لخص وزير الخارجية الاميركي كولن باول لدى وصوله الى دمشق مساء امس، ما سيطلبه من الرئيس بشار الاسد لدى اجتماعه معه اليوم في جلسة محادثات طويلة، قال: "سأوضح له الرئيس السوري جلياً كيف تنظر الولاياتالمتحدة الى تبدل الوضع في المنطقة بعد رحيل نظام صدام حسين، وفي ضوء خريطة الطريق". راجع الصفحة 8 وكانت مستشارة البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس اشارت في كلام اوضح الى إن باول سيطلب من دمشق حل "حزب الله". وأضافت في حديثها الى صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية امس، ان باول سيطالب دمشق بحزم شديد، بالكف عن "تأييد الإرهاب … وبحل حزب الله وإزالة خطر الصواريخ على إسرائيل" التي يطلقها حزب الله من جنوبلبنان، "واغلاق المقار العامة للمجموعات الإرهابية في دمشق". وأشارت إلى أن السوريين بدأوا أخيراً يتصرفون بصورة أكثر مسؤولية من "سلوكهم الإشكالي" ابان الحرب على العراق. وفي هذا الاطار، بث التلفزيون الاسرائيلي العام مساء امس، ان سورية أوعزت الى الجيش اللبناني بنشر وحدات على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. واعتبر هذه الخطوة بمثابة "بادرة حسن نية عشية زيارة باول". لكن مصدراً امنياً لبنانياً نفى ل"الحياة" في بيروت هذه الانباء "جملة وتفصيلاً"، وقال "ان الأمر لم يطرح". وسيبحث باول مع الاسد اليوم في ملفات وصفها مراقبون بانها "شائكة وصعبة"، وتتمثل في قضية المنظمات الفلسطينية الموجودة في دمشق، وموضوع "حزب الله"، وعدم التدخل في الشؤون العراقية وعدم عرقلة عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين و"خريطة الطريق". ويعتقد هؤلاء المراقبين بأن دمشق هيأت على ما يبدو أجوبتها عن المطالب المفترضة في الشأنين الاقليميين الرئيسيين، العراق و"خريطة الطريق"، وهي أجوبة لا يبدو انها ستكون سلبية. في حين يُرجح ان تفتح محادثات اليوم نافذة حوار قد يستمر طويلاً في قضية لبنان، بما يعنيه من وجود عسكري سوري فيه واستمرار وجود "حزب الله" على الحدود مع اسرائيل ومسألة نشر الجيش هناك. والى ذلك، يبدو ان ثمة اتفاقاً على الاجراءات السورية الداخلية نحو مزيد من الديموقراطية وحقوق المعارضين في النشاط السياسي.