصعب عليه الاعتماد على الآخرين، هو الذي تعود أن يعتمد عليه الناس، غير أنه كان يقدر جهودي بكل حب.
بعدما استعاد الحسين قليلاً من عافيته، قمنا بزيارة البيت الأبيض وتناولنا عشاء هادئاً مع عائلة بوش وعائلة بيكر. على رغم التأييد الشعبي الواسع الذي حظي به بوش خلال حرب الخليج، إلا أنه كان يتراجع في الاستطلاعات، وكان العام 1992 عام انتخابات. وأتذكر أن بربارا بوش قالت لي انها ترفض قراءة أي أخبار محلية لما تحمله من انتقادات لزوجها، الأمر الذي كنت أفهمه خير فهم. شجعنا آل بوش على عدم الاكتراث الى الإعلام أو الاستطلاعات، وفي ما بعد، اتصلت بباربرا إثر خسارة زوجها في الانتخابات وتمنيت لها الصحة والسعادة في حياتهما الجديدة. قلت لها انني أحسد الحرية والخصوصية اللتين ستتمتعان بهما الآن، وقد عنيت فعلاً ما قلت.
نصح الأطباء في "مايو" زوجي بالعودة الى العمل تدريجاً، لذا سافرنا الى انكلترا حيث أمضينا أياماً عدة في منزلنا هناك. دعتنا الملكة اليزابيث الى مأدبة غداء في قصر بالمورال في اسكوتلندا.
عبثاً حاولنا أطباؤه وأنا إقناعه بعدم التدخين. عندما شرح طبيبه في "مايو" عن احتمال أن يكون للتدخين علاقة ببعض أنواع السرطان، بما فيها السرطان في المجاري البولية، مشيراً الى الأضرار التي يلحقها التدخين بجسمه، أجاب زوجي بأن الطبيب أيضاً كان ليدخن لو أنه عرضة لنفس الضغوطات التي يرزح تحتها. كان أولاد الحسين قلقين أيضاً بشأن صحة والدهم وعدم إقلاعه عن التدخين. حاول من وقت الى آخر الإقلاع عن التدخين، كما حاولنا تحديد عدد السجائر التي يدخنها. غير أنه وهو في "مايو"، تخطى الجهاز الأمني وتخطى مساعدتي ليفتح الشباك في غرفته ويدخن من دون أن يكون مسموحاً له ذلك. في منزلنا، أكدت الضحكة الناعمة الآتية من خارج غرفتنا أنه نجح مرة أخرى في الحصول على سيجارة.
بصرف النظر عن التدخين، لقد أعطى الصراع مع الموت زوجي دفعاً جديداً وقد تبلورت مشاعره حيال الإرث الذي يود أن يتركه للأردن. كان تجديد نشاطه يبعث الراحة في نفس أولاده ونفسي. كان مصرّاً كما لم يكن من قبل على دفع الأردن قدماً على طريق النظام الملكي الديموقراطي الحقيقي ليزدهر البلد في غيابه. فبعد إجراء الجراحة بشهر، قام بخطوة أساسية حين رفع الحظر عن الأحزاب السياسية. وقد فكر بتغيير خليفته. فمن المفترض أن يكون شقيقه الحسن ولي العهد من يخلفه، ولم يكن في نية زوجي تحديداً تغيير هذا الواقع، إلا أنه أراد تعديله للجيل الذي سيلي الحسن بتشكيل مجلس للعائلة.
فهو كان يؤمن بالقرارات التي تؤخذ إثر إجماع عليها، وهو مبدأ عربي - إسلامي قديم، كما كان مقتنعاً بأن العائلة الأردنية الهاشمية يجب أن تشارك في خيار مهم كهذا. فمن شأن هذه المقاربة أن تعزز وحدة العائلة، وقال زوجي: "لن يقفوا معاً ويعملوا معاً فحسب، بل انهم سيختارون الشخص الأكثر كفاءة لتحمل المسؤولية". وسيتطلب هذا التغيير تعديلاً في الدستور، الذي يحدد ان الإبن الأكبر أو الأخ يتولّى الحكم منذ العام 1965، وظلّ يفكّر بالأمر كثيراً وبعمق.
