عادت الممثلة الشابة ميرنا المهندس الى الوسط الفني بعد فترة من الاعتزال وقدمت دور سومة في مسلسل "بنات أفكاري" للمخرج الراحل يحيى العلمي والفنان محمود مرسي. "الحياة" التقتها وكان هذا الحوار: اعتزلت التمثيل لفترة ثم كان قرار العودة مرة أخرى... فما الأسباب؟ - قرار الاعتزال كانت له ظروف خاصة جداً لا يعلمها إلا الله واقتناعي الشديد به. أما قرار العودة فلم يرجع الى أحد غيري، فهو أيضاً نابع من داخلي. وأثناء فترة اعتزالي كان يراودني الشعور بأنني أفتقد جزءاً كبيراً من حياتي، كما اكتشفت ان علاقتي بالفن مثلها مثل علاقتي بالهواء والماء، خصوصاً انني كنت أمارس الفن منذ طفولتي ثم أثناء دراستي في أكاديمية الفنون سواء في معهد الباليه أم في معهد الفنون المسرحية ومعهد الكونسرفاتوار، وحاولت العمل في مجالات أخرى بعيدة من التمثيل ولكنني لم أجد نفسي إلا أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح، ولم أستطع التعبير عن مشاعري التي أحملها بداخلي إلا من خلال ممارستي للفن. قبل الحجاب وبعده كيف كانت أيام الاعتزال؟ - أثناء فترة الاعتزال تعلمت أشياء كثيرة وأبرز ما حافظت عليه حتى الآن التقرب الى الله وهو العمل الوحيد الذي يخرج الإنسان من أي محنة يقع فيها. وعلمت أيضاً الكثير عن قدرة الله سبحانه وتعالى من خلال دراستي للفقه والتفسير، وأدركت ان الانسان يمكن أن يوضع في ظروف أقوى من إرادته ولا يمكنه السيطرة عليها، وعندما سمعت أن حلا شيحا خلعت الحجاب ورجعت الى التمثيل مرة أخرى لم أتعجب من هذا الأمر وقلت في نفسي طالما انها أقدمت على هذه التجربة فهذا يعني أنها انسانة محترمة جداً ولكن لا يعلم ظروفها إلا الله، وظهر تأثير تجربة الاعتزال في كل تفاصيل حياتي سواء في اختيار مواعيدي وطريقة تفكيري وتعاملي مع الآخرين وحتى في اختيار أدواري. فقبل الحجاب كان اختياري قائماً على مساحة الدور. أما الآن فأصبح اختياري قائماً على القيمة التي أقدمها من خلال الدور الذي أؤديه والفائدة التي تعود على المشاهد من دون التفكير في مساحة الدور حتى وإن كان مشهداً واحداً داخل العمل. علاقتك بأصدقائك داخل الوسط الفني... هل تأثرت بابتعادك عن التمثيل؟ - أثناء فترة الانقطاع عن التمثيل كانت أهم صديقاتي إلهام شاهين التي تمثل في حياتي أهمية كبيرة وأستشيرها في كل التفاصيل المتعلقة بحياتي الشخصية والعملية، وهي أيضاً تعاملني مثلما تعامل أخاها أمير، وتعرفت إليها أثناء مشاركتي معها في مسلسل "بنات أفكاري" ومنذ تلك اللحظة وأنا أكن بداخلي لها كل مشاعر الصداقة الحميمة وهي بالنسبة إلي في مكانة الأخت الكبيرة. ولدي أصدقاء آخرون لم أنقطع عنهم ومنهم الفنان أحمد رزق. ما الأعمال التي تعتبرينها علامات في حياتك الفنية؟ - مسلسل "ساكن قصادي" مع الفنان محمد رضا والفنانة الراحلة سناء جميل ومسلسل "بنات أفكاري" مع الفنان الكبير محمود مرسي وإلهام شاهين، وأنا أعتبر ان دور سومة كان أهم نقلة في حياتي الفنية. أحب الأدوار الرومانسية هناك شخصيات تتمنين تجسيدها؟ - أتمنى أن أقدم الشخصيات المركبة والمعقدة لأنها تعطي الممثل الفرصة للإبداع، وأتمنى أيضاً أن أقدم شخصية الفتاة الرومانسية لأنني لا أستطيع أن أمارس هذه التجربة في الحياة وأفتقد أيضاً الحب الحقيقي في الحياة العامة وأخشى أن أخوض هذه التجربة حتى لا أصاب بأي صدمات. وقد شاهدت الكثير من العلاقات العاطفية الفاشلة من خلال حكايات صديقاتي وأخشى أن أقع ضحية لهذه التجربة، وسأشارك الفنانة إلهام شاهين وحسين فهمي في مسلسل "نجمة الجماهير" الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل وأؤدي دور فتاة رومانسية تعيش قصة حب. أين أنت من السينما؟ - أصبح الآن عدد الممثلات في السينما كثيراً، ولكن السينما الآن تحتاج الى المميز والجديد. والملاحظ أن كل الأدوار في السينما والأفيشات هي لمنى زكي وحنان ترك وهما ممثلتان ناجحتان جداً وأتمنى لهما تحقيق المزيد من النجاح كما ان حنان صديقتي جداً منذ دراستنا معاً في معهد الباليه وتقابلنا كثيراً من خلال حفلات المعهد وأعمال سابقة وبيننا ذكريات كثيرة، وبمجرد معرفتي بأن حنان لاقت نجاحاً من أي جهة أشعر وكأن أختي نجحت، ولم أبتعد عن السينما كثيراً وخصوصاً كل من حولي يرون انني مظلومة جداً من خلال التلفزيون لأنه لم يعطني الفرصة لإبراز مواهبي إلا من خلال "بنات افكاري" لأن المخرج عرفني جيداً وجعل الكاميرا تصاحبني جيداً فأتيحت لي الفرصة لتقديم أكبر قدر وأنا ذاهبة الى السينما ولكن في الدور المناسب وفي الوقت المناسب.