قال رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران أمس، إن حكومته قد تسعى إلى منح المعلمين سنداً قانونياً لطرد الطلبة الذين يخالفون التقاليد العلمانية للدولة. وجاء ذلك بعدما أثار ارتداء الحجاب نقاشاً محموماً في فرنسا. وأظهر استطلاع للرأي العام أجري الأسبوع الماضي، أن أكثر من ثلث الذين شملهم، يرون أنه ينبغي منع المسلمات من ارتداء الحجاب ليس في المؤسسات الحكومية فقط بل في الأماكن العامة أيضاً. وقال رافاران في تصريحات يرجح أن تؤجج هذا الجدل أنه ينبغي أن يأخذ المدرسون موقفاً صارماً من الطلبة الذين يقومون بتحدي التقاليد العلمانية لفرنسا. وأضاف في حديث لإذاعة "أوروبا -1" أمس: "يجب أن نعلن بوضوح ضرورة احترام القيم العلمانية". وتابع: "ينبغي أن يملك المعلم أو مدير المدرسة أو رئيس الجامعة، سلطة أخذ إجراء ضد هؤلاء لإجبارهم على احترام القواعد أو حتى طردهم. ولكن اعتقد بأن القيم العلمانية يجب أن تكون من القوة بما لا يتطلب سن قانون لاحترامها. وإذا استدعى الأمر سنسن قانوناً". تدريب الأئمة وجاء ذلك غداة إعلان رئيس الوزراء الفرنسي أن حكومته كلفت الأستاذ الجامعي دانيال ريفيه بمهمة التفكير في تدريب الأئمة في فرنسا. وأوضح رافاران الذي كان يتحدث خلال الجمعية العامة التأسيسية للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أول من أمس، أن السلطات الفرنسية "تعير اهتماماً خاصاً لمسألة تدريب الأئمة". وأشار إلى أن "الدولة ستسهم في شكل"عندما تكون لدينا كلية للشريعة الإسلامية سنتمكن في أعلى مستوى علمي من فتح الحوار بين الثقافات والنظرة الدينية". وقال: "أنا واثق من أنه سيكون للشبان الفرنسيين المسلمين دور أساسي في مستقبل الإسلام في مجمله". واعتبر وزير الداخلية نيكولا ساركوزي في خطاب ألقاه قبل ساعتين من رئيس الوزراء وضع الأئمة وتدريبهم من أهم الملفات التي سيعكف عليها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وبعدما شدد على أن العديد من الأئمة يعيشون بأدنى المساعدات الاجتماعية التي تمنحها الدولة أو هم في وضع إداري غير قانوني ولا يتكلمون الفرنسية، أكد أنه يعتزم اتخاذ إجراءات لإضفاء الشرعية على أوضاعهم مشجعاً إياهم على تعلم الفرنسية. وترتكز خطة ساركوزي الى انهاء انتداب الائمة من دول عربية أو اسلامية للاعتماد على أئمة يخرجون من وسط الجالية نفسها.