في حزيران يونيو من العام 1993، ذهبنا الى الولايات المتحدة لإجراء فحص طبيّ روتيني، كان جيّداً جداً، ولزيارة أولى لكلينتون في البيت الأبيض. كان بيل كلينتون الرئيس الأميركي الثامن الذي التقاه زوجي، وعلى خلاف سلفيه، بوش وريغان، كان كلينتون غير معروف في الوسط. لم نكن نعرف ما يجب أن نتوقعه، إلاّ أنّ بيل وهيلاري كانا مذهلين. كانا متناسقين ومهتمين بوجهة نظر زوجي ويسعيان للتعلّم قدر الإمكان. وقد اعترفت لي هيلاري بأنهما لم يكونا مستعدين لطرق واشنطن، بما فيه غياب الخصوصية الشديدة اضافة الى تعليقات الإعلام والخصوم السياسيين حول كل جانب من جواب حياتهما.
بعد مرور أيّام على زيارتنا، أعلم وارن كريستوفر، وزير خارجية كلينتون، الحسين بأن الولايات المتحدة أغارت على العراق مرة أخرى، وهذه المرة على منشآت الاستخبارات في بغداد، ردّاً على اتهام بالتخطيط لاغتيال الرئيس بوش السابق خلال زيارته الى الكويت في نيسان ابريل. وقد سمعنا كلينتون يعلن عبر شبكة الCNN انه كان قد ناقش الضربة مسبقاً مع أصدقاءٍ أميركيين وحلفاء في المنطقة، إلاّ أن الرئيس الأميركي لم يذكر قط الضربة الصاروخية لزوجي ولم يذكرها ايضاً أي مسؤول أميركي.
وضعت هذه الحادثة زوجي في موقف حرج إذ أنه قبيل الضربة الصاروخية، كان الحسين يزور البنتاغون. وقد أقيمت مراسيم الشرف العسكرية كلها، وتمّ تصويرها والإعلان عنها في الصحف في الشرق الأوسط. ولما سمعنا عن الضربة، تذكرنا المراسيم في البنتاغون وتساءلنا عما إذا وقع زوجي ضحية خدعة ما. هل أقيمت مراسيم الشرف العسكرية كلها لإظهار ان الحسين كان متواطئاً أو موافقاً على ما فعلوا؟ أما المفاجأة الثانية فأتت من قبل منظمة التحرير الفلسطينية. كانت الجولة الثانية من محادثات السلام قد أخفقت تماماً في واشنطن، وقد أنقذها ديبلوماسي نرويجي، فكان الفلسطينيون والإسرائيليون يجتمعون سرّاً في أوسلو. فجأةً، أعلنت واشنطن في آب أغسطس ان منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل توصلتا الى اعلان مبادئ واتفاقية سلام موقتة. استشاط الملك غيظاً. فياسر عرفات كان قد قال لزوجي انه على اتصال بشمعون بيريز، ولكن الواقع كان أن الفلسطينيين والإسرائيليين كانوا يجتمعون سرّاً منذ أشهرٍ عدة. شمعون بيريز أيضاً لم يقل شيئاً عن الموضوع لزوجي. وقال زوجي: "لماذا عدم التنسيق؟ كيف يمكن أن نعمل هكذا؟". إلاّ أن الحسين استفاق سريعاً من الصدمة وفي غضون 24 ساعة، كان قد صدّق على اتفاقية السلام الموقتة وحجّته كانت "هذا ما يريده الفلسطينيون، ولا يسعني سوى دعمهم".
غير أنّه في عزلته، كان الحسين يفكر بأن الفلسطينيين قد تنازلوا عن الكثير من حقوقهم. لقد سبق وأن رفض الملك أي مساومة على حقوق الفلسطينيين في الأرض المحتلة منذ العام 1967، إلا أن اتفاقية أوسلو لم تكن واضحة لجهة تحديد الأرض التي ستعيدها الاتفاقية اليهم. إلا أن الأمر الذي فاجأ الحسين خصوصاً بأهم الموضوعات مثل وضع القدس واللاجئين والمستوطنات والتدابير الأمنية والحدود والعلاقات والتعاون مع البلدان المجاورة - لم يتم التطرّق اليها، وفي المقابل، تمّ تأجيلها لمفاوضات اضافية خلال ثلاث سنوات.
من الناحية الإيجابيّة، مهدت الاتفاقية الموقتة بين الفلسطينيين والإسرائيليين الطريق للملك الحسين للعمل على اتفاقية خاصة بالأردن واسرائيل. وبما ان عرفات قام بالخطوة الأولى، ولو ناقصة، شعر الحسين بالحرية للقيام بهذا الإجراء.
إلا ان مفاوضات السلام مع الإسرائيليين ظلت قائمة. كان الملك يعمل مباشرة مع رابين منذ سنة تقريباً على إطار عمل مناسب للسلام، وفي منتصف شهر تموز يوليو، كانت الاتفاقية شبه جاهزة. فاللجان الفرعية الأردنية - الإسرائيلية كانت تتوصل الى تفاهم حول المياه والبيئة والطاقة. وكانت المفاوضات الثنائية بين البلدين تحرز تقدماً في المسائل المتعلقة بالحدود والشؤون المتعلقة بالأرض والأمن. في 25 تموز يوليو، كان من المتوقع ان يوقع الملك الحسين ورئيس الوزراء رابين على إعلان النية بإنهاء 46 سنة من الحرب بشكل رسمي بين البلدين والبدء اخيراً بمسار السلام. حتى ان اختيار الموقع كان قد تم.
لقد اختار الحسين وادي عربة كموقع لتوقيع الإعلان، وهو اختيار مناسب بما ان هذه المنطقة تقع على حدود الأردن وإسرائيل. فمن شأن مثل هذه الخطوة في المنطقة ان تعبّر بوضوح عن التزامنا المستقل بالسلام الشامل. وكان الملك قد كتب رسالة الى الرئيس كلينتون يزفّ له فيها خبر الاتفاقية الذي كان في حينها غاية في السرية ويعلمه عن التاريخ والمكان. كنا نظن انه تم ترتيب الأمور كلها، ولكننا كنا مخطئين.
بعد اشهر من السرية، وقع الحدث التاريخي في 18 تموز يوليو من العام 1994، عندما ظهر الدكتور فايز طراونة، سفيرنا في واشنطن ورئيس الوفد الأردني الى محادثات السلام، وإلياكيم روبنشتاين، رئيس الوفد الإسرائيلي، معاً في وادي عربة للإعلان عن بدء مفاوضات السلام النهائية بين البلدين.
وصلنا الى واشنطن قبل ايام قليلة من توقيع الإعلان فوجدنا انفسنا محاصرين. كان الخبراء في شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية يطلبون من زوجي ان يريهم الوثيقة التي ستعرف باسم اعلان واشنطن. لكن الحسين كان يرفض ان يطلع احداً على الاتفاق، بمن فيهم وارن كريستوفر. وكانت نية الملك الحؤول دون اي تسريب ممكن قد يضع الاتفاق في خطر. لذلك انتظر ليلة توقيع الاتفاق الى وقت متأخر جداً، اي بعدما قامت الصحف كلها بالترتيبات النهائية لطبع الأعداد الصباحية ليرسل النص الى البيت الأبيض.
كنا لا نزال نعمل على التفاصيل الأخيرة المتعلقة بخطاب الحسين امام جلسة الكونغرس المشتركة عندما بزغ فجر الخامس والعشرين من تموز يوليو 1994، وتوجّهنا للقاء رابين في البيت الأبيض حيث فتحنا صفحة جديدة تماماً من مصيرنا. استقبلنا الرئيس بيل كلينتون وعقيلته هيلاري وتوجهنا كل الى شريكه الإسرائيلي.
كان يوم حار من ايام الصيف في واشنطن يوم وقّع زوجي ورئيس الوزراء رابين اعلان واشنطن الذي يضع حداً ل46 عاماً من الحرب مع اسرائيل. كانت تعليقات الحسين في البيت الأبيض مؤثرة جداً. فلطالما تكلّم الحسين في شكل افضل عندما يكون الكلام نابعاً من قلبه، وكانت هذه المناسبة ربما افضل وقت له. قال "مضت سنوات طوال وأنا أسأل الله تعالى في صلواتي كلها ان يساعدني على المشاركة في احلال السلام بين اولاد ابراهيم. كان ذلك حلم اجيال سبقتني، واليوم اشهد انا على تحقيق هذا الحلم".
كانت الجلسة المشتركة للكونغرس مثيرة جداً، وقد تم الترحيب بخطاب الملك بالوقوف والتصفيق الحماسي. كما رحّب ايضاً بخطاب رابين بشكل جيد. كانت تلك فرصة لأعضاء وفدنا ليروا مباشرة تأثير اسرائيل السحري على السياسة الأميركية. كان النواب والوزراء يتقدمون من الملك بالتهانئ الحارة والحماسية، وكانوا يرحبون برئيس الوزراء رابين كأنهم اقدم الأصدقاء. إلا انّ هنا الحماسة كانت في مصلحتنا.فإسرائيل تدعم اليوم بشكل فاعل المبادرة الأردنية للسلام. وطوال فترة حياة رابين، لم يكن يصعب على حكومتنا ان تحظى بدعم الكونغرس. إذ كان رابين متمسكاً جداً بالدفاع عن الدعم للأردن، إذ كان يعترف انه لا يمكن التوصل الى سلام دائم إلا بالتعامل على قدم المساواة، وهو مبدأ ينبغي تطبيقه على الفلسطينيين ايضاً. وكان رابين يعرف الأردن ايضاً فقد حارب ضده. كما انه يعرف الأردنيين نظراً لولادته وترعرعه على الضفة الثانية من نهر الأردن. لم يتمتع احد من الإسرائيليين بهذا المنظار. وفي حين يعرف اعضاء حكومتنا الكثير عن الإسرائيليين وعن سياستهم الداخلية - منذ كان وزيراً ومنذ كان رئيس بلدية - يعرف نظراؤهم القليل عنا. فبالنسبة الى غالبية الإسرائيليين، لسنا سوى "عرب". فهم لا يعرفون كم نختلف عن بعضنا البعض، او ما هو إرثنا الثقافي او اهتماماتنا. فالمعادلة الإسرائيلية كانت معادلة سهلة. فالعرب "الجيدون" هم الذين يتكلمون مع اسرائيل. والعرب "السيئون" هم الذين لا يتكلمون معها. بعد التوقيع يبدو ان صورتنا تغيرت بين ليلة وضحاها، وفجأة لم نعد نستطيع حتى ان ننتقد انفسنا كالعادة.
في غضون ذلك، كان الملك يعمل بدأب مع رئيس الوزراء رابين على تفاصيل اتفاقية السلام النهائية. لم نكن يوماً قريبين الى اتفاقية من قبل، ولم يحظ الملك بشريك أفضل من رابين. وقد وصف العلاقة بينهما قائلاً إنها أشبه بعلاقة بين عسكريين يتعاملان مع بعضهما مباشرة وفي شكل فظّ في أكثر الأحيان.
كان رابين وزوجي يستطيعان رؤية المسائل كل من منظار الآخر. فالسؤال المطروح دائماً كان: "لو كنت مكانك، هل أستطيع التعايش مع ذلك؟". كانا يعرفان ان السلام يكون بين الناس وليس بين الحكومات، ومهما كان الاتفاق الذي يتم التوصل اليه. كان يجب أن يسدّ حاجات الشعبين بغية مقاومة عوامل الزمن. لم يكن أي منهما يريد أن يوقع على ورقة ويصافح الآخر ويتفرّج على السلام ينهار. وفي منتصف شهر تشرين الأول أكتوبر كانا قد اقتربا جداً من الهدف. وفي ليل 16 تشرين الأول، ضممت زوجي وتمنيت له حظاً سعيداً وهو مغادر للقاء رابين في الهاشمية في محاولة لصوغ التفاصيل النهائية. كانت ليلة طويلة جداً. وعندما رن الهاتف باكراً في صباح اليوم التالي، لم أكن أعرف ماذا علي أن أتوقع الى أن سمعت صوت الحسين المرهق وإنما سعيد. وقال: "عندي أخبار ممتازة، لقد أتممنا الأمر!". وقد أثّر فيّ الحسين كثيراً عندما أضاف انه بفضل تشجيعاتي استطاع الصمود حتى النهاية.
بحضوره حفل التوقيع، كان بيل كلينتون أوّل رئيس أميركي يقوم بزيارة رسمية الى الأردن منذ العام 1974. وصادف يوم التوقيع، عيد مولد هيلاري كلينتون. كنّا علمنا بالأمر في ذلك الصباح، فأسرعنا وطلبنا قالب حلوى. احتفلنا بمعاهدة السلام وبعيد مولد هيلاري حول مأدبة غداء في العقبة قبل المغادرة الى عمّان، حيث ألقى الرئيس خطاباً مثيراً أمام جلسة مشتركة للبرلمان الأردني. وعرض خطاب الرئيس كلينتون التوازن المهم بين فوائد معاهدة السلام السياسية والحسيّة - إعفاء الأردن من دينه، تنمية وادي الريفت، توسّع فرص التجارة والاستثمار - اضافة الى الفوائد الروحانية. وقد ضم صوته الى صوت زوجي الذي لطالما آمن بأن ما يتفق عليه الناس أهم بكثير مما يختلفون عليه، وأنهى كلينتون خطابه باقتباس عن خطاب موسى الى أولاد اسرائيل حين جمعهم ليجتازوا نهر الأردن: "أضع أمامكم الحياة والموت، النعم والويلات. اختاروا الحياة لتحيوا أنتم وأبناءكم". ومن ثمّ اختار رسالة مماثلة توحي بالأمل والتسامح الديني من حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ما من جدال بيننا وبينكم، والله يجمعنا ببعضنا واليه نعود".
فتح الحدود الوهمي كان خطوة غاية في الايجابية. غير أن فتح الحدود بين البلدين فعلياً أثار مشكلات لم نكن نتوقعها. فمباشرةً بعد معاهدة السلام، أتت حشود كبيرة من السيّاح الإسرائيليين الى البتراء، كنز الأردن الأثري. وقد اكتظ السيق الى المدينة بالناس والأحصنة. وقد كان عدد الناس الموجودين للزيارة يفوق قدرة الموقع الأثري على الاستيعاب ممّا يسرّع افساد الأرض الرملية الهشّة في الموقع الأثري القديم.
وكانت اليونيسكو منذ العام 1985 أعلنت البتراء موقعاً اثرياً دولياً، وكنت قبل معاهدة السلام بكثير طلبت من فريدريكو مايور، أمين عام اليونيسكو، أن يعمل معنا على وضع خطة رئيسة للمنطقة كلها. وبدأت الفنادق المترفة تنتشر في البتراء: ستة فنادق جديدة بين أربعة وخمسة نجوم في غضون سنتين اضافةً الى تصاميم لبناء فنادق أخرى. وكان هذا العمران غير المنظّم يسبب تدهور المنطقة لأنه لم يكن هناك أي مطالب لتقييم انعكاساتها على البيئة.
فكان يجب علينا حماية الموقع والدخل. اعترضت الجماعات البدوية بمرارة لأننا منعنا الأحصنة من السيق فساومنا معها على السماح بوجود الأحصنة للرحلة بين مركز السياحة ومدخل السيق. غضب أصحاب الفنادق عندما، رفعنا سعر الدخول بدعم من اليونيسكو الى حوالى 30 دولاراً، كما غضب بعض السيّاح الأجانب عندما علموا أن سعر الدخول للأردنيين كان أقلّ بكثير. تضمنت جهودنا إزالة آلاف أطنان الدبش من التربة لتجنّب عوامل التآكل وتقليص خطر الطوفانات المحلية. في العام 1998 ستصنّف البتراء بين أكثر من 100 موقع في العالم خطراً. واليوم ما زال الموقع على القائمة.
كان من الواضح أن الحسين تغيّر كثيراً بعد نجاح مفاوضات السلام. وعندما استضفنا الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا في زيارة رسمية في تشرين الثاني سنة 1994، والتي صادفت يوم عيد ميلاد الحسين، وهي الزيارة الرسمية الأولى التي تلقيناها منذ أزمة الخليج، كان أكثر ارتياحاً ممّا عهدته في أوقاتٍ مماثلة. وقد قدّم لنا الثنائي الملكي الاسباني مهراً رائعاً من الأندلس. كان ثمة مرض قد ضرب الأندلس منذ أعوام عدّة، إلاّ أن النسل تحسّن جداً، لذا، قدّم لنا صوفيا وخوان هذا المهر الغالي لنضيفه الى ذلك الذي قدّماه لنا منذ أعوام عدة عندما كنا في زيارة رسمية الى اسبانيا.
وقد تحسن مزاج الحسين أكثر فأكثر عندما عدنا الى العقبة بعدما ودعنا ضيوفنا على متن مركب الصيد خاصتنا. وقرّر فجأة قطع الحدود الاسرائيلية عبر ميناء ايلات. رافقتنا الدلافين وأسطول من المراكب المحلية، وقد استقبلت الحشود الاسرائيلية الحسين بالقبل والابتهاجات. وقد كتبت في يومياتي: "كان الجوّ مثيراً وودّي. عفويته مرحة، والتجارب العظيمة التي تشاركناها وفرحنا بها كانت أهم هدية من سنوات الزواج المتقدمة".
وظل مزاج زوجي جيداً في انكلترا عندما وافينا هاشم الذي أتى في عطلة عيد الشكر من مدرسته في الولايات المتحدة، وحمزة الذي أتى من "هاروو" لتمضية عطلة نهاية الأسبوع مع الأمير تشارلز في ساندرينغهام للرماية. وأذكر أنني يوم الأحد كنت أنظر الى زوجي يتمشى برفقة الصبيين في التلال وهم يرتدون الثياب الملاءمة من سراويل وستر وأحذية، وشعرت بفخر كبير.في أيار "مايو" من العام 1995، عدنا الى لندن، لحضور احتفالات الذكرى الخمسين ليوم الانتصار. وفيما نحن متوجهون الى قصر باكينغهام لحضور افتتاح الحدث، تم وضع سيارتنا في طليعة الصف لأن الحسين، وبعد هذه السنوات كلها على العرش، أصبح له الأفضلية على بقية رؤساء الدول الحاضرين. وفيما نحن ننتظر في السيارة، تذكر الحسين بشيء من التسلية، أن أوّل زيارة له كملك الى انكلترا كانت بمناسبة موت الملك جورج، والد الملكة اليزابيث. وفي حينها كان أصغر قائد فوضعت سيّارته في آخر الصفّ. وبعد أربعين عاماً، وبعدما واجه عدداً لا يحصى من الأزمات والنزاعات، يترأسّ اليوم الضيوف كلهم على أنه الأكبر سناً.
غداً الحلقة الاخيرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.